تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: تاریخ مدینة دمشق - المجلد ۱    المؤلف: ابی القاسم علی بن الحسن ابن عساکر    الجزء: ۱    الصفحة: ۸   

سمائهم ونزل بنو یافث الصفون تجری الشام والصبا وفیهم الشقرة والحمرة وأخلا الله تعالى أرضهم فاشتد بردها وأجلا سماءها فلیس یجری فوقهم شئ من النجوم السبعة الجاریة لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدی والفرقد وابتلوا بالطاعون ثم لحقت عاد بالشحر فعلیه هلکوا بواد یقال له مغیث فلحقت بعدهم مهرة بالشحر ولحقت عبیل بموضع یثرب ولحقت العمالیق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدر بعضهم إلى یثرب فأخرجوا منها عبیلا فنزلوا موضع الجحفة [1] فأقبل سیل فاجتحفهم فذهب بهم فسمیت الجحفة ولحقت ثمود بالحجر وما یلیه فهلکوا ثم لحقت طسم وجدیس بالیمامة وإنما سمیت الیمامة بامرأة منهم فهلکوا ولحقت أمیم بأرض أبار فهلکوا بها وهی یمین الیمامة والشحر لا یصل إلیها الیوم أحد غلبت علیها الجن وإنما سمیت أبار بأبار بن أمیم ولحقت بنو یقطن بن عابر بالیمن فسمیت الیمن حیث تناهوا إلیها ولحق قوم من بنی کنعان بن حام [2] بالشام فسمیت بالشام حیث تشآموا إلیها وکانت الشام یقال لها أرض بنی کنعان ثم جاءت بنو إسرائیل فقتلوهم بها ونفوهم عنها فکانت الشام لبنی إسرائیل ووثبت الروم على بنی إسرائیل فقتلوهم (3) وأجلوهم إلى العراق إلا قلیلا منهم وجاءت العرب فغلبوا على الشام وکان فالغ [4] بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح هو الذی قسم الأرض بین بنی نوح کما [5] سمینا فی الکتاب قال ویقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ وطسم وأمیم وعملیق وهو غریب بنو لوذ بن سام بن نوح وثمود وجدیس ابنا حاثر بن أرم بن سام بن نوح وعاد وعبیل ابنا عوص بن ارم بن سام بن نوح والروم بنو السقطان بن ثوبان بن یافث بن نوح علیه السلام أخبرنا أبو القاسم إسمعیل بن أحمد بن عمر بن أبی الاشعث السمرقندی


[1] الجحفة بالضم ثم السکون کانت قریة کبیرة على طریق المدینة من مکة على أربع مراحل وسمیت الجحفة لأن السیل اجتحفها وحمل أهلها فی بعض الأعوام
[2] بالأصل " حازم " (3) ما بین معقوفتین سقط من الأصل واستدرک عن الطبری 1 / 209
[4] بالأصل " فاتح " والمثبت موافق لما فی المطبوعة
وکان فالغ کذا مکرر بالأصل
[5] عن الطبری 1 / 209 ومخطوط الخزانة العامة وبالأصل " فما "
وفضائل المدن وفضائل الاعمال وفضائل الشهور والایام وفضل الجهاد وفضل کتابة القرآن وغیرها من الفضائل
کما له المعجم لمن سمع منه أو أجاز له ومعجم الشیوخ من النبلاء
ومن مؤلفاته ووفرتها وتنوعها نجد أن ابن عساکر محدث حافظ ثبت ثقة أولا ومؤرخ ثانیا شأنه فی ذلک شأن سائر المؤرخین المسلمین
ولا جرم أن أکبر تألیفه وأکثرها ذیوعا وشمولا کتابه تاریخ دمشق
وأهمیة هذا التاریخ لا تکمن فی أنه تاریخ لمدینة دمشق أحد أکبر معاقل الحضارة الانسانیة والعلوم الاسلامیة عبر مختلف العصور فحسب بل إنه موسوعة حدیثیة وهو من أوسع المصادر فی سیر الرجال فمنه یمکن استخلاص کتب وأسفار عدة فی موضوعات وعلوم وفنون شتى
فالکتاب مرجع لعلماء لاحتوائه على الالاف من الاحادیث النبویة والاثار
والکتاب موسوعة فی علم الرجال والجرح والتعدیل فهو عندما یترجم للرجال ویذکر سیرهم ویذکر مرویاتهم فإنه یبین حالهم وعلى ما هم علیه من ضعف أو توثیق ویصحح أسماءهم إذا اقتضى الحال
ویذکر سنة الوفاة للرجال وهو بهذا یحدد طبقة الاسم المترجم له وفی هذا من الفائدة ما یدرکه العاملون فی حقل الرجال
وهو عنمد یسرد الخبر خصوصا فی الفضائل یسرد جمیع الروایات بأسانیدها المتعلقة بالخبر یذکر ذلک وهو أعلم الناس بالاحادیث الضعیفة والموضوعة فکأنه بإیراده السند یخلی مسؤولیته ویدع العهدة فی نقل الاخبار على من نقلها وکأنه یرید أن یقول أیضا Y إن کتابه لجمیع طبقات الناس وإنه یرید أن یکون تاریخه مرآة تعکس حیاة الناس ومعتقداتهم ومذاهبهم ونحلهم وآراءهم السیاسیة والاجتماعیة فله النقل والعرض والسرد وللعقل التدقیق والتمحیص
وکأنه هنا یتلقی مع نظریة معاصرة فی تدوین التاریخ لا رنولد توینبی التی تزعم " أن المؤرخین أمیل إلى توضیح آراء الجماعات التی یعیشون فی محیطها منهم إلى تصحیح الاراء "
والکتاب جمع أکبر عدد من رجال الثقافة الاسلامیة وأعلام الحضارة العربیة خصوصا ذوی الشأن منهم وحتى ترجم لمن کان قبل الاسلام أیضا
والکتاب موسوعة فی الادب شعرا ونثرا فضلا عن کون الحافظ ابن عساکر نفسه


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست