تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۹   


من قول أبي عبد الله علیه السلام : «لا يخلو قولك (1) : إنهما اثنان من أن يكونا قدیمین قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفاً، فإن كانا قویین فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه ويتفرد بالتدبير ؟! وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعیف ثبت أنه واحد كما نقول، للعجز الظاهر في الثاني، فإن قلت: إنهما اثنان، لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظماً، والفلك جارياً والتدبير واحداً والليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الأمر والتدبير وائتلاف الامر على أن المدبر واحد، ثم يلزمك إن ادعیت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين فصارت الفرجة ثالثأ بينهما قديماً معهما فيلزمك ثلاثة، فإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلت في الاثنين حتى تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ثم يتناهی في العدد إلى ما لا نهاية له في الكثرة»، قال هشام: فكان من سؤال الزنديق أن قال: فما الدليل عليه؟"، فقال أبو عبدالله علیه السلام: «وجود الأفاعيل دلت على أن صانعاً صنعها، ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشد مبني علمت أن له بانياً وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده؟» قال: فما هو؟ (3)


1. قوله علیه السلام: (لا يخلو قولك إنهما اثنان) تحرير هذا الدليل أنه لو كان المبدأ الأول الموجود بذاته اثنين فلا يخلو من أن يكونا قديمين قويين أو ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والاخر ضعيفاً، والمراد بالقوي أن يكون قادراً على فعل الكل وفاعلا له بالإرادة مع استبداده به، والمراد بالضعيف الذي لا يقوى على فعل الكل ولا يستبد به ولا يقاوم القوي، فإن كانا قوبيين فلم لا يدفع كل منهما صاحبه و يتفرد به ، أي يلزم منه عدم وقوع الفعل ؟! وإن كان أحدهما ضعيفا فليلزم من ضعف وجوده احتیاجه إلى العلة الموجدة لأنه لا يتصور إلا بجواز خلو المهية عن الوجود وهو معنى الإمكان، وإن كانا ضعيفين بأن يقدر ويقوي كل منهما على بعض أو على الكل لكن فعل بعضأ بالإرادة فلا يخلو من أن يكونا متفقين في الحقيقة من كل جهة بحيث لا يكون لكل منهما جهة تشخص يتعين بها عن صاحبه فمعناه وحدتهما وهذا خلف، أو يكونا مفترقين من كل جهة، فانتظام الخلق وائتلاف الأمر يدل على وحدة المدبر .
2. یعنی بما ذكرت قد ثبت وحدة المبدء الأول للعالم على تقدير وجوده، فما الدليل على وجوده؟
3. قوله: (فما هو) إنما سؤال عن حقيقة بالكنه، أو حقيقة بالوجه الذي يمتاز به عن جميع ما عداه.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست