تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲٠   

(1) - معناه یصدقون و الواو فی موضع الرفع بکونه ضمیر الفاعلین و النون علامة الرفع و الأصل فی یفعل یؤفعل و لکن الهمزة حذفت لأنک إذا أنبأت عن نفسک قلت أنا أفعل فکانت تجتمع همزتان فاستثقلتا فحذفت الهمزة الثانیة فقیل أفعل ثم حذفت من الصیغ الآخر نفعل و تفعل و یفعل کما أن باب یعد حذفت منه الواو لوقوعها بین یاء و کسرة إذ الأصل یوعد ثم حذفت فی تعد و أعد و نعد لیجری الباب على سنن واحد قال الأزهری اتفق العلماء على أن الإیمان هو التصدیق قال الله تعالى‌ وَ مََا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنََا أی ما أنت بمصدق لنا قال أبو زید و قالوا ما أمنت أن أجد صحابة أی ما وثقت فالإیمان هو الثقة و التصدیق قال الله تعالى‌ «اَلَّذِینَ آمَنُوا بِآیََاتِنََا» أی صدقوا و وثقوا بها و قال الشاعر أنشده ابن الأنباری :

و من قبل آمنا و قد کان قومنا # یصلون للأوثان قبل محمدا

و معناه آمنا محمدا أی صدقناه و یجوز أن یکون آمن من قیاس فعلته فأفعل تقول أمنته فآمن مثل کببته فأکب و الأمن خلاف الخوف و الأمانة خلاف الخیانة و الأمون الناقة القویة کأنها یؤمن عثارها و کلالها و یجوز أن یکون آمن بمعنى صار ذا آمن على نفسه بإظهار التصدیق نحو أجرب و أعاه و أصح و أسلم صار ذا سلم أی خرج عن أن یکون جربا هذا فی أصل اللغة أما فی الشریعة فالإیمان‌هو التصدیق بکل ما یلزم التصدیق به من الله تعالى و أنبیائه و ملائکته و کتبه و البعث و النشور و الجنة و النار و أما قولنا فی وصف القدیم تعالى المؤمن فإنه یحتمل تأویلین أحدهما أن یکون من آمنت المتعدی إلى مفعول فنقل بالهمزة فتعدى إلى مفعولین فصار من أمن زید العذاب و آمنته العذاب فمعناه المؤمن عذابه من لا یستحقه من أولیائه و من هذا وصفه سبحانه بالعدل کقوله قائما بالقسط و هذا الوجه مروی فی أخبارنا و الآخر أن یکون معناه المصدق أی یصدق الموحدین على توحیدهم إیاه یدل علیه قوله‌ شَهِدَ اَللََّهُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ لأن الشاهد مصدق لما یشهد به کما أنه مصدق من یشهد له فإذا شهد بالتوحید فقد صدق الموحدین و أما الغیب فهو کلما غاب عنک و لم تشهده و قوله «بِالْغَیْبِ» کأنه إجمال لما فصل فی قوله‌ «کُلٌّ آمَنَ بِاللََّهِ وَ مَلاََئِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ» أی یؤمنون بما کفر به الکفار من وحدانیة الله و إنزال کتبه و إرسال رسله فکل هذا غیب فعلى هذا یکون الجار و المجرور فی موضع نصب بأنه مفعول به و فیه وجه آخر و هو أن یکون أراد یؤمنون إذا غابوا عنکم و لم یکونوا کالمنافقین و مثله قوله‌ وَ خَشِیَ اَلرَّحْمََنَ بِالْغَیْبِ فعلى هذا یکون الجار و المجرور فی موضع الحال أی یؤمنون غائبین عن مراءة الناس لا یریدون بإیمانهم تصنعا لأحد و لکن یخلصونه لله و «یُقِیمُونَ اَلصَّلاََةَ» یؤدونها بحدودها و فرائضها یقال‌


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست