۲٠۲٤/٠۵/۱۲ ۲٣:۲٠:۱۹
الشفاعة في القرآن


السؤال :

هل الشفاعة مقبولة حسب القرآن؟

الجواب الاجمالي:

إن الأنسان لكي يصل الى رضوان الله تعالى ينبغي ان يسلك الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبين والصديقين و الشهداء والصالحين. قال تعالى:{يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا}.
وقال:{لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}. ان الله سبحانه وان كان هو الغفار الرحيم وقد وسعت رحمته كل شيء ألا ان درجة قبوله لطلب العفو والمغفرة تختلف باختلاف الطالب لها فقد يرأف بالعبد العاصي ويغفر له حينما يطلب منه ذلك لكن درجة القبول تختلف لو توجّه هذا العبد بنبي مرسل او ولي مقرب او شفيع مرتضى عنده تعالى . ولعل اوضح الأ مثله على ذلك قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}
 
 

الجواب التفصيلي:

اجمع المسلمون کلهم ان الشفاعة ثابتة للرسول صلی الله علیه و آله سلم و کل من اذن له الله تعالی و لا ینکر ذلک احد الا مکابر او جاهل للقرآن. لکن الآیات فی القرآن تختلف مدالیلها بین النفی و الاثبات و قد یؤخد باحدها و یغض النظر عن الثانی بغرض نفی الشفاعة. فلنلاحظ الآیات:
اولها: هناک آیة واحدة تدل علی النفی المطلق للشفاعة: (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا بَیْعٌ فِیهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ وَ الْکافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ). لکن یعرف بعد امعان النظر فی الفقرة الاخیرة (الکافرون هم الظالمون) ان المقصود من (لا شفاعة) هی الشفاعة للکافرین اضافة انه جاء بعد ذلک (من ذا الذی یشفع عنده الا بإذنه).
ثانیها: (یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْکُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْکُمْ وَ أَنِّی فَضَّلْتُکُمْ عَلَى الْعالَمِینَ وَ اتَّقُوا یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْس شَیْئاً وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ). یقتضی وحدة السیاق ان یکون المقصود هی الشفاعة التی کان یعتقدها الیهود لانفسهم و الذی کان لایؤخذ فیه شرطا لا الشفیع و لا مشفع له و این هذا مما نقول به؟
ثالثها: ان العرب قبل الاسلام کانوا یؤمنون بشفاعة الاصنام لهم عند الله تعالی و هناک آیات کثیرة تدل علی ذلک نخص بالذکر : (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ کانُوا لا یَمْلِکُونَ شَیْئاً وَ لا یَعْقِلُونَ).
الآیات المثبتة:
اولها: (قُلْ لِلّهِ الشَّفاعَةُ جَمِیعاً لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ اْلأَرْضِ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ). من الواضح ان الله تعالی لا یشفع عند احد لأن کل شیء خشع لقدرته. فالمقصود ان الله تعالی هو الذی یأذن للشفاعة و لا شفاعة من دون اذنه. فالآیة تنفی عقیدة المشرکین الذین کانوا یؤمنون بشفاعة غیر الله و تنفی ایضا عقیدة الیهود و النصاری الذین کانوا یعتقدون بالشفاعة المطلقة من دون قید فی الشفیع و المشفع له. الشفاعة لله وحده و هذا لاینفی آن یکون اناس مأذونون للشفاعة لأن الله رضی عنهم.
ثانیها: هناک آیات تدل بوضوح علی هناک من یشفع عند الله بإذنه تعالی لکن القرآن ساکت عن تعیین هؤلاء:
1. (مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ).
2. (ما مِنْ شَفِیع إِلاّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ).
3. (لا یَمْلِکُونَ الشَّفاعَةَ إِلاّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً).
فحصل ان هناک فرق بین الشفاعة المردودة و الشفاعة المأذونة. المردودة هی الشفاعة من دون اذن الله و شفاعة الاصنام و المأذونة هی للذین اذن الله لهم و اتخذوا عند الرحمن عهدا.