۲٠۲٤/٠۷/۲۹ ۱۵:٣۵:۲۸
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 20محرم 1446 ه.


                                         بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (ديم عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 20 محرم 1446 ه.

 

الخطبة الأولى:

 

في هذه الخطبة أريد ان أقرأ لكم بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وعن أهل بيته المعصومين عليهم الصلاة والسلام عن بعض آثار رفع حوائج الناس.

 أولاً: الأمان من عذاب الله: عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ للهِ تَعَالیٰ عِباداً اخْتَصَّهُمْ بِحَوَائِجِ النَّاسِ يَفْزَعُ النّاسُ إلَیْهِمْ فی حَوَائِجِهِمْ. أولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عذابِ الله. الجامع الصغیر، ج1، ص358.

  هذا توفيق إلهي، أن تكون قد اختصك الله لحوائج الناس، فهذا الذي يأتي إليك أو قد لا يأتي اليك وأنت تعرف أن له حاجة، وتقوم بحل مشكلته ورفع حاجته، هو سفير من الله إليك حتى يعطيك الله درجة بسبب رفع حاجته. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لله تعالى عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس في حوائجهم، يعني يلجأ الناس إلى هؤلاء الناس لحوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله، هذا هو أجرهم يوم القيامة. الله تعالى يجعلهم آمنين من عذابه.

أما الأثر الثاني الذي يترتب على رفع حوائج الناس للمؤمن، علامة الشيعة: عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: اِخْتَبِرْ شِيعَتَنَا فِي خَصْلَتَيْنِ فَإِنْ كَانَتَا فِيهِمْ‌ وَإِلاَّ فَاعْزُبْ ثُمَّ اعْزُبْ قُلْتُ مَا هُمَا قَالَ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي مَوَاقِيتِهِنَّ وَالْمُوَاسَاةُ لِلْإِخْوَانِ وَإِنْ كَانَ الشَّيْ‌ءُ قَلِيلاً. مصادقة الإخوان، ص36. إذا تريد أن تختبر شخصاً أنه هو حقاً من شيعة أهل البيت أم لا؟ اختبره في خصلتين: فإن كانتا فيهم و إلا فاعزُب، يعني إن كانتا فيهم هاتان الخصلتان فخذهم واتصل بهم واعلم أنهم من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وشيعة أهل البيت، وإلا فاعزُب عنهم ابتعد عنهم، قلت ما هما؟ قال الإمام عليه السلام: المحافظة على الصلوات في مواقيتهن، شيعة علي عليه السلام لا يؤجل صلاته، لا يؤخر صلاته، عندما يرفع الأذان يعطّل عمله ويشتغل بصلاته، الإمام الصادق عليه السلام يعلُّمنا ويقول هذه علامة من علامات شيعة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام أنهم ملتزمون بأوقات الصلاة، الصلاة لوقتها، والثاني المواساة للإخوان: هذه علامة أخرى لشيعة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وإن كان الشيء قليلاً، المواساة في شيء قليل أيضاً تسمى مواساةـ لا تقل أن المواساة يجب أن تكون بشكل كبير، لا، ولو بشيء يسير هو يعتبر مواسياً لأخاه هو يكون شيعي، هذا من علامات الشيعة، والمواساة ليس المواساة بالمال فقط، بعض الأحيان ترى أن صديقك له حاجة في دائرة حكومية، يريد أن يحل مشكلته فيها، وأنت لديك من تعرفه ومن يعرفك، يمكنك أن تيسّر له عمله، بأن تأخذ بيده وتعرفه إلى صديقك في الإدارة الحكومية الفلانية تقول: هذا صديقي يريد شيئاً، طبعاً يريد شيئاً حسب القانون لا أقول مخالفة للقانون، ترى أنك قادر على أن تسهّل أمره، تأتي وتسهل أمره. وأيضاً قد يكون عنده حمولة لا يقدر أن يحملها، أنت تساعده تحمل معه له إلى بيته، هذه أيضاً مواساة، للمواساة مصاديق كثيرة ولو بشيء قليل كما يقول الامام الصادق عليه الصلاة والسلام.

وهناك أثر آخر يترتب على رفع حوائج الناس هو غفران الذنوب ورفع الدرجات عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ‌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: مَنْ قَضَى لِمُسْلِمٍ‌ حَاجَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَأَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ‌. مصادقة الإخوان، ص54.  أبو حمزة كان صحابياً للإمام علي ابن الحسين سيد الساجدين عليه السلام، وكذلك كان صحابياً للإمام الباقر عليه السلام وصحابياً للإمام الصادق عليه السلام.

 وأما الأثر الرابع من آثار رفع حوائج الناس دفع الكروب عن الأسرة: عن الإمام محمد الباقر عليه السلام: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ لَجَأَ إِلَیْهِ مَكْرُوبٌ فَقَضَى حَاجَتَهُ قَضَى اللهُ لَهُ ثَلاثاً وَسَبْعِينَ حَاجَةً، اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِینَ حَاجَةً فِی الآخِرَةِ وَ وَاحِدَةً فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّ أَدْنَی مَا یَکُونُ فِی الدُّنْیَا أَنْ یَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوُلْدِهِ وَ إِنَّ أَدْنَی مَا یَکُونُ مِنَ الآخِرَةِ أَنْ تُفَتَّحَ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَیُقَالَ لَهُ: ادْخُلْ مِنْ أَیِّهَا شِئْتَ. قَالَ: أَیْنَ یَدْخُلُ إِلَیْنَا إِلَیْنَا.  روضة الواعظین، ص460 من أي باب يدخل؟ يدخل إلينا يرد علينا يأتي إلينا يعني يزورنا، فليعرف انه سيكون معنا هكذا يقول الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام.

 الخامس من الآثار حديث عن الإمام سيد الوصيين: الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين يقول في زيادة الرزق: قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: أَلا أُنَبِّئُکُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ؟ قَالُوا: بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ! قَال: . . . وَمُوَاسَاةُ الأَخِ فِی اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ. معاني الأخبار، ص124.

هذا ما وعده أمير المؤمنين عليه السلام الصادق الأمين، أئمتنا كلهم صادقون ما يقولونه ليست مبالغة وليست مجازفة نستجير بالله، بل عن حقائق تخفى علينا، هذه هي الحقائق وهم يكشفون عن هذه الحقائق من خلال أحاديثهم. الحديث الأخير في هذا الأسبوع إن شاء الله من آثار رفع حوائج الناس هو دوام الرزق، قلنا زيادة الرزق قبل قليل أما في هذا يقول دوام الرزق: عن سيد الكونين صلى الله عليه وآله: أنّهُ قالَ: إنّ للهِ تَعَالیٰ أقْواماً يَخْتَصُّهُمْ بالنِّعَمِ لِمَنافِعِ العِبادِ ويُقِرُّها فیهِمْ ما بَذَلُوها، فإذا مَنَعُوها نَزَعَها مِنْهُمْ فَحَوَّلها إلی غَیْرِهِمْ. الجامع الصغیر، ج1، ص358 ما دام أنت تبذل الله تعالى يعطيك النعم، يعطيك الرزق يستمر الرزق ما كنت مواسياً لأخيك، فإذا منعوها لا سمح الله نزعها منهم فحوّلها إلى غيرهم، إذا ترك المواساة الله تعالى ينزع ما لديه من الرزق ومن النعم.

 

 

 

 

الخطبة الثانية

في الأسبوع الذي قد قضيناه هناك أحداث، منها سفر المجرم نتنياهو إلى أحضان سادته المجرمين الذين احتضنوه بحفاوة، وصفقوا له وقالوا واستهلوا وأهلوا وقالوا لا تُشل بالجرائم التي ارتكبتها بحق الأبرياء، بحق الأطفال بحق النساء، بحق الفلسطينيين العزّل، لمرة أخرى ثبت للعالم أن هذا الكيان المجرم لا يعيش إلا بدعم جاد من قبل القوى العظمى وفي رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا المجرمة. هذا ما كنا نعرفه ودائما هم يؤيدون بتصرفاتهم هذه الحقيقة أن هذه ربيبتهم وهم يدللونها ويشجعونها لارتكاب الجرائم،  كما تعرفون أنه تحدث بكلمات فارغة وتافهة وفيها كلمات فيها لون من الحق، عندما قال منذ أن ظهرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه تغيرت الأمور أجل تغيرت الأمور، إن الإمام الخميني رضوان الله عليه أحيا القضية الفلسطينية، لا في ضمائر شعوب المنطقة بل في ضمائر كل حر في هذا العالم،  في الوقت الذي هو كان يهذر ويهذى بكلماته في الكونغرس الأمريكي أمام هذا الكونغرس،  كانت جماعة الذين هم يتحدثون عن الحرية ويفكرون بالحرية، هؤلاء أحرقوا دمية هذا المجرم أمام الكونغرس وكانوا يهتفون على هذا المجرم، هؤلاء يجدر بهم أن يتشدقوا بكلمات وبمبادئ مثل حقوق الإنسان لا هؤلاء المجرمين الجالسين أو الواقفين في الكونغرس الأمريكي. هؤلاء المجرمون الذين أجرموا بحق الشعوب في كل المناطق، خصوصا في منطقتنا، أجرموا بحق الشعب الفلسطيني بحق الشعب اللبناني بحق الشعب الإيراني بحق الشعب السوري المظلوم، هؤلاء ارتكبوا جرائم ونحن نعرف وراء كل هذه الجرائم التي ارتكبوها من خلال العصابات التكفيرية وما إلى ذلك، وراء كل هذه الأمور كانت الولايات المتحدة، على كل حال إنه تحدث بأن الإمام الخميني غيّر كل شيء، أنا أقول سيد الأنبياء هو الذي غير كل شيء في هذا العالم  هو خاتم الأنبياء وختم على هؤلاء الجراثيم بكلماته الطيبة وبكلمات القرآن حيث عرف هؤلاء المجرمين من اليهود بأنهم أعدى عدوّنا بأنهم أعداء البشرية فنحن تعلمنا من خلال غزوة خيبر ومن خلال غزوة بني قينقاع ومن خلال غزوة بني النضير وبني قريضة أننا كيف نتصرف أمام هؤلاء المجرمين الطغاة قتلة الأنبياء،  نحن تعلمنا من الرسول الأعظم والإمام الخميني حفيد رسول الله وهو يعمل وفق سنة رسول الله وسنة أجداده الطيبين الطاهرين الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام.

 في مثل هذه الأيام في السنة الواحدة والستين قافلة كربلاء عائلة الحسين عليه الصلاة والسلام هؤلاء المظلومين النساء والاطفال وسيدنا الإمام زين العابدين عليه السلام وسيدنا الإمام محمد الباقر عندما كان طفلا في هذه القافلة التي انطلقت من الكوفة إلى الشام في طريقهم إلى الشام ماذا حدث عليهم؟  أنتم أهل الشام أعلم من أي أحد بمثل ما جرى على أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، بعض الأشياء ممكن لم تذكر في التواريخ، ولكن عندما نحن نسافر في بعض المدن والقرى في هذا البلد الحبيب سوريا، هم يقولون شيئا الذي انتقل من صدر إلى صدر حتى ينقلون ماذا جرى على أهل البيت في سفرهم من كربلاء إلى الشام في حمص وفي حماه وفي بادية الشام كيف عانوا من المشاكل ومن العذاب من قبل حكام جور والطواغيت.

  أنا أريد أن أقرأ ما قرأته في كتاب بحار الأنوار للمرحوم العلامة المجلسي، ممكن هذا على غرار قراءة العزاء وأنا أقرأ لمحة تاريخية ابن نما هو من علمائنا من قدماء علمائنا، فهذا الحديث حديث صحيح لأننا نثق بابن نما هو هكذا يروي:

و قال ابن نما: ورَأت سكينة في منامها وَهي بدمشق كأنّ خمسة نجب من نور قد أقبلت وَعلى كل نجيب شيخ وَالملائكة محدقة بهم ومعهم وصيفٌ يمشي فمضى النجب وَأقبلَ الوصيفُ إليّ وَقَرُب مني وَقال: يا سكينة! إنّ جدّك يسلّم عليك فقلت: و على رسول الله السلام. يا رسول من أنت؟ قال: وصيفٌ من وصائف الجنة. فقلت: من هؤلاء المشيخة الذين جاءوا على النجب؟ قال: الأول آدم صفوة الله و الثاني إبراهيم خليل الله و الثالث موسى كليم الله و الرابع عيسى روح الله. فقلت: من هذا القابض على لحيته يسقط مرة و يقوم أخرى؟ فقال: جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله. فقلت: وَأين هم قاصدون؟ قال: إلى أبيك الحسين. فأقبلت أسعى في طلبه لأعرفه ما صنع بنا الظالمون بعده. فبينما أنا كذلك، إذ أقبلت خمسة هوادج من نور في كل هودج امرأة. فقلت: من هذه النسوة المقبلات؟ قال: الأولى حوّاء أمّ البشر، الثانية آسية بنت مزاحم وَالثالثة مريم ابنةُ عمرانَ وَالرابعة خديجة بنتُ خويلد. فقلت: من الخامسة الواضعة يدها على رأسها تسقط مرة وَتقوم أخرى؟ فقال: جدّتكِ فاطمة بنتُ محمد أمُّ أبيكِ. فقلتُ: وَاللهِ لأخبرنّها ما صُنع بنا، فلحقتُها وَوقفتُ بين يديها أبكي وَأقول: يا أمّتاه! جَحَدوا و اللهِ حقَّنا، يا أمّتاه‏ بدّدوا وَاللهِ شملَنا، يا أمّتاه استَباحوا و اللهِ حريمَنا. يا أمّتاه قتلوا وَالله الحسينَ أبانا. فقالت: كُفّي‏ صوتَكِ‏ يا سكينة! فقد أحرقتِ كبدي وَقطعت نياطَ قلبي، هذا قميص أبيكِ الحسين معي لا يفارقني حتى ألقى الله به. ثم انتبهتُ وَأردتُ كتمانَ ذلك المنامِ و حدّثتُ به أهلي فشاعَ بينَ الناس. بحار، ج45، ص 141

 

والحمدلله رب العالمين