تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲۱   

(1) - أقام القوم سوقهم إذا لم یعطلوها من البیع و الشراء و قال الشاعر.

أقامت غزالة سوق الضراب # لأهل العراقین حولا قمیطا

و قال أبو مسلم «یُقِیمُونَ اَلصَّلاََةَ» أی یدیمون أداء فرائضها یقال للشی‌ء الراتب قائم و یقال فلان یقیم أرزاق الجند و الصلوة فی اللغة الدعاء قال الأعشى :

و أقبلها الریح فی ظلها # و صلى على دنها و ارتسم‌

أی دعا لها و منه‌ الحدیث إذا دعی أحدکم إلى طعام فلیجب و إن کان صائما فلیصل‌

أی فلیدع له بالبرکة و الخیر و قیل أصله رفع الصلا فی الرکوع و هو عظم فی العجز و قوله «وَ مِمََّا رَزَقْنََاهُمْ یُنْفِقُونَ» ما هذه حرف موصول و رزقناهم صلته و هما جمیعا بمعنى المصدر تقدیره و من رزقنا إیاهم ینفقون أو اسم موصول و العائد من الصلة إلى الموصول محذوف و التقدیر و من الذی رزقناهموه ینفقون فیکون ما رزقناهم فی موضع جر بمن و الجار و المجرور فی موضع نصب بأنه مفعول ینفقون و الرزق هو العطاء الجاری و هو نقیض الحرمان و الإنفاق إخراج المال یقال أنفق ماله أی أخرجه عن ملکه و نفقت الدابة إذا خرج روحها و النافقاء جحر الیربوع لأنه یخرج منها و منه النفاق لأن المنافق یخرج إلى المؤمن بالإیمان و إلى الکافر بالکفر .

المعنى‌

لما وصف القرآن بأنه هُدىً لِلْمُتَّقِینَ بین صفة المتقین فقال «اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ» أی یصدقون بجمیع ما أوجبه الله تعالى أو ندب إلیه أو أباحه و قیل یصدقون بالقیامة و الجنة و النار عن الحسن و قیل بما جاء من عند الله عن ابن عباس و قیل بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود و جماعة من الصحابة و هذا أولى لعمومه و یدخل فیه ما رواه أصحابنا من زمان غیبة المهدی ع و وقت خروجه و قیل الغیب هو القرآن عن زر بن حبیش و قال الرمانی الغیب خفاء الشی‌ء عن الحسن قرب أو بعد إلا أنه کثرت صفة غایب على البعید الذی لا یظهر للحس و قال البلخی الغیب کل ما أدرک بالدلائل و الآیات مما یلزم معرفته‌و قالت المعتزلة بأجمعها الإیمان هو فعل الطاعة ثم اختلفوا فمنهم من اعتبر الفرائض و النوافل و منهم من اعتبر الفرائض حسب و اعتبروا اجتناب الکبائر کلها و قد روى الخاص و العام عن علی بن موسى الرضا ع أن الإیمان هو التصدیق بالقلب‌


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست