تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: ذلک الدین القیم    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۷   

اتّباع الهوى: والمراد به هو میل النّفس الأمّارة بالسّوء إلى مقتضى طباعها من اللَّذات الدنیویّة، إلى حدّ الخروج عن قصد الشّریعة.

 

ومجامع الهوى خمسة أمورٍ، جَمَعَها قوله سبحانه: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیَاةُ الدُّنْیَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِینَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَیْنَکُمْ وَتَکَاثُرٌ فِی الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ کَمَثَلِ غَیْثٍ أَعْجَبَ الْکُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ یَکُونُ حُطَامًا وَفِی الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِیدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَیَاةُ الدُّنْیَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾1.

 

طول الأمل: والمراد بالأمل، تعلَّقُ النّفس بحصول محبوبٍ فی المستقبل.

 

أمّا اتّباع الهوى، فیصدّ عن الحقّ، وذلک لأنّ اتّباع الهوى یوجِب صرف النّظر إلى الشهوات الدنیویّة، وقصر الهمّة فی اللذات الفانیة، وهو مستلزمٌ للإعراض عن الحقّ، وهو واضحٌ، لأنّ حبَّک للشیء صارفُک عمّا وراه، وشاغلُک عمّا عداه.

 

وأمّا طول الأمل، فیُنسی الآخرة، وذلک لما قد عرفت من أنّ طولَ الأمل عبارةٌ عن توقّع أمورٍ محبوبةٍ دنیویّةٍ، فهو یوجب دوام ملاحظتها، ودوامُ ملاحظتها مستلزمٌ لإعراضِ النّفس عن

 

 


1- سورة الحدید، الآیة 20.   97


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست