تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۵   


وإثبات العقول والنفوس على ما يقوله الفلاسفة وأصحاب الطلسمات باطل، وإلا لحصل خالق غير الله. ورابعها: خالق أعمال العباد هو الله، وإلا لحصل خالق غير الله. وخامسها: القول بأن العلم يوجب العالمية والقدرة توجب القادرية باطل، وإلا لحصل مؤثر غير الله، ومقدر غير الله، وخالق غير الله، وإنه باطل». (1)
32 وقال الطبري: «فإن قال قائل: فما ينكر أن تكون الأشياء التي ذكرت من فعل قديمين؟ قيل: أنكرنا ذلك لوجود اتصال التدبير وتمام الخلق، فقلنا: لو كان المدبر اثنين لم يخلو من اتفاق أو اختلاف، فإن كانا متفقين فمعناهما واحد وإنما جعل الواحد اثنين من قال بالاثنين، وإن كانا مختلفين كان محاط وجود الخلق على التمام والتدبير على الاتصال؛ لأن المختلفين فعل كل واحد منهما خلاف فعل صاحبه، بأن أحدهما إذا أحيا أمات الآخر، وإذا أوجد أحدهما أفنى الآخر، فكان محالاً وجود شيء من الخلق على ما وجد عليه من التمام والاتصال، وفي قول الله عز و جل ذكره: ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون، وقوله عز وجل: وما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون. عالم الغيب والشهادة فتعالى عمّا يشركون أبلغ حجة وأوجز بیان وأدل دليل على بطول ما قاله المبطلون من أهل الشرك بالله، وذلك أن السماوات والأرض لو كان فيهما إله غير الله لم يخل أمرهما مما وصفت من اتفاق و اختلاف، وفي القول باتفاقهما فساد القول بالتثنية وإقرار بالتوحيد، وإحالة في الكلام بأن قائله سمى الواحد اثنين، وفي القول باختلافهما القول بفساد السماوات والأرض كما قال ربنا عز وجل: ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا لأن أحدهما كان إذا أحدث شيئا وخلقه كان من شأن الآخر إعدامه وإبطاله، وذلك أن كل مختلفين فأفعالهما مختلفة كالنار التي تسخن والثلج


1. تفسير الرازي 14: ۱۲۲- ۱2۳.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست