تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٦   


الذي يبرد ما أسخنته النار، وأخرى أن ذلك لو كان كما قاله المشركون بالله لم يخل كل واحد من الاثنين اللذين أثبتوهما قديمين من أن يكونا قويين أو عاجزين فإن كانا عاجزين، فالعاجز مقهور وغير كائن إلها، وإن كانا قويين فإن كل واحد منهما يعجزه عن صاحبه عاجز، والعاجز لا يكون إلها، فإن كان كل واحد منهما قوياً على صاحبه فهو بقوة صاحبه عليه عاجز، تعالى ذكره عما يشرك المشركون
فتبين إذاً أن القديم بارئ الأشياء، وصانعها هو الواحد الذي كان قبل كل شيء، وهو الكائن بعد كل شيء، والأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان، ولا ليل ولا نهار، ولا ظلمة ولا نور، إلا نور وجهه الكريم، ولا سماء ولا أرض، ولا شمس ولا قمر ولا نجوم، وأن كل شيء سواه محدث مدبر مصنوع، انفرد بخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر...) . (1)
33 وقال الفخر الرازي: «اعلم أن القول بإثبات الإلهين قول باطل فاسد، على ما ثبت فساده بالدلائل...». (2)
34 وقال صاحب جامع البيان: «.... القول في تأويل قوله تعالى: ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. يقول تعالى ذكره: لو كان في السماوات والأرض آلهة تصلح لهم العبادة سوى الله الذي هو خالق الأشياء، وله العبادة والألوهة التي لا تصلح إلا له، لفسدتا، يقول: لفسد أهل السماوات والأرض. فسبحان الله رب العرش عما يصفون) يقول جل ثناؤه: فتنزيه لله و تبرئة له مما يفتري به عليه هؤلاء المشركون به من الكذب...» . (3)
35 وقال صاحب التبيان: قوله تعالى: أم اتخذوا آلهة من الأرض هيم ينشرون *


1. تاريخ الطبري 19:1 – 20.
2. تفسير الرازي88:1
3. جامع البيان19:17 .


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست