تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الرأى الآخر في الوحدة التقريب قواعد فقهية و عقايدية    المؤلف: الشیخ محمد السند    الجزء: ۱    الصفحة: ۹٣   

عدوانه وإقدامه على المواجهة المسلّحة.

إن قیل: کیف ذلک مع وجود الدعوة للجهاد الابتدائی عند المسلمین؟

الجواب: أنّ الحکمة من تشریع الجهاد الابتدائی هی لأجل أسلمة النظام السیاسیّ، ولیس لأجل الإجبار على أسلمة العقائد، فالجهاد الابتدائی هو لإنقاذ المستضعفین المضطهدین المحرومین، لا إکراه الناس على الدخول بالإسلام والإیمان، ولعلّ من أبرز الشواهد على ذلک، هو عدم جواز قتل الأسیر بعد وضع الحرب أوزارها، ولو کان وثنیّاً، وهذا یدلّ على أنّ الدم الإنسانی محترم، ولا یجوز سفکه إلّامع العدوان المسلّح، وهذا ما لا نجده فی المذاهب الإسلامیّة الاخرى.

إذن، حصر طریق الوحدة بالقول بأنّ الاختلاف بین المذاهب ظنّیّ، هو فی الحقیقة سبب للإثارة والفرقة وتأجیج النزاع، أکثر من کونه موجباً لإرساء التآلف والتوحّد؛ وذلک لأنّ هذه الرؤیة لا تقدّم معالجة موضوعیّة سلیمة للواقع الراهن عند أتباع المذاهب من کون القناعات والاعتقادات قطعیّة جزمیّة، کما یراها أصحابها، وبالتالی لا یرون مثل هذا الخطاب بذلک الاطار من مقالة الوحدة علاجاً وبناءً یتوخّى بناء التعایش والالفة فی ظلّ الواقع الراهن والمعطیات


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست