تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٤٤   

مقاومتهم لعدوّهم, ویفْسحون المجال أمام استبداده لانکفاء معارضتهم, فیضمن لنفسه الاستمرار, ویقطف ثمار عسفه وظلمه.
وإذا ما زال ذلک الظلم والاضطهاد, وحصل الناس على حریتهم, وجدوا أنفسهم فی متاهة لا یدرون أیّ طریق یسلکون, فیعیشون حالة من الصراع والاضطراب, لأنهم لم یعرفوا طعم الحریة فی سابق حیاتهم, ولا یعلمون حدودها, فیعیشونها ردة فعل على الاضطهاد والتقیید السابقین, خالیة من کل قید, فتتعارض الأهداف وتتصارع الإرادات, ثم ینتقل ذلک إلى الجماعات, فتضیع الأمة تحت أقدام فوضى الحریة کما ضاعت تحت أقدام الطغاة, دون أن یلتفت الناس إلى أن الفارق بین الطغیان والحریة هو فارق فی القیود, فقیود الطغیان هی تحریم المعارضة, وتحریم البوح بالرأی, ومحاولة الإملاء وفرض الآراء على العامة, ومصادرة رأیهم وتوجیه أفکارهم, ومنعهم من کل حرکة معارضة للسلطان, وسوقهم نحو ذلک بالسیاط والقتل والإرهاب, بینما قیود الحریة تعنی تقیید حرکة الإنسان بمنعه عمّا یؤذیه أو یؤذی الناس, وبما یصنع العقد الاجتماعی بین البشر ویحفظ القانون الذی یحمیه, ویطلق المواهب الفکریة والعلمیة والفنیّة بما یغنی الحیاة ویثری التجربة الإنسانیّة, وکأن الحریة الحقیقیة هی فی منتصف الطریق بین القسر والطغیان وبین الفوضى والفلتان.

ثانیاً: الآثار الاجتماعیّة


ومظاهرها ما یلی:
أ. الانطواء على الذات.




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست