لا يجوز تكفير المسلم المعتقد بالأصول الثلاثة: إن المسلمين في عالمنا الراهن يتفقون في الأصول الأساسية الثلاثة (1)، فيلزم أن لا يكفر فريق فريقا آخر بسبب الاختلاف في بعض الأصول، أو الفروع الأخرى، وذلك لأن الكثير من الأصول المختلف فيها، هي في الحقيقة من القضايا الكلامية التي طرحت على بساط البحث والمناقشة بين المسلمين فيما بعد، ولكل فريق منهم أدلته وبراهينه فيها. وعلى هذا لا يمكن أن يتخذ الاختلاف في هذه المسائل وسيلة لتكفير هذه الفرقة، أو تلك أو ذريعة لتفسيق هذه الطائفة، أو تلك، ولا سبباً لتفتيت وحدة المسلمين.
إن أفضل الطرق لحل هذا الاختلاف هو الحوار العلمي بمنأى عن العصبيات الجافة، والمواقف المتزمتة وغير الموضوعية. يقول القرآن الكريم في هذا الصدد(: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) (2)
ولقد صرح النبي الأكرم صلی الله علیه و آله بعد ذكره لأهم أسس الإسلام وأصوله: بأنه لا يحق لمسلم أن يكفر مسلما آخر لارتكابه معصية، أو يرميه بالشرك، إذ قال: «لا تکفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك» . (3)
وجاء في كتاب كشف الحقائق: «... مع أن في تكفير المسلم إيقاعاً للنفس في المهالك، فقد أخرج مسلم وغيره عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله : أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت إليه.

1. وهي الأصول التي يرتبط تحقق (الإيمان والكفر) بقبولها أو رفضها، وهي: الشهادة بوحدانية الله والإيمان بنبوة خاتم الأنبياء محمد صلی الله علیه و آله والمعاد في يوم القيامة. .
2. النساء:94
3. . العقيدة الإسلامية: ۲64 - ۲6۵.
4. صحيح مسلم :79:1 ، كتاب الإيمان، باب رقم ۲6.