تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۹٦   

(1) - فی الکلمة الواحدة ضعیف نحو الحلم فکیف فی الکلمتین و قال أبو الفتح بن جنی فی کسر الدال و ضم اللام هنا دلالة على شدة ارتباط المبتدأ بالخبر لأنه اتبع فیهما ما فی أحد الجزءین ما فی الجزء الآخر و جعل بمنزلة الکلمة الواحدة نحو قولک أخوک و أبوک و أصل هذه اللام الفتح لأن الحرف الواحد لا حظ له فی الإعراب و لکنه یقع مبتدأ فی الکلام و لا یبتدأ بساکن فاختیر له الفتح لأنه أخف الحرکات تقول رأیت زیدا و عمرا قالوا و من عمرا- مفتوحة-و کذلک الفاء من فعمرا إلا أنهم کسروها لأنهم أرادوا أن یفرقوا بین لام الملک و لام التوکید إذا قلت أن المال لهذا أی فی ملکه و أن المال لهذا أی هو هو و إذا أدخلوا هذه اللام على مضمر ردوها إلى أصلها و هو الفتح قالوا لک و له لأن اللبس قد ارتفع و ذلک لأن ضمیر الجر مخالف لضمیر الرفع إذا قلت أن هذا لک و أن هذا لأنت إلا أنهم کسروها مع ضمیر المتکلم نحو لی لأن هذه الیاء لا یکون ما قبلها إلا مکسورا نحو غلامی و فرسی و هذا کله قول سیبویه و جمیع النحویین المحققین و لیس من الحروف المبتدأ بها مما هو على حرف واحد حرف مکسور إلا الباء وحدها و قد مضى القول فیه و أما لام الجزم فی لیفعل فإنما کسرت لیفرق بینها و بین لام التوکید نحو لیفعل فاعلم و «رَبِّ اَلْعََالَمِینَ» مجرور على الصفة و العامل فی الصفة عند أبی الحسن الأخفش کونه صفة فذلک الذی یرفعه و ینصبه و یجره و هو عامل معنوی کما أن المبتدأ إنما رفعه الابتداء و هو معنى عمل فیه و استدل على أن الصفة لا یعمل فیه ما یعمل فی الموصوف بأنک تجد فی الصفات ما یخالف الموصوف فی إعرابه نحو أیا زید العاقل لأن المنادى مبنی و العاقل الذی هو صفته معرب و دلیل ثان و هو أن فی هذه التوابع ما یعرب بإعراب ما یتبعه و لا یصح أن یعمل فیه ما یعمل فی موصوفة و ذلک نحو أجمع و جمع و جمعاء و لما صح وجوب هذا فیها دل على أن الذی یعمل فی الموصوف غیر عامل فی الصفة لاجتماعهما فی أنهما تابعان و قال غیره من النحویین العامل فی الموصوف هو العامل فی الصفة و من نصب «رَبِّ اَلْعََالَمِینَ» فإنما ینصبه على المدح و الثناء کأنه لما قال «اَلْحَمْدُ لِلََّهِ» استدل بهذا اللفظ على أنه ذاکر لله فکأنه قال اذکر رب العالمین فعلى هذا لو قرئ فی غیر القرآن رب العالمین مرفوعا على المدح أیضا لکان جائزا على معنى هو رب العالمین قال الشاعر:

لا یبعدن قومی الذین هم # سم العداة و آفة الجزر

النازلین بکل معترک # و الطیبون معاقد الأزر


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست