تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: تاریخ مدینة دمشق - المجلد ۱    المؤلف: ابی القاسم علی بن الحسن ابن عساکر    الجزء: ۱    الصفحة: ٤   

الدثور والانقصام وسلم جرعها من کید قاصد یهم بالاختصام فیه ذکر من حلها من الأماثل والأعلام فبدأت به عازما على الإنجاز له والإتمام فعاقت عن إنجازه وإتمامه عوائق الأیام من شدوة [1] الخاطر وکلال الناظر وتعاقب الآلام فصدفت عن العمل فیه برهة من الأعوام حتى کثر فی إهماله لوم اللوام وتحشیم من تحشیمه سبب لوجود الاحتشام وظهر ذکر شروعی فیه حتى خرج عن حد الاکتتام وانتشر الحدیث فیه بین الخواص والعوام وتطلع إلى مطالعته أولوا النهى وذووا الأحکام ورقى خبر جمعی له إلى حضرة الملک القمقام [2] الکامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام أبی القاسم محمود بن زنکی بن أبی [3] سنقر ناصر الإمام أدام الله ظل دولته على کافة الأنام وأبقاه مسلما من الأسوأ منصور الأعلام منتقما من عداة المسلمین [4] الکفرة الطغام معظما لحملة الدین بإظهار الإکرام لهم والاحترام منعما علیهم بإدرار الإحسان إلیهم والإنعام عافیا عن ذنوب ذوی الإساءات والإجرام [5] بانیا للمساجد والمدارس والأسوار ومکاتب الأیتام راضیا بأخذ الحلال ورافضا لاکتساب الحطام آمرا بالمعروف زاجرا عن ارتکاب الحرام ناصرا للملهوف وقاهرا للظالم العسوف بالانتقام قامعا لأرباب البدع بالإبعاد لهم والإرغام خالعا لقلوب الکفرة بالجرأة علیهم والإقدام وبلغنی تشوقه إلى الاستنجاز له والاستتمام لیلم بمطالعة ما تیسر منه بعض الإلمام فراجعت العمل فیه راجیا للظفر بالتمام شاکرا لما ظهر منه من حسن الاهتمام مبادرا ما یحول دون المراد من حلول الحمام مع کون الکبر مطیة [6] العجز ومظنة الأسقام وضعف البصر حائلا دون الإتقان له والإحکام والله سبحانه وتعالى المعین فیه بلطفه عن بلوغ المرام وهو کتاب مشتمل على ذکر من حلها من أماثل البریة أو اجتاز بها أو بأعمالها من


[1] کذا بالأصل والصواب: شده وهو الشغل کما فی اللسان
[2] القمقام: القمقام والقماقم من الرجال السید الکثیر الخیر الواسع الفضل: اللسان: قمم
[3] کذا وفی المطبوعة: آق
[4] استرکت عن مخطوط الخزائن العامة بالرباط
[5] فی المطبوعة: والاجترام
[6] فی المطبوعة: مظنة العجز ومطیة الأسقام


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست