تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الاسلام المحمدي الاصيل في كلام الامام الخميني    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٤   

أن أمثال هؤلاء الاشخاص، وخشیة من أن یواجهوا بالسؤال : لماذا فئة من المؤمنین مستعدة للمخاطرة بحیاتها وخوض الصعاب، والتصدی للظلم والفساد والفحشاء، بید أنکم فضلتم الجلوس متفرجین؟. أنهم لا یتحفظون من اتهام مسؤولی النظام والذین یخوضون معترک النضال، بأنهم أُناس عدیمی الدین، وأیادی الاجنبی.. الى غیر ذلک، مثلما کان علیه الحال فی عهد الامام امیر املؤمنین – علیه السلام - حیث نعتوه بتارک الصلاة، لإظهار أنفسهم أفضل من الامام وتبریر أفعالهم. یقول سماحته: (حنذاک لم یمر یوماً دون حادثة، حیث لجأت الأیادی الخفیة والظاهرة لأمیرکا والشاه، الى بث الشائعات والتهم حتى أنهم أخذوا یلصقون تهمة تارک الصلاة ومارکسی وعمیل للانجلیز بالذین کانوا یقودون النضال. فی الحقیقة أن علماء الدین الحقیقیین کانوا یبکون دماً فی العزلة والأسر). (صحیفة الامام، ج 21، ص 255).


ب – انواع الاسلام الامیرکی
کی یتسنى التعرف على الاسلام المحمدی– صلى الله علیه وآله – بادر الامام الخمینی (قدس سره) فی المرحلة التالیة الى توضیح أنواع الاسلام الامیرکی، و سنحاول هنا الاشارة الى ثلاثة نماذج منه:

الاول – اسلام الرأسمالیة
ان مناهضة الرأسمالیین والمرفهین للاسلام قدیمة بقدم التاریخ، وخیر دلیل على ذلک قوله عزوجل فی القرآن الکریم:(ما أرسلنا من قبلک فی قریة من نذیر إلاّ قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون. قال أو لو جئتکم بأهدى مما وجدتم علیه آباءکم، قالوا إنا بما أرسلتم به کافرون)( سورة الزخرف، الآیتان 23 – 24).
واستناداً الى فحوى الآیة الشریفة، نشیر الى الملاحظات التالیة:
1 – النزاع بین الانبیاء والمکتنزین للذهب، کان قائماً على الدوام، ولم یبعث نبی ما لم یکن هذا النزاع موجوداً فی عصره.
2 – أن الذین کانوا یتصدون للانبیاء، کانوا من الناهبین الذین جمعوا ثروتهم من خلال الاستعانة بالظلم والجور. وکانوا یخشون إذا ما آمنوا بالانبیاء أن یضطروا الى توزیع اموالهم على الفقراء واصحاب الحق، ولهذا عارضوا الانبیاء وتصدوا لهم.
3 – أن أمثال هؤلاء یتصفون بالتعصب الأعمى ولا یؤمنون بالمنطق والبرهان.
ان السبب الرئیسی فی هذه المواجهة هو أن المرفهین بصدد نهب اموال الآخرین والاستیلاء علیها، وکی یتسنى لهم تحقیق هدفهم المشؤوم هذا فی المجتمعات الاسلامیة، فهم مضطرون للتظاهر بالتدین: (ان صرخة براءتنا، صرخة الدفاع عن الدین والنوامیس، صرخة الدفاع عن الموارد والثروات والاموال، صرخة الشعوب المتألمة التی مزّق خنجر الکفر والنفاق قلوبها.. ان صرخة براءتنا هی صرخة فقر وحرمان الجیاع والمحرومین والحفاة الذین سرق مکتنزو الذهب واللصوص الدولیون حصیلة عرق جبینهم وثمرة أتعابهم، وحالوا دون نیل الشعوب الفقیرة والمزارعین والعمال والکادحین أدنی حقوقهم الحقة). (صحیفة الامام، ج 20، ص 318).
وفی موضع آخر وضمن رفضه المصالحة بین الرأسمالیین الطفیلیین وعلماء الدین الملتزمین، یشیرسماحته الى مفاسد اسلام الرأسمالیة، ویعتبر القبول بمثل هذا الاسلام بمثابة مذلّة واهانة تتعارض مع کرامة الانسان والاسلام الاصیل: (ان علماء الاسلام الحقیقیین لن یخضعوا مطلقا ً للرأسمالیین والخوانین وعبدة المال، وحافظوا على هذا الشرف على الدوام. وأنه لمن الظلم الفاحش أن یرى البعض بأن علماء الدین الحقیقیین، انصار الاسلام المحمدی الأصیل، والرأسمالیین وضعوا أیدیهم فی إناء واحد... ان علماء الدین الملتزمین متعطشون لدماء الرأسمالیین الطفیلیین ولم ولن یتصالحوا معهم.) (صحیفة الامام، ج 21، ص 252).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست