۲٠۲٤/٠٣/٣۱ ۱۷:۲٣:۱۸
السجايا الكريمة لأمير المؤمنين (عليه السلام)


الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث عن مجمع الفضائل ومنتهى الكمال البشري، فهو راية الهدى وإمام المتّقين ووصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووليّ الأمّة من بعده، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ عليّاً منّي وأنا منّه وهو وليّ كلّ مؤمن[1]، وإنّ الحقّ معه يدورمعه كيفما دار[2] وهو باب مدينة العلم[3]، ولولاه لم يعرف المؤمنون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي لا يبغضه مؤمن ولا يحبّه منافق[4]، فحبّه علامة إيمان تأكل الذنوب كما تأكل النّار الحطب، وبغضه علامة نفاق تحبط الأعمال فلا يقيم الله لها يوم القيامة وزنا".
 
ونحن هنا سنقتصر على رواية واحدة يشير فيها ضرار بن حمزة إلى بعض مزايا أمير المؤمنين عليه السلام وسجاياه الكريمة.
 
إنّ معاوية سأل ضرار بن حمزة بعد موت الإمام علي عليه السلام عنه فقال صف لي عليّاً، فقال: أو تعفيني؟ فقال: صفه، فقال: أوتعفيني؟ فقال: لا أعفيك، قال: أمّا إذا لا بدّ فأقول ما أعلمه منه:

- تحمل المسؤوليّة: "كان بعيد المدى شديد القوى"[5].

- الحزم في المواقف: "يقول فصلاً ويحكم عدلاً"[6].
 
- العلم: "يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه"[7]. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعليّ بابها[8]، ولطالما كان علي عليه السلام يخاطب أصحابه: "سلوني قبل أن تفقدوني"[9].
 
- الخشوع: "يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة"[10].
 
- التفكّر ومحاسبة النفس: "طويل الفكرة، يقلّب كفيه، ويخاطب نفسه"[11].
 
- الأسوة والقدوة في الحياة: "يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب"[12]. وقد قال مبيّناً زهده: "ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من لباسه بطمريه ومن طعامه بقرصيه"[13].
 
- التواضع: "كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، ويبتدأنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه"[14].
 
- الهيبة والوقار: "ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه هيبةً، ولا نبتدأه عظمةً"[15].
 
- الإهتمام بالمظهر: "إن تبسّم فعن اللؤلؤ المنظوم"[16].
 
- علاقته بأهل الدين والإيمان: "يعظّم أهل الدين"[17]، فقد روي: من عظّم دينه عظّم إخوانه ومن استخفّ بدينه استخفّ بإخوانه[18].
 
- علاقته بالفقراء والمساكين: "ويحبّ المساكين"[19]، وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ إنّ الله...... وهب لك حبّ المساكين، فرضوا بك إماماً ورضيت بهم أتباعاً"[20].
 
- العدل وعدم التحيز:
"لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله"[21].
 
- عزوفه عن الدنيا: "وكأنّي أسمعه وهو يقول: يا دنيا أبي تعرّضت، أم إليّ تشوّقت، هيهات هيهات غرّي غيري قد باينتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كثير"[22].
 
- إشعار المرء نفسه بالتقصير أمام أهوال الآخرة: "آهٍ من قلّة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق"[23].
 
زاد العاملين في شهر الله، دار المعارف الإسلامية الثقافية