تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۱   

(1) - و فی القول الأول زائدة لأنها ألف فعال و تقول العرب أیضا لاه أبوک ترید لله أبوک قال ذو الإصبع العدوانی :

لاه ابن عمک لا أفضلت فی حسب # عنی و لا أنت دیانی فتخزونی‌

أی تسوسنی قال سیبویه حذفوا لام الإضافة و اللام الأخرى و لم ینکر بقاء عمل اللام بعد حذفها فقد حکى سیبویه من قولهم الله لأخرجن یریدون و الله و مثل ذلک کثیر یطول الکلام بذکره فأما الکلام فی اشتقاقه فمنهم من قال إنه اسم موضع غیر مشتق إذ لیس یجب فی کل لفظ أن یکون مشتقا لأنه لو وجب ذلک لتسلسل هذا قول الخلیل و منهم من قال إنه مشتق ثم اختلفوا فی اشتقاقه على وجوه: فمنها أنه مشتق من الألوهیة التی هی العبادة و التأله التعبد قال رؤبة :

لله در الغانیات المده # سبحان و استرجعن من تألهی‌

أی تعبدی و قرأ ابن عباس و یذرک و إلهتک أی عبادتک و یقال أله الله فلان إلاهة کما یقال عبده عبادة فعلى هذا یکون معناه الذی یحق له العبادة و لذلک لا یسمى به غیره و یوصف فیما لم یزل بأنه إله (و منها) أنه مشتق من الوله و هو التحیر یقال أله یأله إذا تحیر- عن أبی عمرو -فمعناه أنه الذی تتحیر العقول فی کنه عظمته (و منها) أنه مشتق من قولهم ألهت إلى فلان أی فزعت إلیه لأن الخلق یألهون إلیه أی یفزعون إلیه فی حوائجهم فقیل للمألوه آله کما یقال للمؤتم به إمام (و منها) أنه مشتق من ألهت إلیه أی سکنت إلیه عن المبرد و معناه أن الخلق یسکنون إلى ذکره و منها أنه من لاه أی احتجب فمعناه أنه المحتجب بالکیفیة عن الأوهام، الظاهر بالدلائل و الأعلام ، «اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِیمِ» اسمان وضعا للمبالغة، و اشتقا من الرحمة، و هی النعمة، إلا أن فعلان أشد مبالغة من فعیل و حکی عن أبی عبیدة أنه قال: الرحمن ذو الرحمة و الرحیم هو الراحم و کرر لضرب من التأکید و أما ما روی عن ابن عباس أنهما اسمان رقیقان أحدهما أرق من الآخر فالرحمن الرقیق و الرحیم العطاف على عباده بالرزق و النعم فمحمول على أنه یعود علیهم بالفضل بعد الفضل، و النعمة بعد النعمة، فعبر عن ذلک بالرقة، لأنه لا یوصف بالرقة، و ما حکی عن تغلب أن لفظة الرحمن لیست بعربیة و إنما هی ببعض اللغات مستدلا بقوله تعالى‌ «قََالُوا وَ مَا اَلرَّحْمََنُ» إنکارا منهم لهذا الاسم فلیس بصحیح‌لأن هذه اللفظة مشهورة عند العرب‌


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست