بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفّار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 6 جمادى الأولى 1446 ه.
الخطبة الأولى:
كنا نتحدث عن نمط الحياة وفقاً للرؤية الإسلامية، أنَّ على المؤمن أن يكون ملتزماً بالنسبة لما يجري في مجتمعه، إذا رأى بدعةً عليه أن يحارب البدعة، هذا في نمط حياتنا لا يمكن أن نقول لا دخل لنا في هذا الأمر.
هناك شخص منحرف عن الصراط المستقيم ويدعو الناس إلى الباطل فلا يجوز أن نقول نحن لا علاقة لنا به في ردعه أو في التأييد له، طبعاُ يجب ردعه ويجب منعه، وعلينا أن نمانع بل نحارب البدعة.
فما هي البدعة؟ البدعة باختصار هي إدخال ما ليس من الدين في الدين، أن تنسب شيئاً إلى الدين مع أنه ليس من الدين، هذا معناه مصطلح فطبعاً في المادية ربما نجد شيئا حديثا وبعض الجهلة والسذّج يمكن يسمونه بدعة، كما أنه بعض السلفيين قالوا أنه ما كان يأكل على السفرة التي تكون من المواد الكيمياوية وما إلى ذلك، ويقول بما أنه في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يوجد هذا الشيء فإذاً اقتناء هذا الشيء والاستفادة من هذا الشيء هو بدعة هذا خطأ، البدعة ليس معناها هذا الشيئ، الذي هو له دخل في الدين مثل الطقوس الدينية مثل الحلال والحرام الذي وضعهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله تعالى لا يمكن تغيير هذه الأمور ومن يغيّر فهو مبتدع، حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة، من زاد عليه شيئاً الذي لا يكون تحت نفس الإطار هذا هو بدعة.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَة وكلُّ ضَلالةٍ في النّار. إطار البدعة المحرمة، هو الإحداث في الدين، ويؤيده قوله سبحانه في نسبة الابتداع إلى النصارى بإحداثهم الرهبانية وإدخالهم إياها في الديانة المسيحية، قال سبحانه: « ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ» الحديد: 27. فقوله سبحانه: «ما كتبناها عليهم» يعني ما فرضناها عليهم ولكنهم نسبوها إلينا عن كذب.
قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 145)
كان العرب في الجاهلية ينسبون إلى دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام بعض الأشياء وكانوا يقولون هذا محرم هذا محلل وما إلى ذلك، في سورة الأنعام قد ذُكِرت هذه الأمور. والله تعالى ينفي كلها ويقول كل شيء حلال إلا هذه الأمور الميتة وما إلى ذلك ومن يأتي بشيء آخر ويقول هذا حرام أو حلال هو مبتدع ويأتي ببدعة في الدين.
طبعا التصدي للمبتدعين هذا هو تكليف موجّه للجميع، وعلى عاتق العلماء خاصة لأنهم أعلم من الآخرين بمواضع البدعة، هم يعرفون الشريعة بشكل أفضل لذلك هم مسؤولون وهم مسؤوليتهم مسؤولية خطيرة.
روايات كثيرة تدل على أن محاربة البدع ممكن يكون أولا بالإعراض عن المبتدعين وعن بدعهم، والبراءة منهم، والسب واللعن عليهم، وكذلك التنوير والتوعية، والتهديد والترهيب ، لأن خطرهم خطر يجب أن نهجم عليهم بشتى أنواع المهاجمة منها التهديد والترعيب وتنوير عقول الناس وكذلك السب إليهم لا تقل إن السب يخالف خلق الإسلام تجاه هذا الذي يريد أن يفسد في الدين هذا يجوز السب، كما تعرف أن الأئمة عليهم الصلاة والسلام كان لهم بعض السب ألا إن الدعي ابن الدعي... الدعي ابن الدعي هذا هو سب، يعني الذي ليس له والد معلوم هذا ابن الزنا، هذا سب وحقيقة أنه كان دعيا، ولذلك الإمام لا يقول غير الحق، ولكن شتمه بهذا القول.
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الرَّيْبِ وَالْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَأَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَالْقَوْلَ فِيهِمْ وَالْوَقِيعَةَ وَبَاهِتُوهُمْ كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ وَيَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَلَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ يَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَيَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ. الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج2 ؛ ص375
كذلك عن أبي عبد الله علیه السلام: ... ثَلَاثٌ يَجِبُ عَلَى كُلِ إِنْسَانٍ تَجَنُّبُهَا: مُقَارَنَةُ الْأَشْرَارِ وَمُحَادَثَةُ النِّسَاءِ وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الْبِدَع ... تحف العقول؛ النص؛ ص319
بعضٌ يقول أنا أعرف أنه منحرف ومن أهل البدع ولكن نجلس ونتحدث بعض الأحيان، ستتأثر منه، يقول الإمام عليه السلام: هذا يجب الاجتناب منه، يجب التجنب من هؤلاء أهل البدع، لا تجلسوا معهم لا تجالسوهم لا تصحبوهم ولا تصاحبوهم.
أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا تَصْحَبُوا أَهْلَ الْبِدَعِ وَلَا تُجَالِسُوهُمْ فَتَصِيرُوا عِنْدَ النَّاسِ كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ وَ قَرِينِهِ. الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج2 ؛ ص375
هذا يفسد سمعتكم، سيؤثر في دينك عندما تجلس معه وتصاحب وتدمن على هذه المصاحبة هذا يؤثر فيك.
وأما دور العلماء في هذا المجال: عليكم أن تعرفوا أهل البدع يحاربون العلماء أولاً، كما ترون في الحروب المضادات الجوية هي المتصدية لهجوم الطائرات وما إلى ذلك من الصواريخ، أول شيء يقومون به ضرب محطات الرادارات، مرابض المدفعيات المضادة لصواريخ الجو... وما إلى ذلك. لماذا؟ لأنهم يعرفون هؤلاء أول ما يتصدوا للصواريخ... فلذلك يقولون أولاً نضرب هؤلاء وبسهولة نستطيع أن ندمر ما نريد، هذا ما يفعلونه على الصعيد العسكري.
على الصعيد الثقافي أيضا نفس الشيء، أولا يقولون الحوزات العلمية أطلقوا علماء الدين، كما ترون هؤلاء المبدعين والمبتدعين الجدد، الذين إما تزرعهم الأجهزة الاستخبارية للأعداء، وإما تستغلهم هذه الأجهزة.
السيد علي محمد الشيرازي قبل أكثر من مئة سنة وربما مئتين سنة، كان يعيش ويدرس في النجف عند علمائنا الكرام بعد فترة انحرف عن الحق وبدأ يقول أنا باب الله أنا باب الإمام صاحب العصر والزمان، بعد فترة تعدّى إلى شيء أكثر من استغله؟ البريطانيون جاءوا إليه واستفزوه واستغلوه وشجّعوه على هذه الكلمات التي كان يقولها، حشّشوه وأعطوه الحشيش وما إلى ذلك حتى يغيّر في مخّه، ويجعله يقول يهذى أكثر باسم الدين فأسس البابية في الأمة الإسلامية، وبعده تلميذه شيخٌ آخر كان يدرس في الحوزة اسمه حسين علي نوري المشهور ببهاء الله هو أيضا أسس البهائية، البهائية من يحتضنه؟ النظام الصهيوني، يعني مقرهم في عكا، هؤلاء كانوا يدّعون أنهم نواب الإمام صاحب العصر والزمان وأمور أخرى أيضا، كما ترون المبتدعون طبعاً تشجعهم تستفيد منهم الأجهزة الاستخبارية خصوصاً بريطانيا العظمى التي هي دولة يعني هذا الثعلب المستعمر الذي نحن نعرفه بهذا الشيء بهذا الخداع وهذا أمر مشهور ومعروف إلى الآن.
هؤلاء لهم يد طوية في هذه الأمور، هذه الأيادي الخبيثة. ومنذ مدة كما تعرفون كان هناك شخص الذي كان يتصل ومرتبط بالأجهزة الاستخبارية لنظام صدام البائد اِدّعى أنه هو نفس اليماني الذي ستبشر الأحاديث به أنه هو في أعتاب ظهور الإمام الحجة عليه الصلاة والسلام هو سيأتي ويدعي أنه هو ابن الإمام صاحب العصر والزمان وما إلى ذلك. من يحتضنه؟ من يموّله؟ ومن يؤيده؟ وماذا يقولون هؤلاء؟ هؤلاء يهجمون أولا إلى الحوزات العلمية إلى سماحة آية الله السيد السيستاني وما إلى ذلك من العلماء، كما سمعنا أنه هو مطرود من مدرسة الشهيد آية الله محمد صادق الصدر هو الذي طرده، والآن أصبح يدّعي أنه هو اليماني كما تعرفون هذا أمر مهم أنهم يهاجمون العلماء يعني لهم هجوم استباقي على العلماء الذين دورهم هو الهجوم على هؤلاء وضرب هؤلاء والتصدي لهجوم هؤلاء المبتدعين.
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَهُ فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج1 ؛ ص54
إذا لا يقوم العالم بالتصدي للمبتدعين ستكون لعنة الله عليه، كما في المجتمع الإسلامي في الأمة كم من هؤلاء العلماء الذين هم المبتدعون وهم الذين يؤيدون البدعة؟ هؤلاء الذين يضربون ويخنقون المقاومة الإسلامية في غزة بهذه الحجة أن هؤلاء داعمين ومدعومين من قبل الروافض على حد قولهم، يحيى السنوار عندما استشهد لماذا الذي يدعي أنه عالمٌ إمام في جامع في الحجاز وفي البلاد الإسلامية؟ لماذا هو يبدي ويفرح؟ أليس هو مؤمن صالح قاتَل الكفّار قاتَل الصهاينة قاتَل قتلة الأنبياء فلماذا أنتم تتهمونه بالبدعة؟ أي بدعة أنتم المبتدعون ؟ كما تعرفون المبتدع يتشدق بالشعارات الإسلامية، الذي رفع الأذان في المسجد الأموي أمام الإمام زين العابدين عليه السلام كان بنيابة طاغوتٍ كان يقول: أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يشهد بالرسالة ولكن في عمله يقاتل الرسالة يخالف الرسالة، أهل البدعة لا يصرحون بأنهم يريدون الإفساد في الدين بل هم يتظاهرون بالدين.
كما أن هؤلاء هكذا عملوا، الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه قال الحج فيه براءة من المشركين كما أن الله تعالى أمر بهذه البراءة من المشركين فلذلك كان يقول فلترفع أصواتكم بالتكبير بالتهليل وبشعارات الموت لأمريكا الموت لإسرائيل بجانب الكعبة المشرفة. كما تعرفون قالوا أن الإمام الخميني ابتدع في الدين هذا شيء جديد غريب وعجيب هذا جديد القرآن جديد ما قرأتم هذه الآية في سورة التوبة P وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ O هذه آية قرآنية، من هم المشركون؟ على رأس المشركين الولايات المتحدة والصهاينة، فلماذا لا نهتف عليهم؟ رأيتم أن في هذه السنة بعض المؤمنين الحجاج السعوديون اعتقلوهم لماذا اعتقلوهم؟ لأنهم حملوا راية فلسطين، كانوا يريدون أن يدافعوا عن الأطفال عن الأبرياء عن النساء وعن المجاهدين قالوا: هنا ليس مكان للسياسة! أي سياسة؟ّ! الإسلام أولاً دين فيه سياسة أمور وسياسة الناس، الأئمة ساسة الناس، النبي هو كان يدير أمور الناس وكان يحشد قواه وجنوده في المسجد والمسجد هو مكان لهذا الأمر، هذه ليست تيارات سياسية بل المسلمون مقابل المشركين! أنتم في أي جبهة؟ إذا أنتم مع الصهاينة يجب أن تصرحوا وتقولوا نحن مع الصهاينة هكذا سياسة لا نريده لأننا في هذه السياسة نحن بجانب الصهاينة، هذا هو حقيقة كلامهم لكن يستحون أن يصرحوا به، ويقولون ممنوع.
هذه بدعة وهؤلاء المشايخ المزورين المزيفين، هؤلاء ليسوا علماء دين هؤلاء المبتدعون، هؤلاء يخططون لأجل الطواغيت. النبي صلى الله عليه وآله فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعُونَ دَرَجَةً بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ حُضْرُ ارتفاع الفرس في عدوه الْفَرَسِ سَبْعِينَ عَاماً وذَلِكَ لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَضَعُ الْبِدْعَةَ لِلنَّاسِ فَيُبْصِرُهَا الْعَالِمُ فَيُزِيلُهَا وَالْعَابِدُ يُقْبِلُ عَلَى عِبَادَتِهِ. منية المريد ؛ ص100
النبي صلى الله عليه واله وسلم في قوله في كلام آخر يقول فضل العالم على العابد سبعون درجة بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاماً، يعني العالم له فضل على العابد الذي لا يبالي ماذا يجري في المجتمع، لا يبالي ماذا يحدث يشتغل بذكره، يا الله سبحان الله الحمد لله، لا يبالي، يقتل الناس، يقتل الأبرياء، يقتل الأطفال في غزة وفي لبنان لا يبالي تدمّر بيوت الأبرياء لا يبالي، أي شيء فقط يركع يسجد يركع يسجد بلا معنى، بينهما بول شاسع و ذلك لأن الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها والعابد يقبل على عبادته،هذه العبادة لا تنفع ليست عبادة حقيقية لأنه لا يهتم بأمور المسلمين، من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين رجلا لا يقول مسلما ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم هو ليس مسلما! كيف يدّعي أنه يعبد الله ولا يبالي ماذا يحدث؟ على كل حال كما ترون المبتدعون يلعبون بالمبادئ ويغيرون المبادئ يؤسسون أشياء أنت تظن أن هذا دين وليس هو دين الله تعالى. والله بريء من مثل هذا الدين، فعلى العلماء أن يتصدوا لهذه المشكلة وهذه الظاهرة المشؤومة الفاسدة.
الخطبة الثانية
نبارك لكم ذكرى ولادة السيدة زينب (عليها السلام) هذه السيدة التي منَّ الله علينا بأن نكون بجوارها.
بالنسبة للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة نقول: بأنه لا يهمنا من يُنتخب رئيساً للولايات المتحدة، كما تعرفون هؤلاء كلهم كلمة واحدة الكلمة الخبيثة التي اجتثت من فوق العقل، حقيقة الولايات المتحدة هي حقيقة الاجرام بحق الشعوب المستضعفة وليس شيء أكثر من هذا، لا فرق بين أن يأتي وينتخب شخص كمرشح للجمهوريين أو الديمقراطيين، هؤلاء كما ترونهم الديمقراطي كيف ضرب غزّة ولبنان؟ كما أننا أيضا لنا خواطر وذكريات مؤلمة من أيام الديمقراطيين في إيران، يعني ما حدث في عهد الشاه المقبور من بدايات ثورة الإمام الخميني حتى انتصار الثورة نحن وجدناهم أنهم كانوا أهل القمع وكانوا يشجعون الشاه مستبداً على ضرب الضعفاء والمؤمنين في الجمهورية الإسلامية لا فرق بينهم أبداً.
سماحة الإمام القائد التقى مع أعضاء مجلس الخبراء حيث تحدّث سماحته عن المقاومة اِستناداً إلى وعود الله التي لا ريب فيها. هذا كلام السيد القائد، وبناء على تجارب حزب الله وحماس في المواجهة خلال العقود الماضية فإن الأحداث الأخيرة ستؤدي حتما إلى انتصار جبهة الحق والمقاومة.
أتذكر أني عندما تشرفت بلقاء السيد الشهيد تحدث عن هذا الأمر، وقال: نحن عندما يقول سماحة السيد القائد أننا ننتصر نحن مطمئنون أننا ننتصر، قالها سماحة السيد في عام2000 وفي عام 2006 عندما بلغت القلوب الحناجر، سماحة السيد القائد وبلسان الحاج قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه أبلغ إلينا هذا الأمر أنكم منتصرون، حتما ننتصر وانتصرنا، وسماحة السيد القائد بالنسبة لأحداث سوريا وللحرب الكونية قال هذا النظام سيبقى وقد بقي وهؤلاء مسلحون لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا، الآن أنا أقول السيد القائد مستنداً إلى الوعود الإلهية.
المقاومة في حماس وحزب الله هي بحمد الله تعالى باقية صامدة قائمة منتصرة.
سماحته قال العدو المدجج بأنواع الأسلحة العسكرية والسياسية والدعائية والاقتصادية وكذلك المعتمد على دعم الفاسقين الكبار في العالم مثل الرؤساء الأمريكيين لم يستطع أن يفعل شيئاً، وإنزال الهزيمة به خير دليل على تزايد قدرات حزب الله خطوة بخطوة وتحوله من مجموعة صغيرة من المجاهدين في سبيل الله إلى تنظيم ضخم. وأضاف سماحته نفس هذه التجربة المنتصرة موجودة أيضاً بشأن المقاومة في فلسطين إذ خاضوا أيضاً من عام 2008 حتى اليوم تسع مواجهات مع الكيان الصهيوني وانتصروا عليه في كل مرة.
ورأى سماحته أن المنتصر الحالي في المعركة ضد الاحتلال الصهيوني هو المقاومة في فلسطين، وأضاف كان هدف الصهاينة من هذه الحرب هو القضاء على حماس لكنهم رغم ارتكابهم مجازر راح ضحيتها عشرات الآلاف من البشر، وقتلهم لقادة المقاومة وحماس. ورغم عرضهم لسورة قبيحة وكريهة ومدانة في العالم، لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، لا تزال حماس مستمرة في مقاومتها، فهذا يعني هزيمة الكيان الصهيوني.
قال سماحته: ثمة بعض الأشخاص تصوراً منهم أن حزب الله قد ضعف، راحوا يقدحون بألسنتهم أفعال حزب الله في لبنان وفي سائر الأماكن، هم يخطئون وهؤلاء غارقون في الوهم، حزب الله قوي ويكافح، نعم لا تحضر بينهم شخصية بارزة ومهمة مثل سماحة السيد حسن نصر الله أو سماحة السيد هاشم صفي الدين وأمثالهما، لكن المنظمة حاضرة بحمد الله، برجالها وبقدراتها المعنوية وروحيتها العالية، لم يتمكن العدو من التغلب عليها ولن يتمكن إن شاء الله.
وأكد سماحة السيد القائد سوف يشهد العالم والمنطقة ذاك اليوم الذي يتلقى فيه الكيان الصهيوني هزيمة واضحة على أيدي هؤلاء المجاهدين في سبيل الله إن شاء الله.
والحمدلله رب العالمين