تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مروج الذهب و معادن الجوهر - المجلد ۱    المؤلف: علی بن الحسین المسعودی    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٠   

الأرض- لما فرغ من خلقها- الجنّ، قبل آدم، فجعلهم من مَارجٍ من نار، وإبلیسُ فیهم، فنهاهم الله ان یسفکوا دم البهائم، وان یظهروا المعصیة بینهم، فسفکوا وعَدَا بعضُهم على بعض، فلما رآهم إبلیس لا یقلعون عن ذلک سأل الله تعالى أن یرفعه إلى السماء فصار مع الملائکة یعبد الله أشد عبادة، وأرسل الله إلى الجن- وهم حزب إبلیس- قبیلا من الملائکة فطردوهم إلى جزائر البحار وقتلوا من شاء الله منهم، وجعل الله إبلیس على سماء الدنیا خازناً، فوقع فی صدره کِبْرٌ.
ثم شاء الله عز وجل أن یخلق آدم فقال الله للملائکة: إنی جاعل فی الأرض خلیفة فقالوا: ربنا وما یکون ذلک الخلیفة؟ قال تکون له ذریة، ویُفْسِدون فی الأرض، ویتحاسدون، ویقتل بعضهم بعضاً، فقالوا ربنا أتجعل فیها من یفسد فیها ویسفک الدماء ونحن نسبح بحمدک ونقدس لک؟ قال: إنی أعلم ما لا تعلمون.
ثم بعث الله جبریل الى الأرض لیأتیه بطین منها، فقالت له الأرض: إنی أعوذ باللَّه منک أن تنقصنی!! فرجع ولم یأخذ منها شیئاً وقال: یا رب، إنها عَاذَتْ بک ثم بعث الله میکائیل فقالت له مثل ذلک، فرجع ولم یأخذ منها شیئا. فبعث الله ملک الموت فعاذت باللَّه منه، فقال: وأنا أعوذ باللَّه أن أرجع ولم أنفذ الأمر، فأخذ من تربة سوداء وحمراء وبیضاء، فلذلک خرج بنو آدم مختلفین فی الألوان، وسمى آدَمَ لأنه خرج من أدیم الأرض، وقیل غیر ذلک. ووکل الله ملک الموت بالموت، وجَبَلَه الله تعالى، وترکه حتى صار طیناً لازباً یلزق بعضه ببعض، أربعین سنة، ثم ترکه حتى أنْتَنَ وتغیر أربعین سنة، وذلک قوله تعالى: من حَمَإٍ مَسْنُونٍ أی: متغیر منتن، ثم صَوَّرَه وترکه بلا روح من صَلْصَال کالفخار


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست