تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: تاریخ مدینة دمشق - المجلد ۱    المؤلف: ابی القاسم علی بن الحسن ابن عساکر    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠   

کما لم تکن دمشق بمعزل عن الحیاة والمشارکة فیها فی کل العهود
وتاریخ دمشق یقدم مادة غنیة للذین یدرسون التاریخ الاندلسی
ألم تنتقل الخلافة الامویة إلى الاندلس؟ کل ذلک یؤکد أن تاریخ دمشق هو تاریخ حضاری للعالم العربی والاسلامی مند ما قبل البعثة النبویة وحتى عصر المؤلف الذی یقف عند سنة 571 (1)
وکأن الحافظ ابن عساکر أراد أن یؤرخ للعالم العربی والاسلامی على امتداد رقعته الجغرافیة شرقا وغربا من خلال تلک المشکاة المشعة دمشق الشام فکان بتاریخه الکبیر الموسوعی الفذ شیخ المؤرخین ومؤرخ الحفاظ والمحدثین ختاما من عصر الحفاظ ابن عساکر وهو عصر الجهاد وعصر النهضة العلمیة ومن خلال موسوعته تاریخ دمشق ندرک کیف استطاعت هذه الامة تخطی محنتها بالصمود وبالقوة الحیویة الکامنة فیها وطرد الصلیبیین وتحریر القدس ثالث الحرمین الشریفین ومحرک الاسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى
ومع کل ما بذلناه من جهد وصبر وتحمل لاخراج هذه الموسوعة التاریخیة العربیة إلى الضوء نشعر بالتقصیر وفرحتنا الکبرى تکتمل یوم یکتمل عقد هذا السفر العظیم بأجزائه الثمانین
وجدیر بنا أن نردد هنا وبعد تسعة قرون ما قاله الحافظ فی خطبة کتابه یوم ألف تاریخه: فمن وقف فیه على تقصیر أو خلل أو عثر فیه على تغییر أو زلل فلیعذر أخاه متطولا ولیصلح ما یحتاج إلى إصلاح متفضلا
ونحن نردد وراءه: وإن تجد عیبا فسد الخللا فجل من لا عیب فیه وعلا اللهم زدنا علما ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هدیتنا وهب لنا من لدنک رحمة إنک أنت الوهاب
واجعلنا ربنا خیرا مما یظنون واغفر لنا ما لا یعلمون ولا تؤاخذنا بما یقولون وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمین
بیروت 10 ذو القعدة 1415 10 نیسان ابریل 1995 الناشر دار الفکر


(1) بینما یقف تاریخ بغداد عند سنة 463
فما تشتری إلا بربح سباؤها * بنات المخاض شومها وحصارها [1] * وفی کتاب الله جل ثناؤه فی المعنى الأول " وأصحاب المشئمة " [2] ثم قال الأعشى * وأنحى على شؤمی یدیها فرادها * بأظمأ من فرع الذوابة أسحما * ویقال شام وشآم قال النابغة قال * على أثر الأدلة والبغایا * وخفق الناعجات من الشآم [3] * ورجل شأم من أهل الشام قال ابن فارس وسمیت الیمن لأنها على یمین الکعبة قرأت بخط شیخنا أبی الفرج غیث بن علی بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الشرخی الصوری المعروف بابن الأرمنازی الخطیب قال نقلت من کتاب فیه [4] أخبار الکعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان عن الواقدی والمدائنی وابن المقفع قال ابن المقفع سمیت الشام بسام بن نوح وسام اسمه بالسریانیة شام وبالعبرانیة شیم وقال الکلبی سمیت بشامات لها حمر وسود وبیض ولم ینزلها سام قط وقال غیره سمیت الشام لأنها عن شمال الأرض کما أن الیمن أیمن الأرض فقالوا تشام الذین نزلوا الشام وتیمن الذین نزلوا الیمن کما تقول أخذت یمنة أی ذات الیمین وشامة أی ذات الشمال وقال بعض الرواة إن اسم الشام الأول سوریة وکانت أرض بنی إسرائیل قسمت على اثنی عشر سهما فصار لکل قسم تسعة أسباط ونصف فی مدینة یقال له سامر [5] وهی من أرض فلسطین فسار إلیها متجر العرب فی ذلک الدهر ومنها کانت میرتهم فسموا الشام بسام بن نمر [6] حذفوا فقالوا الشام "


[1] شرح أشعار الهذلیین: 1 / 74 بروایة: شیمها وحضارها
قال أبو عمر: شیمها: سودها
[2] سورة الواقعة الآیة 9
[3] دیوان النابغة الذبیانی ط بیروت ص 114 بروایة: " وخفف الناجیات " یعنی سیر الإبل المسرعات
والناعجات من الإبل: البیض الکریمة (قاله فی اللسان)
[4] بالأصل " الله " وما أثبت یوافق
[5] کذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط وفی المطبوعة المجلدة الأولى ابن عساکر: شاموس
[6] کذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط وفی المجلدة الأولى من ابن عساکر المطبوع: نوح


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست