تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۲   

(1) - موجودة فی أشعارها قال الشنفری :

أ لا ضربت تلک الفتاة هجینها # أ لا قضب الرحمن ربی یمینها

و قال سلامة بن جندل :

(و ما یشأ الرحمن یعقد و یطلق)

.

الإعراب‌

«بِسْمِ اَللََّهِ» الباء حرف جر أصله الإلصاق و الحروف الجارة موضوعة لمعنى المفعولیة أ لا ترى أنها توصل الأفعال إلى الأسماء و توقعها علیها فإذا قلت مررت بزید أوقعت الباء المرور على زید فالجالب للباء فعل محذوف نحو ابدأوا بسم الله أو قولوا بسم الله فحمله نصب لأنه مفعول به و إنما حذف الفعل الناصب لأن دلالة الحال أغنت عن ذکره و قیل إن محل الباء رفع على تقدیر مبتدإ محذوف و تقدیره ابتدائی بسم الله فالباء على هذا متعلقة بالخبر المحذوف الذی قامت مقامه أی ابتدائی ثابت بسم الله أو ثبت ثم حذف هذا الخبر فأفضى الضمیر إلى موضع الباء و هذا بمنزلة قولک زید فی الدار و لا یجوز أن یتعلق الباء بابتدائی المضمر لأنه مصدر و إذا تعلقت به صارت من صلته و بقی المبتدأ بلا خبر و إذا سأل عن تحریک الباء مع أن أصل الحروف البناء و أصل البناء السکون فجوابه أنه حرک للزوم الابتداء به و لا یمکن الابتداء بالساکن و إنما حرک بالکسر لیکون حرکته من جنس ما یحدثه و إذا لزم کاف التشبیه فی کزید فجوابه أن الکاف لا یلزم الحرفیة و قد تکون اسما فی نحو قوله (یضحکن عن کالبرد المنهم) فخولف بینه و بین الحروف التی لا تفارق الحرفیة و هذا قول أبی عمرو الجرمی و أصحابه فأما أبو علی الحسن بن عبد الغفار الفارسی فقال إنهم لو فتحوا أو ضموا لجاز لأن الغرض التوصل إلى الابتداء فبأی حرکة توصل إلیه جاز و بعض العرب یفتح هذه الباء و هی لغة ضعیفة و إنما حذفت الهمزة من بسم الله فی اللفظ لأنها همزة الوصل تسقط فی الدرج و حذفت هاهنا فی الخط أیضا لکثرة الاستعمال و لوقوعها فی موضع معلوم لا یخاف فیه اللبس و لا تحذف فی نحو قوله‌ «اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ» لقلة الاستعمال و إنما تغلظ لام الله إذا تقدمته الضمة أو الفتحة تفخیما لذکره، و إجلالا لقدره، و لیکون فرقا بینه و بین ذکر اللات . «اَللََّهِ» مجرور بالإضافة و «اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِیمِ» مجروران لأنهما صفتان لله.

المعنى‌

«بِسْمِ اَللََّهِ» قیل المراد به تضمین الاستعانة فتقدیره استعینوا بأن تسموا الله بأسمائه الحسنى، و تصفوه بصفاته العلی، و قیل المراد استعینوا بالله و یلتفت إلیه قول أبی عبیدة أن الاسم صلة و المراد هو الله کقول لبید :


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست