عثمان بن عفان وعنده رجل قاعد وعلی قباء من بزن والصواب بزیون [1] وکان أصابه من الغنیمة بأرض الروم وکان جیبه وفروجه مکفوف [2] بحریر فلما رأى ذلک الرجل أقبل علی یجاذبنی قبائی لیخرقه فلما رأى ذلک عثمان قال دع الرجل فترکنی ثم قال لقد عجلتم فسألت عثمان فقلت یا أمیر المؤمنین توفی أخی وأوصى بمائة دینار فی سبیل الله فوافق [3] ذلک صالح بن فرعون فلم یجئنا غازیة فما تأمرنی قال هل سألت أحدا قبلی قلت لا قال لئت استفتیت أحدا قبلی فأفتاک غیر الذی أفتیتک به ضربت عنقک إن الله عز وجل أمرنا بالإسلام فأسلمنا کلنا فنحن المسلمون وأمرنا بالهجرة فهاجرنا فنحن المهاجرون أهل المدینة ثم أمرنا بالجهاد فجاهدتم فأنتم المجاهدون أهل الشام أنفقها على نفسک أو على أهلک وعلى ذوی الحاجة ممن حولک فإنک لو خرجت بدرهم ثم اشتریت به لحما وأکلت أنت وأهلک کتب لک بسبع مائة درهم فخرجت من عنده فسألت عن الرجل الذی حادثنی فقیل هو علی بن أبی طالب فأتیته فی منزله فقلت ما رأیت منی فقال سمعت رسول الله (صلى الله علیه وسلم) یقول أوشک أن تستحل أمتی فروج النساء والحریر وهذا أول حریر رأیته على أحد من المسلمین فخرجت من عنده فبعته من الخیاط أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندی أن عمر بن عبید الله بن عمر وأحمد ومحمد ابنا الحسن بن أبی عثمان وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن طاوس أنا أبو الغنائم محمد بن علی بن الحسن بن أبی عثمان أنا عبد الله بن عبید الله بن یحیى نا المحاملی نا محمد بن عمرو بن حمان [4] نا ضمرة حدثنی یحیى بن أبی عمرو الشیبانی عن الولید بن سفیان عن عوف قال أوصى رجل بمائة دینار فی سبیل الله عز وجل وإن ذلک وافا فی صالح بن فرعون صاحب الروم قال فحج الوصی فمر بالمدینة فدخل على عثمان بن عفان فقال إن رجلا أوصى بمائة دینار على سبیل الله عز وجل وإن ذلک وافا صالح بن

[1] البزیون والبزیون: السندس (قاموس)
[2] فی مختصر ابن منظور: مکفوفة
[3] فی المطبوعة: فوافق
[4] کذا بالاصل وخع وفی تقریب التهذیب: حنان بفتح المهملة وخفة النون الکلبی الحمصی