بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 14 ربيع الثاني 1446 ه.
الخطبة الأولى:
مما يؤكد عليه الدين الحنيف كواجب شرعي وكنمط للحياة الإسلامية هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
بعد أن قرأنا لكم بعض الآيات والأحاديث الشريفة حول أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نذكر بعض ما ورد في درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طبعاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يقول الفقهاء مشروطٌ بأن تحتمل الأثر في الذي تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر. إذا تتأكد أنه لا يرتدع من منكره ولا يأتمر بهذا المعروف، لا داعي لأن تأمره وتنهاه، ولكن عليك تكليفٌ في نفس الوقت، إذا لا تستطيع بفعلك أن تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر بلسانك تأمره وتنهاه. وإذا لا تقدر أن تأمره وتنهاه عن المنكر بلسانك، بقلبك يجب ألا ترضى ما يفعله من المنكر وكذلك بقلبك تكون راضيا بالعمل المعروف ولو أنك لا تقدر أن تفرض عليه بالمعروف.
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِه... عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية ؛ ج1 ؛ ص431
هذا القلب بعض الأحيان ينعكس في جوارحنا وتصرفاتنا، إذا كنت غير راضٍ يبدو في وجهك أنك غير راضٍ هذا هو درجة من درجات بالمعروف والنهي عن المنكر. إذا ترى مذنباً مرتكباً للحرام، يعمل الحرام على أقل شيء، على أقل درجة يقدر الإنسان أن يواجهه بوجهٍ يدلّ على أن هذا غير راضٍ مستنداً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن تواجههم بوجه مكفهر بوجه غاضب بوجه مستاء يعني يظهر في وجهك استياؤك من هذا العمل من هذا المنكر، أدنى حدود النهي عن المنكر هو هذا التصرف.
عَنْهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: أَدْنَى الْإِنْكَارِ أَنْ يُلْقَى أَهْلُ الْمَعَاصِي بِوُجُوهٍ مُكْفَهِرَّةٍ. تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان) ؛ ج6 ؛ ص176
قال سلام الله عليه أيضا: أَمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نَلقى أهلَ المعاصيَ بوجوه مكفهرّة. وسائل الشيعة، ج16، ص143
هذا ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يرتكب الحرام أنت لا تقدر أن تنهاه بكلامك لا تقدر أن تنهاه بيدك أن تأخذ بيده حتى لا يرتكب، أن تمنعه إذا لا تستطيع على الأقل يجب أن يظهر ما في قلبك بعدم رضاك من هذا الفعل القبيح، عليه أن يعرف أنك لا تحب هذا الأمر. وهذا أمر قبيح، فربما يرتدع، هذا هو تكليفك بأن لا تضحك في وجهه لما يفعله من الحرام، فليعرف أن هذا عمل قبيح وأنت هكذا تنهاه عن المنكر بوجه مكفهر.
هناك رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم العلامة الطبرسي في كتابه مكارم الاخلاق روى هذا الحديث أنه قال: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ: أَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا. قِيلَ وَ مَا حَقُّهَا؟ قَالَ: غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ رُدُّوا السَّلَامَ وَ أَرْشِدُوا الْأَعْمَى وَ أْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ. مكارم الأخلاق؛ ص26
اِعطوا المجالس حقها، وغضوا أبصاركم عن الحرام، وردوا السلام، إذا سلّم عليكم أحد ردّوا سلامه، و إذا تجلس في مجلس وجدت شخصا يعمل منكراً عليك أن تنهاه عن المنكر، هذا حق المجالس أن تمنعوا أن يرتكب المعاصي في تلك المجالس، لا تسمحوا أن يقوم أحد بارتكاب الحرام في مجالسكم، نعم عندما ترى لا تستطيع بكلامك أن تغير وتُنكر عليك أن تواجه أهل المنكر بوجه مكفهر، وإذا ما استطعت أن تفعل شيئا حتى في هذه الدرجة عليك أن تترك هذا المجلس حتى يخوضوا في حديث غيره على حد تعبير القرآن. فإذاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يصفه الله تعالى بأنه حق المجالس إذا جلستم بعضكم مع بعض هذا حق المجالس بأن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر.
آثار وثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن ممكن نلخصها في هذه الأمور:
الله تعالى يصف الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يجعلهم في زمرة الصالحين، ﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ (آل عمران: 114) ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين ﴾. (التوبة: 112-111)
يقول هؤلاء من الصالحين، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هو الصالح، هو من الذين يعملون الصالحات بل هو صالح، لأنه هناك فرق بين الذي يعمل الصالحات والذي هو صالح، الذي يعمل الصالحات ربما يعمل الصالحات مرة ويعمل السيئة مرة أخرى، ولكن الصالح أصبح بحيث أن الصلاح صار خصلة دائمية في وجوده، مستمرة في وجوده، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات ممكن يصلون إلى درجة الصلاح حتى يصبحوا صالحين، فالصالح هو أعلى درجة من الذي يعمل الصالحات، لأن الذي يعمل الصالحات قد يعمل الصالحات في ساعة ولا سمح الله يعمل غير صالح في ساعة أخرى. ولكن الصالح لا يعمل الا عملا صالحا.
الله تعالى يقول الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هما من الصالحين. ﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ (آل عمران: 114)
آية أخرى في سورة التوبة ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين ﴾. (التوبة: 112-111)
الله تعالى يعدنا بشيء آخر: من آثار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سورة الحج هناك آيتان الآية التاسعة والثلاثون والآية الواحدة والأربعون ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ . (الحج: 41-39)
وأما أثر آخر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفوز برحمة الله تعالى: الأمر بالمعلاوف والناهي عن المنكر هو من الفائزين. ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (التوبة:71) ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (آل عمران: 104)
هؤلاء المفلحون كما قال في آية أخرى أولئك هم الصالحون هؤلاء من الصالحين في الآية الأولى التي أنا قرأتها الله تعالى قال وأولئك من الصالحين هنا يقول أولئك هم المفلحون، الفلاح للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
مصاديق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب معرفة المعروف ومعرفة المنكر، حيث ترى أنه هو معروف يجب أن تأمر به، وما هو منكر يجب أن تنهى عنه، إذا تسأل الناس يقولون المعروف هو الصلاة المعروف هو الزكاة المعروف هو الإحسان إلى الوالدين البر للوالدين الاحسان إلى الاخرين وما إلى ذلك هذه مصاديق واضحة، ولكن في الساحة الاجتماعية و في بعض الأحيان في الساحة السياسية أنت تجد معروفا فيجب عليك أن تنشر هذا المعروف وتأمر الناس بهذا المعروف، منه الالتزام بما يجعلك من المؤمنين المواسين لخط المقاومة، المقاومة معروف عقلا ومعروف شرعا، المقاومة ضد الأعداء هذا ما يأمرنا به عقولنا، العقل يأمر بهذا الأمر كما أن الشرع كذلك يؤيد ويأمرنا بأن نقوم بأن نسير وننتهج في هذا النهج، ومن يتحدث بهذا الأمر بذرائع مختلفة، في أثواب مختلفة، ممكن يغطيه بثوبا أنيقاً جميلاً بأن يخالف هذا الخط هذا الخط الباهر النيّر هو طبعا يعمل منكرا، يواجه معروفا، يجب أن نردعه، يجب أن ننهاه عن هذا المنكر، الذي يقوم بإضعاف معنويات الناس في ساعات العُسرة هو يعمل المنكر، الذي يدعو الناس كما أن الشيطان يدعو الناس إلى الانهزام، إلى الإحباط المعنوي إلى هزيمة روحية معنوية ويردعه ويمنعه وينفخ فيه روح الذل واليأس هو أيضا يعمل المنكر، الذي يقول لا يوجد جدوى بعد هذه المقاومات كما رأيتم أن العدو قوي يضرب بعنف ولا تنفعنا المقاومة هذا أيضاً يعمل منكراً يجب أن تقابله يجب أن تواجهه. كما تعرفون الله تعالى يرسم لنا هذه الساحات هذه الساحات التي تكون ساحات صعبة، النبي صلى الله عليه وآله وسلم عانى من هذه المشاكل، ولكن خط النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل يوم يزداد قوة ولا يمكن أن تنكر هذه الحقيقة بأن دين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طيلة القرون أصبح أقوى من السابق.
أيها الإخوة أئمتنا عليهم الصلاة والسلام إنهم استشهدوا، كم عدد من شيَّع جثمان الإمام العسكري سلام الله تعالى عليه، كم عدد من شيَّع الجثمان المطهَّر للإمام الهادي عليه السلام؟ كم عدد من شيَّع جثمان الإمام الجواد عليه السلام، من شيَّع الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام؟ من قام بدفنه إلا الإمام زين العابدين وعدد يسير، هكذا كان تاريخ الشيعة تاريخ الحق هو تاريخ زاخر بهذه المشاهد المظلومة الغريبة ولكن مع ذلك هذا الدين الحنيف راية هذا الدين الحنيف ما زالت مرففة ودائما تزداد قوة بإذن الله تعالى.
طبعا تحدث أحداث ممكن تضعف شعورنا و روحياتنا ومعنوياتنا ولكن يجب أن نستذكر ما حدث في التاريخ الإسلامي، علينا أن نقرأ الآيات القرآنية حتى نستلهم بإذن الله تعالى ونبقى صامدين مستمرين في هذا النهج القويم. و سننتصر بعونه تعالى.
الخطبة الثانية:
قبل يومٍ قد حدثَ حدثٌ مؤلم وهو استشهاد القائد يحيى السنوار، وهو استشهد عندما كان يتصدى لهجوم الصهاينة. قائدٌ لمجموعة لم يكن يختبئ، بل كان بجانب المجاهدين يقاتل وقد قاتل حتى استشهد.
الذين يظنون أن قتل هؤلاء يؤثّر بحيث أنه يضعف جبهة المقاومة هؤلاء على خطأ، الذي يدافع عن دينه يدافع عن أرضه لن يتخلى عن أرضه وهناك من بقي في الطريق وندم عما كان يفعله المجاهدة هؤلاء بقوا ورسبوا فجاء آخرون وحملوا هذه الراية وإلى الأبد هكذا سيكون، لا تبقى هذه الراية على الأرض إذا كان يوم على سبيل المثال منظمة الفتح كان يقوم بهذا المهم عندما تراجعوا وتنحّوا وتخلوا عن قضيتهم الله تعالى جعل هذه القضية على عاتق الآخرين وهم قاموا بهذا المهم.
نحن أتباع الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام حيث قال والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر منهم فرار العبيد عندما قال هكذا ومن يقول هكذا ومن كان مبدأه هذا يستعد لدفع ثمن هذا القول، عندما يقول لن أرضخ هو يستعد لكل مشكلة ولكل صعوبة في هذه الحركة وفي هذا المسار فالأمة الإسلاميّة عندما اعتنق لهذا المبدأ عندما صار تبعاً للإمام أبي عبدالله الحسين عليه الصلاة والسلام هو يستعد لكل ما حدث للإمام الحسين عليه الصلاة والسلام وهو مستعد للتضحية وهو مستعد لدفع الثمن الذي يجب أن يدفعه ولو كان ثمنا باهظا.
الله تعالى وعدنا وقال: ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ وقال الله تعالى: ﴿ إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ وقال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ﴾ وقال تعالى: ﴿ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ وتحدّث لمن يتَّجر مع الله تعالى بماله وبنفسه وبروحه وعده الجنة وعده بأن ثمن هذا الروح يكون الجنة بعد ذلك قال ﴿ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ أنتم عادة تحبون أن تعانقوا النصر وتغلبوا على العدو ماديا ومعنويا، الله تعالى يقول لا أعدكم فقط بالجنة في الآخرة ولكن المثوبة الأخرى التي أنتم تحبونها وهو النصر هذا أيضا سيأتي ان شاءالله.
في هذا الامتحان رسب الكثير ممن يدعي الدين، ممن يدعي أنه هو داعي لله تعالى، كما رأيتم لاستشهاد الشهيد السيد حسن نصر الله فرِح هؤلاء القرود، هؤلاء الخنازير، الذين يدّعون بأنهم علماء دين، لعنة الله على هؤلاء حيث كانت تقول إن السيد حسن كان من أتباع أهل البيت وكان شيعيا هذا الوهابي يكرهه بأنه كان شيعيا فلماذا يفرحوا لمقتل و لاستشهاد يحيى السنوار؟ أليس هو سني ؟ لماذا أنت هكذا تفرح؟ يبدو أنك أنت و وليّك اليهودي هو من أهل خيبر ولست من أهلنا وأنتم تدعون بأنكم خدام الحرمين وفي خدمة خادم الحرمين الشريفين، هؤلاء كشفوا القناع عن حقيقتهم. نحن كنا نتحدث بصراحة كنا نقول قد تبيّن في أحداث سوريا والعراق في الحرب المفروضة في الدفاع المقدس حيث قلنا أن هؤلاء حلفاء اليهود و الآن ربما ندعي أن هؤلاء هم نفس اليهود وليسوا من حلفاء اليهود هؤلاء نفس الصهاينة هؤلاء في خندق واحد هؤلاء تابعون لسيد واحد سادتهم وكبراؤهم هم في البيت الأبيض وكذلك في تل أبيب، هؤلاء هكذا فضحهم الله تعالى بسبب هذه الاحداث. لعنة الله عليهم .
كما يقول الله تعالى عنهم عن مثل هؤلاء ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
والحمد لله رب العالمين.