تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الاسلام المحمدي الاصيل في كلام الامام الخميني    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٣   


الامام الخمینی والتعرف على الاسلام الامیرکی


علی کلایری

التعرف على الاسلام المحمدی– صلى الله علیه وآله – وتمیزه عن الاسلام الامیرکی، یعد احد اکثر الافکار السیاسیة سطوعاً لسماحة الامام الخمینی (قدس سره) التی حالت فی برهة خاصة ومصیریة من حیاة الثورة، دون نفوذ الفکر الالتقاطی والمنحرف الى داخل المجتمع الاسلامی الایرانی. وفی هذا المقال سنحاول الوقوف على أسس هذا التصنیف ودوافع هذه التسمیة، ومحاولة توضیح انواع الاسلام الامیرکی وسماته وخصائصه وسبل التعرف علیه.



أولاً – اسباب تصنیف الاسلام الى الاسلام الاصیل والاسلام الامیرکی
یوضح تصنیف الاسلام الى الاسلام المحمدی – صلى الله علیه وآله – والاسلام الامیرکی (انظر صحیفة الامام، ج 21، 253)، أن الحق ثابت دائماً ولن یتغیر. ولهذا ومن خلال اطلاق اسم الاسلام المحمدی– صلى الله علیه وآله – على الاسلام الاصیل، تم لفت الانظار الى احد وجوه الحقیقة الثابتة للدین الاسلامی. بید أن الاسلام غیر الاصیل یغیّر وجهه فی کل عصر کی یتسنى، من خلال رکوب الموجة فی کل عصر، خداع الناس البسطاء. نحن نعلم أن الاسلام کان لدیه مخالفین کُثر منذ ولادته، ولکن احد اکثر الامور التی نجحوا فیها هو أنهم اوجدوا اسلاماً بدیلاً فی مواجهة الاسلام الاصیل. ویمکن رؤیة أبرز نماذجه من خلال تعامل الامام علی – علیه السلام – مع معاویة، ولأن المجال لا یتسع هنا الى تحلیل مواقف معاویة إزاء الامام علی – علیه السلام – سوف نکتفی بالاشارة الى هذه الملاحظة وهی أن معاویة وسلالة الظالمین التی اعقبته، کانوا من جملة الذین کانوا یتظاهرون بالتدین، و فی الحقیقیة کانوا یسعون الى اقصاء الاسلام ومحوه من خلال عرض الاسلام المختلق والمنحرف.



ثانیا ً – سبل التعرف على الاسلام الامیرکی
بادر الامام الخمینی (قدس سره) فی اکثر من مرحلة الى التعریف بالاسلام الامیرکی وأتباعه ومریدیه . ففی البدایة اهتم بتوضیح سمات هؤلاء، ومن ثم الاشارة الى العناوین العامة التی تندرج تحت منظومة الاسلام الامیرکی، وفی النهایة أشار إشارات مباشرة الى عدد من الفئات


الف – توضیح سمات أتباع الاسلام الامیرکی
الامام الراحل (قدس سره) کان یعتبر أتباع الاسلام غیر الاصیل عبارة عن عدة من المنافقین والمخادعین، وفی هذا الصدد یقول سماحته : (یجب أن تجسدوا بوضوح الظلم الذی لحق بعدة من علماء الدین المخلصین عام 1341 (1962)، عام انطلاقة الثورة الاسلامیة ونضال الروحانیة الأصیلة فی ظل اجواء الموت العارم للتحجر والتظاهر بالقداسة، ومدى معاناتهم وآلامهم، وکیف أنهم اتهموا بالتجسس وعدم التدین...). (صحیفة الامام، ج 21، ص 220).
ان أتباع الاسلام غیر الاصیل ونتیجة لتحجرهم تمسکوا بظوهر الاسلام، ولهذا فان خطابهم أکثر الماً وخطورة من رصاص الاعداء. ونظراً لإتباعهم مثل هذا الاسلام الانتهازی، لن یخاطروا بموقعیتهم مطلقاً. ولهذا فانهم یقیمون فی منازل فخمة ولا یعبأون بمعاناة المحرومین والحفاة مطلقاً، وعلى استعداد للتشکیک بکل شیء من أجل المحافظة على منافعهم. یقول سماحة الامام: (لقد فضّل هؤلاء الاقامة فی منازل فخمة مجللة مرتاحین خالین من الألم، وبعیدین عن هموم ومعاناة ارکان الثورة الراسخة والحفاة المحرومین، مکتفین بمراقبة الاحداث، وحتى أنهم لم یحاولوا أن یساهموا ولو من بعید...) (صحیفة الامام، ج 20، ص 333).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست