تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الاسلام المحمدي الاصيل في كلام الامام الخميني    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۷   

على صعید المعرفة الدینیة، الاسلام الاصیل یرفض کل انواع السطحیة والتحجر والتظاهر، ویشجع على البحث والنقد والنمو والازدهار، ولن یلجأ الى التکفیر والتفسیق فی مواجهة الافکار الجدیدة مطلقاً، بل على العکس یحاول ضمن تمسکه بالسنن الاصیلة والسلیمة، أن یناقش وینتقد ویؤید ویؤکد بالدلیل والبرهان دائماً، ویستعین بالاسالیب الحدیثة والمؤثرة الى أقصى حد، ولن یهرب مطلقاً من السؤال والاستفسار وإثارة القضایا المعاصرة والمعضلات الفکریة، وفی الحقیقة أن المسائل الجدیدة ومواکبة العصر تعتبر من أکثر الاهتمامات الفکریة لأتباع الاسلام الاصیل.
بالنسبة للاسلام المحمدی الدین یتمتع بالکمال والشمولیة، و لا یکتفی بظاهر القرآن والسنّة لأن القرآن والسنة ذو ظاهر وباطن، بل حتى الباطن ذو ظاهر وباطن. ولهذا فان الدین لا یتلخص فی الفقه والاحکام، بل أن الفقه والاحکام یمثلان الابعاد الظاهرین والعملیة للدین فحسب.
ومن هنا فأن أتباع الاسلام الاصیل لم یقتنعوا فی الجانب العقائدی، بالعقائد السطحیة والظاهریة والمعتقدات التی تنال اعجاب العوام، وإنما یمضون فی التعرف على المبادئ العقیدیة الى ذروة المعتقدات التوحیدیة الاصیلة واجتیاز مختلف مراحل التوحید النظری، وتجسید التوحید الخالص فی کافة أبعادهم الوجودیة. کما أن التوحید العملی لا یقتصر على الابعاد الشخصیة، بل یجسدون التوحید الکامل فی مختلف ابعاد الفرد والمجتمع. ومن أجل تحقیق سعادة الانسان، فهم بصدد تحقیق الحیاة المعنویة التی یعبّر عنها القرآن الکریم بالحیاة الطیبة. (من عمل صالحاً من ذکر أو أنثى وهو مؤمن فلنحیینه حیاة طیبة). (سورة النحل، الآیة 97).



ثانیاً – علم الفقه والاحکام العملیة
الجانب الفقهی فی الاسلام الاصیل لا یکتفی بظواهر الاحکام، وفضلاً عن المحافظة على الظاهر والتمسک والعمل بالاحکام الظاهریة للشریعة وبفلسفة الاحکام، فأنه یهتم بشکل جاد بأسرار الاحکام ایضاً، ولم یضح بالغایات والاهداف والاسرار والبواطن أبداً من أجل المقدمات وظواهر الدین. وطبعاً من البدیهی أن لا ینسى المظاهر والاحکام الظاهریة مطلقاً بحجة بلوغ الحقیقة والاحاطة بالأسرار والبواطن، وفی الحقیقة أنه یرى طریق بلوغ الاسرار والبواطن من خلال التمسک بظواهر الاحکام.
وهنا یکمن اهتمام الامام الخمینی بأسرار العبادات بما فی ذلک اسرار الصلاة والصوم والحج الى غیر ذلک. ذلک أن سماحته والى جانب المؤلفات الفقهیة وقبلها، اهتم بتألیف المؤلفات العرفانیة للتعریف باسرار وبواطن العبادات وأبعادها المعنویة. إذ قام سماحته – على سبیل المثال – بتألیف کتاب (سرّ الصلوة) وکتاب (آداب الصلوة)، اضافة الى النداءات التی کان یصدرها فی مواسم الحج وضرورة الاهتمام بأسرار الحج، وکذلک خطابات سماحته عشیة حلول شهر رمضان المبارک وضرورة الاهتمام بأسرار الصیام، فی کل ذلک کان یؤکد علی هذه الحقیقة. (أنظر: صحیفة الامام، ج 15، ص 168. ج 18، ص 97).
من جهة أخرى ونظراً لشمولیة الاسلام وتکامله، فان فقه الاسلام الاصیل متکامل ایضاً ولم یقتصر اهتمامه على الجوانب الشخصیة للافراد. کما أنه لم یکتف بالجوانب العبادیة أیضاً، بل أن الاسلام الاصیل وانطلاقاً من شمولیته اهتم بمختلف الابعاد الفردیة والاجتماعیة للافراد. ولهذا فأن فقه الاسلام الاصیل یلبی کافة احتیاجات الانسان فی مختلف الابعاد والاوقات والشعوب والقومیات. ومن هنا فان فقه الاسلام الاصیل، وفی ذات الوقت الذی یحافظ فیه على الاصول والمصادر الاصیلة والسنن القیمة والاستفادة من الجهود القیمة لعلماء السلف والفقهاء الافذاذ، یستفید من الاسالیب الحدیثة و الوسائل الجدیدة، وفی الحقیقة یستجیب لمستلزمات ومتطلبات العصر وایجاد حلول للمسائل المعاصرة وحاجات الناس. ولهذا یعتبر سماحة الامام فقه الاسلام الاصیل فقهاً تقلیدیاً وکذلک فقهاً حرکیاً یلبی حاجات الانسان المعاصر. وفی هذا الصدد یذکر سماحته فی نداء هام وجّهه الى المراجع وعلماء الدین وائمة الجمعة فی أنحاء البلاد موضحاً: (بالنسبة للدروس والبحوث داخل الحوزات، فأنی اؤمن بالفقه التقلیدی والاجتهاد الجواهری، وأرى عدم جواز التخلف عنه. الاجتهاد بهذا النهج صحیح، ولکن لا یعنی هذا أن الفقه الاسلامی یفتقر الى المرونة، بل أن الزمان والمکان عنصران رئیسیان فی الاجتهاد، فمن الممکن أن تجد مسألة کان لها فی السابق حکماً، وان نفس هذه المسألة تجد


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست