تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الاسلام المحمدي الاصيل في كلام الامام الخميني    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٦   

وکما ذکرنا، ان وجود هذه الفئة فی المجتمع الاسلامی یمتد الى صدر الاسلام وقد لحقت اضرار جسیمة بکیان الاسلام على أیدی هذه الفئة. وفی هذا الصدد یقول سماحة الامام : (علینا أن نعیش بهذه الحسرة ما دمنا أحیاء لأنهم لم یسمحوا للامام امیرالمؤمنین أن یؤسس الحکومة التی کان یرید تأسیسها. لقد اشعل ادعیاء الاسلام نیران الحروب وعارضوا الاسلام باسم الاسلام، بل ووجهّوا الى الاسلام الصفعات باسم الاسلام والقرآن الکریم حتى منعوه من بلوغ الهدف، فلو أن المتظاهرین بالاسلام من ادعیاء القداسة لم یمنعوه من دحر خدیعة معاویة، ونجح أمیر المؤمنین فی هذا الأمر، لکان مصیر الاسلام غیر ما نشاهده الیوم . فلربما لم تکن تحدث مشاکل الامام الحسن – سلام الله علیه – ولا قضیة کربلاء. وان اولئک المتظاهرین بالقداسة فی (النهروان) هم الذین یتحملون تبعات ذلک فعلنة الله علیهم الى الأبد... ان عدة عادت امیر المؤمنین باسم الاسلام، ومنعته فئة من الحمقى من اصحابه من العمل باسم القرآن. وهذا أمر یبعث على أسف المسلمین الى الأبد). (صحیفة الامام، ج 18، 329 – 330).
ان التأمل فی کلام سماحة الامام (قدس سرّه) یوضح هذه الحقیقة المؤلمة وهی أن صفعات قویة ألحقت بکیان الاسلام على ایدی هذه الفئة، وأن امثال هذه الصفعات لازالت متواصلة: (ان الآلام التی تجرع مرارتها والدکم العجوز بسبب هذه الفئة المتحجرة، لم یواجه مثلها مطلقاً من ضغوط ومضایقات الآخرین). (صحیفة الامام، ج 21، ص 254).
ان امثال هؤلاء موجودون على الدوام والذی یتغیر هو اسلوب المتاجرة بالدین فحسب. ان الصفعات التی ألحقها ویلحقها امثال هؤلاء بکیان الاسلام والمسلمین یقف حائراً أمامها حتى أدهى الاشخاص. ان هؤلاء الذین ینعتهم الامام امیرالمؤمنین بأشباه الرجال، لیس لدیهم هدفاً سوى اجتثاث جذور الدین. یقول الامام علی بن ابی طالب امیر المؤمنین: (یا أشباه الرجال ولا رجال! حُلومُ الأطفال، وعقول ربّات الحجال، لَوددتُ انی لم أرکم ولم أعرفکم معرفَة – والله – جَرّت نَدماً، واعقبت سَدَماَ. قاتلکم الله ! لقد ملأتم قلبی قیحاً، وشَحنتم صدری غیظاَ). (نهج البلاغة، الخطبة 27).




ج – مصادیق الاسلام المتحجر
لعلّ القضیة الأبرز فی صیانة الاسلام الأصیل تکمن فی التعرف على المتظاهرین بالقداسة الفرحین بمظاهر الاسلام فحسب، ویعارضون کل ما یتعارض مع مظاهر الاسلام. ونظراً لأن امثال هؤلاء یفتقرون الى العقل والمنطق، لذا فان إفهامهم حقائق الدین أمر شاق وفی غایة الصعوبة.
یقول سماحة الامام فی معرض إشارته الى احدى هذه الفئات داخل النظام الاسلامی: (حقاً أن اتهامات من قبیل : امیرکی وسوفیتی وإلتقاطی، وتحلیل الحرام وتحریم الحلال، وقتل النساء الحوامل، وتحلیل القمار والموسیقى، من الذی یروج لها؟ هل یروج لها الاشخاص عدیمو الدین أم المتظاهرون بالقداسة المتحجرون عدیمو السعور؟ من الذی یقف وراء تحریم محاربة اعداء الله، واساءة استغلال ثقافة الشهادة والشهداء، واللجوء الى الطعن والکنایة تجاه مشروعیة النظام؟ هل هم العامة ام الخاصة؟ والى من ینتسبون هؤلاء الخواص؟ وهل هم من المعممین أو غیرهم؟). (صحیفة الامام، ج 21، ص 256).
ویمضی سماحته بالقول: (بالأمس کانت (الحجتیة) تحرم النضال وقد بذلت کل ما فی وسعها لإفشال الدعوة الى مقاطعة الاحتفال فی النصف من شعبان فی ذروة النضال دعماً للشاه. غیر أنهم الیوم باتوا ثوریین اکثر من اصحاب الثورة) (المصدر السابق).
وفیما یخص دعاة الولایة، یقول سماحته: (ان دعاة الولایة کانوا قد ساعدوا بالأمس فی المساس بعزة الاسلام والمسلمین من خلال تحجرهم والتزامهم الصمت، وقصموا ظهر الرسول وأهل بیت العصمة والطهارة عملیاً، ولم یکن عنوان الولایة بالنسبة لهم سوى وسیلة للتکسب والمتاجرة. والیوم یحاولون أن یصوروا أنفسهم بأنهم المؤسسون للولایة وورثتها، ویتأسفون على الولایة فی عهد الشاه). (نفس المصدر).


***


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست