تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۹٣   

(1) -

إلى الحول ثم اسم السلام علیکما # و من یبک حولا کاملا فقد اعتذر

أی ثم السلام علیکما و الاسم قد یوضع موضع المسمى لما کان المعلق على الاسم ذکرا أو خطابا معلقا على المسمى تقول رأیت زیدا فتعلق الرؤیة على الاسم و فی الحقیقة تعلقها بالمسمى فإن الاسم لا یرى فحسن إقامة الاسم مقام المسمى و قیل المراد به أبتدأ بتسمیة الله فوضع الاسم موضع المصدر کما یقال أکرمته کرامة أی إکراما و أهنته هوانا أی إهانة و منه قول الشاعر:

أ کفرا بعد رد الموت عنی # و بعد عطائک المائة الرتاعا

أی بعد إعطائک، و قال الآخر:

فإن کان هذا البخل منک سجیة # لقد کنت فی طولی رجائک أشعبا

أراد فی إطالتی رجائک فعلى هذا یکون تقدیر الکلام ابتداء قراءتی بتسمیة الله أو أقرأ مبتدئا بتسمیة الله و هذا القول أولى بالصواب لأنا إنما أمرنا بأن نفتتح أمورنا بتسمیة الله لا بالخبر عن کبریائه و عظمته کما أمرنا بالتسمیة على الأکل و الشرب و الذبائح أ لا ترى أن الذابح لو قال بالله و لم یقل باسم الله لکان مخالفا لما أمر به و معنى الله و الإله أنه الذی تحق له العبادة و إنما تحق له العبادة لأنه قادر على خلق الأجسام و إحیائها و الإنعام علیها بما یستحق به العبادة و هو تعالى إله للحیوان و الجماد لأنه قادر على أن ینعم على کل منهما بما معه یستحق العبادة فأما من قال معنى الإله المستحق للعبادة یلزمه أن لا یکون إلها فی الأزل لأنه لم یفعل الإنعام الذی یستحق به العبادة و هذا خطأ و إنما قدم الرحمن على الرحیم لأن الرحمن بمنزلة اسم العلم من حیث لا یوصف به إلا الله فوجب لذلک تقدیمه بخلاف الرحیم لأنه یطلق علیه و على غیره و روى أبو سعید الخدری عن النبی ص أن عیسى بن مریم قال الرحمن رحمن الدنیا و الرحیم رحیم الآخرة

و عن بعض التابعین قال الرحمن بجمیع الخلق و الرحیم بالمؤمنین خاصة و وجه عموم الرحمن بجمیع الخلق مؤمنهم و کافرهم و برهم و فاجرهم هو إنشاؤه إیاهم و خلقهم أحیاء قادرین و رزقه إیاهم و وجه خصوص الرحیم بالمؤمنین هو ما فعله بهم فی الدنیا من التوفیق‌


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست