بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 7 ربيع الثاني 1446 ه.
الخطبة الأولى:
مما أمرنا القرآن الكريم كجزء من نمط الحياة ألا نأمر بالمعروف لأنفسنا بل نأمر الآخرين أيضا بالمعروف. كما يقول الله تعالى في سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ العمل الصالح نفس المعروف، أنت تعمل بالمعروف وتعمل المعروف ولكن إذا تريد أن تكون ممن لا يكون في خسر عليك ألا تكتفي بالعمل الصالح والمعروف بل عليك أن تتواصى الآخرين بالمعروف وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هم أهل الحق هم أهل الصبر. وإضافة إلى ذلك يأمرون الآخرين ويوصون الآخرين إلى الحق والصبر إلى المعروف. فهذا هو الذي يسمى بالأمر بالمعروف في بعض الآيات القرآنية وفي روايات أهل البيت عليهم الصلاة، فهذا أصبح من فروع الدين، نحن نعتقد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب مثل الصلاة والزكاة والحج والجهاد هذا أيضا من الأمور الواجبة فهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في المجتمع غير الاسلامي المجتمعات الكافرة المجتمعات التي تتعلم كيفية حياتها وأسلوب حياتها ونمط حياتها من المبادئ المادية مثل المجتمعات الغربية يقولون هذا شأنك وذاك شأن الآخر، شأن الآخرين لا دخل فيه لك ولا دخل لك في شؤون الآخرين! ولكن القرآن يعلمنا أننا إذا نرى أحدا يريد أن يرمي بنفسه في البئر أو في مكان فيه هلاكه يجب أن نردعه ونمنعه، نحن مسؤولون بالنسبة لمن حولنا ولمن يكونوا معنا، ولا يمكن أن تقول لا دخل لنا بالنسبة له، هو عندما يعمل عملا سيئا هو يورط نفسه في الهلاك هلاك الدنيا وهلاك الآخرة ليس الهلاك فقط هلاك الجسد، بل الروح ولو في هذه الدنيا يمكن يحدث لبعض ارتكاب بعض المحرمات، ترى أنه يتورط في المجون، في الزنا، في شرب الخمر، في أمور مختلفة مثل هذه الأمور السيئة كأنه هو يريد أن يهلك نفسه، أنت مسؤول بالنسبة له يجب أن تأمره بالمعروف وتنهاه عن هذا المنكر الذي يؤدي إلى هلاكه وهو إما يفهم أنه ينجر إلى هلاكه ويجره إلى الهلاك أو لا يعرف. على كل حال هذا تكليف موجه إليكم، والمسلم لا يمكن أن يبقى محايداً بالنسبة لأخيه المؤمن لأخيه المسلم. الله تعالى يصف النبي الأعظم أنه هو مكتوب عند أهل الكتاب في كتبهم في التوراة والانجيل، وأنه هو يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، هؤلاء هكذا وصفوه في التوراة وصف هذا النبي وهؤلاء الذين يتبعونه ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
في وصية للقمان إما أنه كان من الصلحاء وإما أنه كان من الأنبياء، على كل حال الله تعالى هكذا يقول أن لقمان هكذا أمر ابنه، قال ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (لقمان: 17) هذه الفريضة من أهم واجبات المؤمنين وأبرز سمة يقسم بها المجتمع المسلم طبقا لما ورد في القرآن الكريم: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
نذكر بعض الأحاديث الواردة عن النبي وآله المعصومين عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في بعض الأحاديث هكذا يوصف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه حجة الله على الخلق
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ! الْإِسْلاَمُ عَشَرَةُ أَسْهُمٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ فِيهَا: ... السَّادِسَةُ اَلْجِهَادُ وهُوَ الْعِزُّ والسَّابِعَةُ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ هُوَ الْوَفَاءُ وَ الثَّامِنَةُ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَهِيَ الْحُجَّةُ ... علل الشرائع، ص 249
السادسة الجهاد وهو العز، والسابعة الأمر بالمعروف، وهو الوفاء والثامنة النهي عن المنكر وهي الحجة.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ... إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ سَبِيلُ الْأَنْبِيَاءِ وَمِنْهَاجُ الصُّلَحَاءِ فَرِيضَةٌ عَظِيمَةٌ بِهَا تُقَامُ الْفَرَائِضُ وَتَأْمَنُ الْمَذَاهِبُ وَتَحِلُّ الْمَكَاسِبُ وَتُرَدُّ الْمَظَالِمُ وَتُعْمَرُ الْأَرْض. الكافي، ج 5، ص 55.
سيرة الصالحين هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الإسلام لا يرضى بأن تقول كما يقول بعض عندنا في الفارسية أصبح هذا مثلا حيث بعض من يريد أن يراوغ عن المسؤولية عن الرسالة عن التعهد بالنسبة للآخرين يقول عيسى على دينه وموسى على دينه ما لي شغل بالنسبة لهذا لا يقبرونك في قبر هذا لا يضعونك في قبر فلان ولا يضعونه في قبرك هكذا يقولون كأنه لا مسؤولية ولا عهد بالنسبة للآخرين، هذا خطأ واضح. المؤمنون كلهم متعهدون وملتزمون بالنسبة للآخرين، بعضهم لبعض يجب أن يلتزموا، الله تعالى جعلهم ملتزمين، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، إذا ترى أحداً من الأمة يريد أن ينحرف عن الجادة، لأجل النصيحة بما أنك تريد خيره بما أنك حريص على ألا يورط نفسه في الهلاك يجب أن تردعه أن تمنعه عن هذا الشيء الذي يعرضه للتردي والهلاك ومن علامات الشيعة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا حديث عن الإمام أبي الحسن موسى الكاظم عليه الصلاة والسلام
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ... وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَتَخَتَّمُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ عَلاَمَةٌ لِشِيعَتِنَا يُعْرَفُونَ بِهِ وَبِالْمُحَافَظَةِ عَلَى أَوْقَاتِ اَلصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ اَلزَّكَاةِ وَمُوَاسَاةِ اَلْإِخْوَانِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ. علل الشرائع، ص 158.
محمد بن أبي عمير يقول قلت لأبي الحسن عليه السلام في حديث طويل تحدث عن التختم باليمين سأل الإمام الكاظم عليه السلام ما هو السر من التختم باليمين؟ الإمام قال: الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان يتقدم باليمين، لأنه هو كان من أصحاب اليمين وأصحاب اليمين يتختمون باليمين فيه اليمن والبركة، ويقول وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتختم بيمينه وهو علامة لشيعتنا، كما تعرفون في الحديث المشهور بحديث الأربعين للإمام الحسن العسكري عليه السلام هناك يوجد التختم باليمين من علامات شيعتنا وهو علامة لشيعتنا يعرفون به ويعرفون الشيعة بالمحافظة على أوقات الصلاة، الشيعة يعرف بأنه يحافظ على أوقات الصلاة، عندما يرفع الأذان يبادر إلى الصلاة وإيتاء الزكاة، ملتزم بأداء زكاته، زكاة ماله ومواساة الإخوان لا يترك إخوانه في الشدائد بل يواسيهم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا أيضا من سمات الشيعة كما يقول الإمام الكاظم عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا حديث يقوله وينقله ويرويه الكاظم عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
الخطبة الثانية:
قال سيّدنا رضوان الله تعالى عليه قطعاً سننتصر كلام ناشئ ونابع من الآيات القرآنية، من تاريخ الإسلام، مما مرَّ على الأنبياء، فترة يمكن على الظاهر يهزم المؤمنون ولكن بعد ذلك هناك نصرٌ من الله تعالى، فهذه هي سنة الله، الله تعالى الذي هو صادق الوعد. وكلامه يستجير بالله ليس فيه مجازفة ومبالغة ومن أصدق من الله قيلا.
يقول: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾، الله تعالى يصف حزبه بأنهم هم الغالبون هذا الخبر من الله تعالى.
في غزوة مؤتة استشهد جعفر ابن أبي طالب فحمل الراية زيد ابن الحارثة واستشهد هو أيضا وحمل الراية عبدالله ابن رواحة، واستشهد هو أيضا فيبدو أن هذه الحرب وهذه الغزوة ما كانت حليفة مع النصر ولكن بعد فترة يسيرة من غزوة مؤتة حدث حادث عظيم انتصار كبير وهو فتح مكة وهذا ليس من الله ببعيد، لا يستغرب أحد كما استغرب أهل النفاق وضعاف الإيمان في غزوة خندق، عندما واجه المسلمون في حفر الخندق صخرة عصية عن الانكسار، لم يستطيعوا أن يكسروا هذه الصخرة، فجاء النبي صلى الله وآله وسلم وأخذ بالمعول كما تعرفون ضربَ وبعد أن ارتفع إلى السماء شيء من شرارة من هذه الصخرة كبَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال أرى قصور الحيرة! فهؤلاء استغربوا ضعاف الإيمان ولكن المؤمنون مثل عمار مثل أبو ذر مثل سلمان... هؤلاء كبَّروا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم كانوا واثقين بما يقوله النبي صلى الله عليه وآله وسلم "حتما سننتصر ونفتح بأيدينا اليمن..." في المرة الثانية تكررت هذه الظاهرة، فالنبي كبَّر وقال أرى قصور الكسرى في إيران، وبعد ذلك مرة أخرى النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال أرى قصور القيصر في الروم. بعض المنافقين قالوا نحن نخاف أن نجد مكانا للخلاء، والنبي هكذا يقول يتنبأ بانتصارنا على الامبراطوريات الموجودة في ذاك العصر كيف يمكن؟ وبدؤوا يضحكون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه واله وسلم مع أنه كان في هذا الحصر حيث الأحزاب كلهم اجتمعوا عليه اجتمعوا لأن يقضوا على الإسلام قالوا نريد أن نقضي على أحدوثة محمد صلى الله عليه واله وسلم.
أقرأ لكم الآيات من سورة الأحزاب حتى نعرف موقفنا وحالتنا في هذه الساعات الصعبة وفي هذه الحالة العصيبة،
يقول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾. الناس كانوا يرتجفون عندما هاجم عمرو بن عبد ودٍّ العامري بطل المشركين وطلب أن يأتي إليه من يبارزه فقام إليه عليّ عليه الصلاة والسلام كما تعرفون القصة وماذا حدث...، ولكن معظم الناس كانوا خائفين النبي صلى الله عليه وآله وسلم حفر الخندق حتى يكون عائقا أمام هؤلاء فإذاً الظروف كانت ظروف عصيبة، كل الأحزاب كانوا مجتمعين، نفس ما حدث ويحدث اليوم كل العالم مجتمعاً على أن يقضوا على المقاومة، كما اجتمعوا على أن يقضوا على الدين الإسلامي وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الله تعالى نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده. الله تعالى يقول هل تذكرون أنكم كنتم خائفين؟ وبعد أن قطع عليّ عليه السلام رأس عمراً ورمى به إليهم، وتغيَّر المشهد وحدث ما حدث كما تعرفون عندما جاء المسلمون في مخيم العدو وجدوا أن القدور إلى الآن حامية، يعني لم يستطيعوا أن يأخذوا أمتعتهم، هربوا... الله تعالى أرسل الرياح كجنود له وجنود لم تروها وهم الملائكة. الآن في جبهة الجنوب أنتم تسمعون بعض الأشياء، وسيتبين في المستقبل عن البطولات وعن تضحيات المجاهدين أنهم يقاومون أمام أكثر من عشرة ألوية يقاومونهم يقصفون بشدة ولكن هؤلاء الأبطال هم أبناء أمير المؤمنين عليه السلام أتباع أمير المؤمنين عليه السلام يقول الله تعالى.
أنا في الخطبة الماضية قلت ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم قلت أن ما يرزق الله الشهيد سعته الوجودية الله يوسع وجوده، هو يقدر أن يأتي ويراقبنا، قلت أن سماحة السيد حسن روحه الآن مشرفة على المجاهدين، هكذا يصف الله تعالى هذا المشهد ﴿إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ ﴾ طائراتهم من فوقكم ومن أسفل منكم دباباتهم مدفعياتهم صواريخهم ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾
المشهد مشهد عصيب. الحالة حالة صعبة. ولكن نحن نعرف أن هناك إمداد إلهي لنا، نحن معنا رسول الله، معنا أهل بيت النبوة، مثلما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) معنا في حرب تموز 2006 وستبقى معنا في هذه الحرب.
أيها الإخوة والأخوات لايجب أن نحزن على الشهيد القائد السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) فهو الآن على مأدبة جدته الزهراء الله عليها السلام هي بعطف تستقبل حفيدها، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم الصلاة والسلام وجده موسى بن جعفر كلهم يستقبلونه بحفاوة لذلك يجب أن نحزن على أنفسنا وليس عليه.
لا يحزنكم ما يقوله المنافقون عبر وسائل التواصل وما إلى ذلك فهذا قد حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الآية الثانية عشر من سورة الأحزاب يقول الله ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ الغرور يعني الخداع، قالوا إن رسول الله خدعنا حيث قال إننا سننتصر! ونحن الآن خلف الخندق ننتظر موتنا، هكذا كانوا يقولون، كانوا يقولون هذه المواجهة تدل على أن رسول الله صلى عليه وآله وسلم خدعنا... ولكن في المقابل المجاهدون المؤمنون الخلّص ماذا قالوا؟ في الآية الثانية والعشرين يقول الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ هذا هو شأن المجاهدين في الجنوب، هذا هو شأن المقاومين في الضاحية، هذا هو شأنكم أنتم المقاومون أمام هذا العدو، تقولون هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ولا يزيد هذا إياكم إلا إيمانا وتسليما ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ﴾ سنرى إن شاء الله أبناء بني قريضة سيذبحون كما ذبحوا على يد أمير المؤمنين عليه السلام بعد الأحزاب. بإذن الله نرى هزيمتهم وسيبكون كما قال سماحة السيد... اللهم اِلعنهم لعناً عظيما، اللهم اِلعنهم لعن قوم ثمود وعاد.
المقاوم لن ترضخ للعدو. هؤلاء طبعا يقدّمون اقتراحات، حيث يدعوننا للتطبيع! كما أن موسى عليه السلام عندما غاب عن أمته، جماعة التفّوا حول رجل منحرف بإسم السامري حيث صنع لهم عجلا حتى يعكفوا حوله ويطوفوا حوله ويعبدونه دون الله. نحن نقول أننا لننسفنّ عجل التطبيع في البحر، كما قال الله تعالى ﴿قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا﴾.
والحمد لله رب العالمين.