تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: المعجم في فقه لغة القرآن و سرّ بلاغته - المجلد ۱    المؤلف: قسم القرآن بمجمع البحوث الاسلامیة    الجزء: ۱    الصفحة: ۸۷   

أی الجنّة- لهم وحدهم دون سائر النّاس، و جاءت الثّانیة عقیب زعمهم أنّهم أولیاء للّه من دون النّاس.
و لا شکّ أنّ تأکید الیهود و إصرارهم على هذین الادّعاءین لهو بمثابة دعم لهما.
و قد عرض القرآن دعواهم الأولى بقوله: إِنْ کانَتْ لَکُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ ... البقرة: 94، و عرض دعواهم الثّانیة بقوله: إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّکُمْ أَوْلِیاءُ لِلَّهِ ... الجمعة: 6، فالدّعوة الأولى أشدّ و أعتى من الثّانیة، و لذا جاء الجواب موافقا لها فی الشّدّة و العتوّ، کما هو الحال فی سورة البقرة؛ إذ الرّدّ على الیهود فی آیاتها آکد و أعنف منه فی آیات الجمعة. ثمّ عقّب على دعواهم فی البقرة: وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى‏ حَیاةٍ وَ مِنَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا ... البقرة: 96، و عقّب على دعواهم فی الجمعة: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِی تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِیکُمْ ... الجمعة: 8، فیلحظ بین الأسلوبین بون شاسع.
و جاء فی البحر المحیط (1: 311) نقلا عن المنتخب ما نصّه: «إنّما قال هنا- أی فی سورة البقرة: 97-: وَ لَنْ یَتَمَنَّوْهُ، و فی الجمعة: 7: وَ لا یَتَمَنَّوْنَهُ لأنّ دعواهم هنا أعظم من دعواهم هناک؛ لأنّ السّعادة القصوى فوق مرتبة الولایة، لأنّ الثّانیة تراد لحصول الأولى. و (لن) أبلغ فی النّفی من (لا) فجعلها لنفی الأعظم. و انظر أیضا روح المعانی (28: 96) و روح البیان (9: 518- 519) و الکشّاف (4: 103) و البحر المحیط (8: 267).
ج- و إنّ الجمع بین (لن) و (أبدا) فی الآیات السّتّ الأولى لا یعنی إلّا شدّة التّأکید و الإحکام، و لیس فیه دلالة على أنّ (لن) بمعنى (لا) کما قیل؛ لأنّ هذا یعنی نقضا للغرض الّذی أوجب الجمع بینهما.
و ثالثا: أمّا فی الإثبات فقد ورد (أبدا) مع اسم الفاعل جمعا منکّرا منصوبا على الحال «12» مرّة، و مع الفعل مرّتین.
و فیها بحوث:
أ- ورد مع (خالدین) فی شأن أهل الجنّة فی «8» آیات، و مع أهل النّار فی «3» آیات کما یلی:
مع أهل الجنّة:
خالِدِینَ فِیها أَبَداً لَهُمْ فِیها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ
النّساء: 57
خالِدِینَ فِیها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِیلًا النّساء: 122
خالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ المائدة: 119
خالِدِینَ فِیها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ‏
التّوبة: 22
خالِدِینَ فِیها أَبَداً ذلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ‏
التّوبة: 100
خالِدِینَ فِیها أَبَداً ذلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ‏
التّغابن: 9
خالِدِینَ فِیها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً
الطّلاق: 11
خالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ البیّنة: 8
مع أهل النّار:
إِلَّا طَرِیقَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أَبَداً وَ کانَ ذلِکَ‏


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست