۲٠۲٤/٠۵/٠٦ ۲۲:٤٦:٠۵
خطبة الجمعة لسماحة الشيخ حميد الصفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 24شوال 1445هـ


                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 24 شوال 1445 ه.

 

الخطبة الأولى:

من مصاديق الدعوة إلى الخير وأساليب الدعوة إلى الخير الموعظة، أريد أن أقول لكم هذه آية في سورة النحل الآية التسعون الله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) هذه الآية من الآيات التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأها في صلوات الجمعة كما أن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أيضا كان يتبع رسول الله بقراءة هذه الآية. الآية تختتم بكلمة الموعظة يعظكم لعلكم تذكرون الأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى والنهي عن الفحشاء والمنكر كلهم موعظة، فإذاً الموعظة شيء مهم، ففي الحقيقة تحفة وهدية يعطيك الواعظ إياها فعليك أن تستقبل الموعظة بحفاوة من الواعظ خاصةً الذي يكون متعظا وعاملا بما يعظ به.

 في رواية عن الصادق عليه السلام يخاطب الإمام عليه السلام سفيان الثوري يقول له يا سفيان أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَبِي اَلْمُفَضَّلِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هُوذَةَ بْنِ أَبِي هَرَاسَةَ اَلْبَاهِلِيُّ بِالنَّهْرَوَانِ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي بِشْرٍ اَلْأَحْمَرِيُّ بِنَهَاوَنْدَ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ اَلْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلدَّرَاوَرْدِيِّ ، قَالَ: نِعْمَتِ اَلْهَدِيَّةُ، نِعْمَتِ اَلْعَطِيَّةُ اَلْكَلِمَةُ اَلصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا اَلْمُؤْمِنُ فَيَنْطَوِي عَلَيْهَا حَتَّى يُهْدِيهَا إِلَى أَخِيهِ اَلْمُؤْمِنِ.

يعني يحتفظ بها يحفظها حتى يهديها إلى أخيه المؤمن، إذا هذه الموعظة الطيبة موعظة حسنة هي هدية ويجب أن نستقبل الهدية عندما تهدى إلينا فلذلك أمير المؤمنين عليه السلام يصف المتعظ الذي يقبل هذه الهدية وبحفاوة يستقبل الموعظة من أخيه يصفه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بالسعيد.

 قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام هذه الجملة قسم من الخطبة السادسة والثمانين في نهج البلاغة للإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام السعيد من وعظ بغيره غيره عندما يعظه هذا هو يجب أن ينتهز هذه الفرصة بأنه سعيد حيث يجب أن يشعر بالسعادة.

 وأما الموعظة والدعوة كما يقول الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام أولا يجب أن تكون بغير ألسنتنا بسيرتنا بعملنا كُونُوا دُعَاةَ اَلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ اَلاِجْتِهَادَ وَ اَلصِّدْقَ وَ اَلْوَرَعَ بحار الأنوار،ج67،ص309 فإن ذلك داعية إذا يرون منكم هذه الأعمال الصالحة هذه الخيرات بصورة طبيعية هذه تكون دعوة كما أن سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان هكذا  حيث كان لا يأمر الناس لحاجاته الشخصية كأنه يريد أن يعظنا أنه لا تدعو الآخرين إلى نفسك لحاجاتك الشخصية من يتبع هذا الرسول هكذا يعمل، الإمام الخميني رضوان الله عليه بسيرته كان يعلمنا الحذر من الإسراف عندما كان يشرب الماء إذا كان يبقى شيئا من الماء في الكوب كان يضع على هذا الكوب ورقة أو منديلا حتى يبقى وبعد فترة عندما كان بحاجة كان يشرب ما كان يصب هذا الماء كما أن جده الإمام الصادق عليه السلام كان ينصح الناس بأن لا يرموا نواة التمر لأن هذه النواة أيضا يمكن أن تستهلك بشكل آخر وتكون بخدمة الناس هذا بعمله يعلم الناس بعمله قبل أن يعظهم بلسانه ولكن هذا لا ينفي الحاجة إلى الموعظة اللسانية والموعظة الحسنة والدعوة إلى الخير قد تكون وتتم بالعمل وكذلك بالكلام فمن يقبل هذا الكلام وهذه الموعظة الحسنة كما يقول القرآن الموعظة الحسنة لا السيئة قد يعظ البعض ولكن للأسف الشديد بأسلوب غير صحيح هم يخففون من شأن المتعظ يخاطبونه بشدة مع أن كلامهم صحيح ولكن بأسلوب غير لبق، فهذا يؤذي المتعظ ينفر منه يتنفر من هذه الموعظة موعظة حسنة يعني بكلام طيب حيث يؤثر في قلب المتعظ نعم الذي يقبل الموعظة هو سعيد.


في كلام الأئمة عليهم السلام تجدون هذه الأمثلة أن شخصا من الصحابة يأتي عند الإمام الصادق عليه السلام عظني يا ابن رسول الله علينا أن نتعرض أنفسنا للموعظة وصلاة الجمعة هي الموعظة فيجب ألا نخرج من هذه المواعظ خصوصا أنها تكون من كلمات الله تعالى ومبين كلامه ومفسر كلام الله تعالى أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله والمعصومين عليهم أفضل صلوات المصلين.

 وأما منزلة الواعظين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنِ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : إِنَّ أَعْظَمَ اَلنَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اَللَّهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَمْشَاهُمْ فِي أَرْضِهِ بِالنَّصِيحَةِ لِخَلْقِهِ . الكافي، ج2، ص208.

 لخلقه بالنصيحة لخلقه النصيحة والنصح بمعنى طلب الخير للآخرين من مصاديق النصيحة الموعظة للآخرين هذه مسألتنا يوم الجمعة أن نكون من هؤلاء المتعظين ولا نكابر ولا نستكبر أمام الموعظة ونكون معتنقين للمواعظ وعلينا أن نقرأ المواعظ للأئمة عليهم الصلاة والسلام.

 سمعت أن سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله حفظه الله تعالى في بعض كلماته كان يقول أنا أحب كتاب إرشاد القلوب للديلمي حيث تكون فيها أحاديث من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام معظم هذه الكلمات مواعظ لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام رضوان الله على الديلمي حيث جمع هذه الأحاديث في هذا الكتاب القيم. هناك كتب أخرى فيها مواعظ لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ابن شعبة الحراني حيث يكون من بلدكم هذا المحدث الكبير الذي ألف كتاب تحف العقول حقا تحف العقول تحف لعقول الناس علينا أن نستفيد من كتاب تحف العقول قد ذكر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف أحاديث شريفة فيها مواعظ لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

 

الخطبة الثانية:

صلاة الجمعة تجب على الحضور غير المسافرين، إذاً إذا كنت مسافراً مع جماعة من المسافرين لا يمكن أن تصلوا صلاة الجمعة في عصر الغيبة، فالمسافر لا تجب عليه صلاة الجمعة، ولكن إذا جئت إلى مكان هناك حضور مواطنين ساكنين في بلد هم اجتمعوا لصلاة الجمعة وأنت مسافر يمكنك أن تلتحق بهم لصلاة الجمعة وأن تصلي معهم صلاة الجمعة وصلاتك تجزي وتكفي عن صلاة الظهر ولا حاجة أن تصلي صلاة الظهر أيضا، بل إذا صليت تصلي صلاة الظهر على سبيل الاحتياط الاستحبابي، وليس وجوباً، فإذاً عندما نقول عدد المصلين لصلاة الجمعة مع الإمام خمسة يعني أربع أشخاص وواحد الإمام يصبح المجموع خمسة،  هؤلاء الخمسة يجب أن يكونوا غير مسافرين، فإذاً لا يكتمل العدد، على الأقل خمسة هذا الأقل مهم، على الأقل خمسة هذا العدد لا يكتمل ولو بواحد من المسافرين، فهذا ليس موضع حاجة لنا لأن معظم المصلين هنا هم غير مسافرين، فإذا اكتمل العدد بهؤلاء القاطنين في هذا البلدة وليسوا مسافرين، إذاً قلت هذه المسألة لأن بعض الناس يأتون ويقولون هل يجوز لنا صلاة الجمعة ومع أننا نحن مسافرون؟ نعم يجوز بهذا الشرط العدد الذي يكتمل به عدد المصلين الذين يسوغ معهم الجمعة يعني على الأقل خمسة أشخاص يجب أن لا يكونوا مسافرين والأمر حاصل هنا هذا أولاً.

 

وثانياً على الإمام، على سبيل الاحتياط، يجب أن يذكر ويصلي على أئمة المسلمين في الخطبة الثانية، لذلك نحن نصلي على الرسول والأئمة عليهم الصلاة والسلام حيث هؤلاء أئمة المسلمين، قد قيل فلماذا تذكرون اسم سيدتنا فاطمة الزهراء مع أنها ليست من أئمة المسلمين؟ على نية التبرك باسم سيدتنا فاطمة الزهراء نحن نذكر ونصلي على السيدة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها فهذا يجوز، إذا جئت ووصلت إلى  الخطبة الأولى،  تلتحق بالجماعة بجمع المصلين وتكون من مصلين صلاة الجمعة،  إذا لم توفق أن تصل إلى الخطبة الأولى ووصلت إلى الخطبة الثانية إلى نهاية الخطبة الثانية أو إلى أن ينادي المكبر ويقول قد قامت الصلاة، وأنت تكبر مع الإمام وتصلي ركعتين، هل تجزي هاتين الركعتين من صلاة الظهر وأنت صليت الجمعة ؟ نعم أنت صليت الجمعة مع أنك لم تدرك خطبتي الجمعة. هذا أولاً، إذا وصلت والإمام في الركعة الثانية من صلاة الجمعة هل يمكن أن تدرك الجمعة؟ نعم أنت تكبر وتنوي صلاة الجمعة وتصلي مع الإمام ركعة والإمام عندما يسلم كما أنكم تتعودون على أن تجلسوا بالتجافي حتى ينتهي من صلاته، يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تقوم وتصلي ركعة واحدة مثل صلاة الصبح يعني صلاة ثنائية، وصلت إلى ركعة واحدة ركعة تصليها مع الجماعة ركعة أنت تصليها فرادى، وتكتمل بهذا هذه الصلاة، وهذه صلاة الجمعة، وأنت صليت الجمعة مع أن ركعة من صلاتك الجمعة هي كانت فرادى هذا صحيح وتجزي عن صلاة الظهر لا حاجة أن تصلي صلاة الظهر. أكتفي بهذا المقدار من المسائل الشرعية.

اليوم الخامس والعشرون من شهر شوال يوم محزن لآل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، الخامس والعشرون من شهر شوال عام مئة وثمانية وأربعين من للهجرة، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه الصلاة والسلام استشهد على يد إنسان جبار ظالم خبيث يدعى منصور الدوانقي، من ملوك بني العباس، هذا يوم استشهاد الامام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام، نحن نعظم هذا اليوم ونقيم مجالس العزاء، نذكر الإمام عليه السلام تعودنا على البكاء لمصائب الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام. ولكن يجب أن نعرف علينا البكاء على مصائب أهل البيت بأجمعهم كما أن الإمام الباقر عليه السلام وصى بأن يقيموا مجالس العزاء له في مراسم الحج حتى يأتي الناس ويشاركوا، حتى يحيى ذكرهم عواطفنا، يجب أن تكون متعلقة بهؤلاء (أهل البيت عليهم الصلاة والسلام)، ذكرُ جعفر الصادق عليه السلام يجب أن يحرق قلوبنا، ويبكي أعيننا، كما أن ذكر الحسين عليه الصلاة والسلام يبكي أعيننا، فهذا من الواجب أن نقوم بمجالس العزاء للإمام جعفر الصادق عليه السلام، يقال إنه مؤسس المذهب لا يتصور أحد أن المذهب شيء غير الإسلام كما يقول المخالفون، المذهب هو تفسير صحيح عن السنة النبوية الشريفة وبهذا التعبير مؤسسه هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحن أتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نحن نفتخر بأننا شيعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهؤلاء أهل البيت هم ترجمان للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، من يتسنن بسنة رسول الله يجب أن ينتهج بنهج هؤلاء أهل البيت، فإذاً المؤسس هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما تعرفون معاناة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام من الظلم، من قبل الجبابرة، خصوصا بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعد ذلك الإمام الحسن عليه السلام صار مظلوماً، هذا الإمام البطل الشجاع أصبح بحيث أنه أجبر وفرض عليه أن يخضع للهدنة لا للصلح، لا نقول هذا  صلح، لا صلح مع الجبار، بل قام بهدنة لحقن دماء المسلمين، هكذا عمل الحسن عليه السلام، لذلك لم تتح للإمام الحسن عليه السلام الفرصة حتى يبين للناس كيفية صلاتهم، صيامهم، حجهم، الأحكام الشرعية، لذلك قليلاً ما نجد من الأحاديث خصوصاً حول الأحكام الشرعية من الإمام الحسن عليه السلام ومن الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، كما تعرفون ماذا فعلوا وماذا ارتكبوا من جريمة بحق الإمام الحسين عليه السلام حيث قتلوه مظلوما عطشاناً في صحراء كربلاء، وبعد الإمام الحسين عليه السلام الامام علي بن الحسين الإمام زين العابدين عليه الصلاة والسلام، أرغم أن يبلغ الدين في إطار الدعاء، كان يدعو ومن خلال دعائه يلقن الناس الدروس ويعلمهم تعليمات الدين، بسبب تلك الظروف العصيبة، لكن في أيام الإمام الباقر عليه السلام، في الأيام الأخيرة من عهد الإمام الباقر عليه السلام نحن نجد صراعاً بين جبهتي الباطل كل يريد نفسه، بنو أمية وبنو العباس، كان بينهم صراع، الإمام استثمر هذه الفرصة الإمام الباقر عليه السلام، لنشر ما كان مجهولاً على الناس من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله، الإمام الباقر لا يتحدث عن نفسه، وما يقوله هذا حكم الله، ليس من عند نفسه لأنه لم يكن رسولاً، هؤلاء الأئمة لم يكونوا مكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كشارع، والشارع هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هؤلاء كانوا يبينون ما قاله جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والإمام الصادق كذلك، أنا أريد باختصار شديد أقول لكم ما هو معنى أن الإمام الصادق عليه السلام عندما يقول، عندما نحن نسمع قال الصادق عليه السلام ما هو معناه باختصار شديد أقول: قال الصادق عليه السلام يعني قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني قال الله عز وجل، هذا ما قاله الإمام الصادق، أقرأ حديثين: عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم عن حماد وغيره قالوا: (سمعنا الإمام الصادق عليه السلام يقول: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله قول الله عز وجل)، الرواية الأخرى عن سيف بن عميرة عن عمرو بن  شمر عن جابر قال:( قلت للإمام الباقر عليه السلام إذا حدثتني بحديث فأسنده لي قل بأي سند تقول هذا الحديث فقال عليه السلام: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرائيل عن الله تبارك وتعالى)
وكلما أحدثك بهذا الإسناد، يعني اعلم متى قلت أن هذا حديث معناه أنني أروي هذا عن أبي وأبي عن جدي وهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرائيل، لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وهو عن الله عز وجل، هذا هو معنى قال الصادق قال الباقر قال علي قال العسكري قال علي الهادي قال محمد قال علي بن موسى الرضا قال موسى بن جعفر قال زين العابدين قال الحسن قال الحسين، كلها معناه قال رسول الله، وقال رسول الله يعني قال الله سبحانه وتعالى.

 في هذا الأسبوع التقى جماعة من المعلمين في إيران مع قائد الثورة الاسلامية الإمام القائد، تحدث مرة أخرى عن غزة، يقول الإمام القائد: قضية غزة القضية الأولى للعالم مؤكداً أنه ليس بإمكان الصهاينة وحماتهم الأمريكيين والأوروبيون إخراجها من اهتمام الرأي العام العالمي، سماحته قال على المستوى الدولي مهما فعل الصهاينة وحماتهم الأمريكيون والأوروبيون فإنهم لا يستطيعون إزالة قضية غزة من أجندة الرأي العام العالمي، وأشار سماحته إلى الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، أنتم على علم ماذا يجري في الولايات المتحدة، الذي يتسع يوماً بعد يوم آخر، وانضم إليه الطلبة في جامعات مختلف الدول الأوروبية، وأستراليا، وأضاف سماحته: لا ينبغي لنا أن ندع هذه القضية تخرج من دائرة اهتمام الرأي العام الدولي لشعوب العالم، بل يجب أن تظل القضية الأولى، ويجب أن يتزايد الضغط على الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم، أشار سماحته إلى المعاملة القاسية والعنيفة من قبل الشرطة والأجهزة الأمنية مع الطلبة الجامعيين المحتجين في الجامعات الأمريكية، تعرفون أن بعضاً قليلاً من طلاب بعض الجامعات في إيران قاموا بأعمال شغب، أحرقوا، قتلوا، كسروا، ومع ذلك الشرطة كان يضرب؟! لا يضرب هؤلاء الجامعيون، ما فعلوا شيئاً، ما كسروا، ما ضربوا، ولكن هؤلاء المتشدقين بشعار حقوق الإنسان يضربونهم يجرونهم أمام أعين الناس، ولا يستحون، في حين أن هؤلاء لم يقوموا بأعمال تخريب، ولم يطلقوا شعارات للتخريب، ولم يقتلوا أحدا، ولم يشعلوا النار في أي مكان، ولم يكسروا الزجاج، وقال سماحته: أن هذا السلوك الأمريكي يثبت صحة موقف الجمهورية الإسلامية من التشاؤم تجاه أمريكا، أي أنه أصبح فعلياً تأييدا لشعار الموت لأمريكا، الذي تطلقونه، نعم أضاف سماحته:  أن جرائم الكيان الصهيوني وتواطؤ أمريكا معها أثبت شرعية مواقف الجمهورية الإسلاميّة في  رفض كيان الاحتلال والتشاؤم تجاه أمريكا، إن السلوك الوحشي والقاسي للكلب الصهيوني المسعور أثبت صحة موقف الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني، وقتل بضعة وثلاثين ألف إنسان نصفهم من النساء والأطفال يبين الطبيعة الشريرة والخبيثة للكيان الصهيوني، وحقيقة موقف إيران الثابت للعالم أجمع، أخيراً قال سماحته وكرر للمرة الخامسة او السادسة أو أكثر يعتبر سماحة الإمام أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو الذي اقترحته ايران، وهو عودة فلسطين إلى أصحابها الأصليّين من المسلمين والمسيحيين واليهود هناك كان يعيش اليهود في فلسطين قبل الاحتلال، هؤلاء فلسطينيون يهوديون ونعرف أنهم ليسوا مع الصهاينة، وأكد سماحته لن تحل مشكلة غرب آسيا إلا بعد عودة فلسطين إلى أصحابها، وحتى لو حاولوا إبقاء الكيان الصهيوني على قيد الحياة لمدة ثلاثين عاماً آخر، وهو مالم يتمكنوا منه إن شاء الله، فلن يتم حل هذه القضية، وأضاف قائد الثورة:  فلسطين يجب أن تعود لشعبها، وبعد تشكيل الدولة الفلسطينية فإنهم هم الذين سيقروون ما يجب أن يفعلونه مع الصهاينة، إذا أحبوا أن يطردوهم من فلسطين يطردونهم إلى حيث جاؤوا، وإذا ما كانوا يريدون فليخضعوا للقانون الفلسطيني حتى يعيشوا كآدم، كالبشر في فلسطين، لا كما يفعلون الآن، نحن لسنا أصحاب القرار،  صاحب القرار الشعب الفلسطيني إن شاء الله تعالى،  وأشار سماحته إلى تحركات تهدف لتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول المنطقة، هذا كأنه تنبيه، تحذير لهؤلاء الدول، قال: يعتقد البعض أن المشكلة تحل بهذه الإجراءات، وفي حين أنه مع افتراض تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والدول العربية المحيطة به لن تحل المشكلة فحسب، بل ستتوجه المشكلة إلى الحكومات التي بتغاضيها عن جرائم كيان الاحتلال، مدت يد الصداقة له، وأن الشعوب ستتصدى لتلك الحكومات.

 

والحمدلله رب العالمين