تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: تاریخ مدینة دمشق - المجلد ۱    المؤلف: ابی القاسم علی بن الحسن ابن عساکر    الجزء: ۱    الصفحة: ٣٠   

فرفعه الله تعالى وهو ابن أربعمائة سنة وخمس سنین وکان الناس من آدم إلى إدریس أهل ملة واحدة متمسکین بالإسلام وتصافحهم الملائکة فلما رفع إدریس اختلفوا وفتر الوحی إلى أن بعث الله تعالى نوحا فکان نوح [1] یعنی یوم بعث أربعمائة سنة وثمانین سنة فتر الوحی فیما بین إدریس ونوح [2] مائة سنة وکانت نبوة نوح ألف سنة إلا خمسین عاما وعمر بعد الغرق خمسین عاما ویقال مئتی [2] والله تعالى أعلم وکان سام بن نوح بعدما مات نوح ابن [2] مائة سنة وعاش بعده مائتی سنة وکان بین نوح وهود ثمانمائة سنة وعاش هود أربعمائة وأربع وستین سنة وکابین هود وصالح مائة سنة وعاش صالح ثلاثمائة سنة إلا عشرین عاما وکان بین صالح وإبراهیم ستمئة سنة وثلاثون سنة وعاش إبراهیم [4] مائة سنة وخمسه وسبعین سنة وقال بعض هؤلاء المسمین مائتی سنة وعاش إسماعیل مائة سنة وتسعة وثلاثین وعاش إسحاق مائة سنة وثمانین سنة وعاش یعقوب بن إسحاق مائة سنة وتسعة وأربعین سنة وکان بین موسى وإبراهیم سبعمائة سنة وکانت الأنبیاء بین موسى وعیسى متواترة وکذلک بین نوح إلى موسى متواترة یقول الله تعالى فی کتابه العزیز فی سورة المؤمنین من بعد قصة نوح " ثم أرسلنا رسلنا تترا " بعضها على إثر بعض " کلما جاء أمة رسولها کذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا " إلى قوله " ثم أرسلنا " من بعدهم " موسى وهارون " [5] فمن زعم أنه یعلم عدتهم وأسمائهم فقد کذب لأن الله تعالى یقول لنبیه علیه الصلاة والسلام " منهم من قصصنا علیک ومنهم من لم نقصص علیک " [6] وکان بین موسى وعیسى وعن [7] إسحاق قال ابن سمعان عن مکحول عن کعب ستمائة قال إسحاق وکذلک قاله إدریس عن ضمرة عن وهب قالا أنا إسحاق وأنبأنا جویبر ومقاتل عن الضحاک عن ابن عباس خمسمائة سنة والله تعالى أعلم أی ذلک کان


[1] بالاصل " نوحا "
[2] عن مختصر ابن منظور [1] / 27
(3) بیاض بالاصل وما أثبت عن مختصر ابن منظور [1] / 27
[4] ما بین معکوفتین زیادة عن المخطوطة الخزانة العامة
[5] سورة المؤمنون " 44 - 45
[6] سورة المؤمن الایة - 45
[7] عن هامش الاصل ومکانها فی مخطوطة الخزانة العامة بیاض
ویتحدث الحافظ فی مقدمته عن کتابه وعمله ونهجه فیه فقال: أما بعد فإنی کنت بدأت قدیما بالاعتزام لسؤآل من قابلت سؤاله بالامتثال والالتزام على جمع تاریخ لمدینة دمشق أم الشام حمى الله ربوعها من الدثور والانفصام وسلم جرعها من کید قاصدیهم بالاختصام فیه ذکر من حلها من الاماثل والاعلام فبدأت به عازما على الانجاز له والاتمام فعاقت إنجازه واتمامه عوائق الایام من شدة الخاطر وکلال الناظر وتعاقب الآلام
فصدقت عن العمل به برهة من الاعوام حتى کثر علی فی اهماله وترکته لوم اللوام وتحشیم من تحشیمه سبب لوجود الاحتشام وظهر ذکر شروعی فیه حتى خرج عن حد الاکتنام وانتشر الحدیث فیه بین الخواص والعوام وتطلع الى مطالعته أولو النهى وذوو الاحکام ورقى خبر جمعی له إلى حضرة الملک القمقام [1] الکامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام أبی القاسم محمود بن زنکی بن آق سنقر ناصر الامام أدام الله ظل دولته على کافة الانام وأبقاه مسلما من الاسواء منصور الاعلام منتقما من عداة المسلمین الکفرة الطغام معظما لحملة الدین بإظهار الاکرام لهم والاحترام منغما علیهم بإدرار الاحسان إلیهم والانعام عافیا عن ذنوب ذوی الإساءات والاجترام بانیا للمساجد والمدارس والاسوار ومکاتب الایتام راضیا بأخذ الحلال رافضا لاکتساب الحطام آمرا بالمعروف زاجرا على ارتکاب الحرام ناصرا للملهوف وقاهرا للظالم العسوف بالانتقام قامعا لأرباب البدع بالابعاد لهم والارغام خالعا لقلوب الکفرة بالجراة علیهم والاقدام وبلغنی تشوقه الى الاستنجاز له والاستتمام لیلم بمطالعة ما تیسر منه بعض الإلمام فراجعت العمل فیه راجیا الظفر بالتمام شاکرا لما ظهر منه من حسن الاهتمام مبادرا ما یحول دون المراد من حلول الحمام مع کون الکبر مظنة العجز ومطیة الاسقام وضعف البصر حائلا دون الاتقان له والاحکام والله المعین فیه بلطفه على بلوغ المرام
وانتهى من تصنیفه فی مرحلته الاولى سنة 549 هـ وبلغ خمسمئة وسبعین جزءا ثم أخذ یزید فیه ویضم إلیه ما یستجد عنده حتى تمت نسخته الجدیدة والمؤلفة من ثمانین مجلدا سنة 559 هـ


[1] القمقام من الرجال السید الکثیر الخیر الواسع الفضل (اللسان)


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست