۲٠۲٤/۱۱/۲۵ ۲۱:۲۲:۲۹
خطبة الجمعة لسماحة السيد الدكتور عبد الله نظام (زيد عزه) بتاريخ 20 جمادى الأولى 1446 ه.


                                  بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد عبد الله نظام (زيد عزه)، بتاريخ 20 جمادى الأولى 1446 ه.

الخطبة الأولى:

يقول تعالى في كتابه الكريم يصف بعض المواقف العصيبة التي حلّت بالمسلمين، وذلك ما يتعلق بغزوة الأحزاب، اذ يقول تعالى في كتابه الكريم P إِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلْأَبْصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠  وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا O  غزوة الأحزاب هي غزوة اجتمعت فيها كل القبائل العربية بقيادة أبي سفيان  على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحاصروا المدينة المنورة، واجتمعوا عليها بجيش عظيم ليبيدوا الإسلام وينتهوا من المسلمين.

وكان بالمسلمين جراحات كثيرة خلّفتها غزوة أحد، فكان بهم ضعف، وهؤلاء لما رأوا جيوش الأحزاب وقد أحاطت بهم من كل حدب وصوب، أصابهم الخوف والخوف طبيعة إنسانية لا يمكن الخلاص منها، لكنها تتفاوت بتأثيراتها ودرجاتها بين الناس، لذلك الله عز وجل يقول وإذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، يعني من كل جهة من حولكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، هذا تعبير عن شدة الخوف الذي أصاب المسلمين في ذلك اليوم، وتظنون بالله الظنون إلى حد التشكيك بالله عزّ وجل بصحة نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزل زلزالاً شديدا، هذا صار فيه امتحان كبير وعظيم للمؤمنين في ذلك الموقف، ونحن محبّو أمير المؤمنين عليه السلام نذكر مقالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم بعلي عليه السلام ضربة علي يوم الخندق تعدل عمل الثقلين إلى يوم القيامة، وذلك لأنه هو الذي استطاع أن يتغلّب على عقدة الخوف عندما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين من لعمرو وأنا أضمن له على الله الجنة، فأطرقوا برؤوسهم إلى الأرض، لا يجرؤ أحدهم النظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحده علي هو الذي قال لرسول الله أنا له يا رسول الله وكان أن قتل علي عمرا، فسلام الله عليك يا أمير المؤمنين من ضربة ضربتها لعمرو بن ود العامري أذهلت قريش والأحزاب، وجعلتهم يتراجعوا عن المدينة المنورة، ويتخلّوا عن غزوة الأحزاب، هذه الضربة كانت علاجاً للموقف، وأثرها الأهم أكثر من قتل عمرو ابن ودٍ العامري، إنما هو إخراج  المسلمين من حالة الخوف والهلع التي كانوا عليها.

يقول ربنا جل شأنه بعد هذه الكلمات P وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًاO  هؤلاء لما رأوا اجتماع الأحزاب من حولهم تزلزلوا وهم أصحاب الايمان الضعيف الذين في قلوبهم مرض والمنافقون الذين يبطنون كفرا ويظهرون إيمانا قالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وعد الله عز وجل بالنصر للمؤمنين هذا الوعد ليس وعدا صحيحا.

 ما أشبه اليوم أيها الأعزة بالأمس، نحن في هذه الأيام نعاين حالة قريبة من هذه الحالة، لا شك ولا ريب أن المقاومة الإسلامية فجعت بأمينها العام، وفجعت بمعاونيه السياسيين والعسكريين، وهذا أمر حقيقي وواقع،  وقد أصاب الناس خوف شديد وأصاب الناس هلع وجزع نتيجة القتل والتدمير الذي يجري على يد الآلة الإجرامية الصهيونية الأمريكية، وفي مؤامرة عالمية، كل دول العالم تساند هذا المجرم الكبير نتنياهو، بحيث لم يعد يأبى لا لدولة ولا لرئيس ولا لسياسة ولا لقرارات دولية ولا لشيء، هو يريد أن يعيش في الأرض فساداً كما يشاء، بطبيعة الحال هذا يؤثر في نفوس المؤمنين، والله سبحانه وتعالى في مورد الاختبار والامتحان له أن يقرر كيفية الامتحان كما يشاء، أن يكون هنالك شدة أن يكون هنالك ابتلاء، أن يكون هنالك قتل، أن يكون هنالك دم، أن يكون هنالك خراب في بلاد المسلمين، هذا كله يخضع لطريقة الامتحان التي يريدها الله عز وجل. الله عز وجل يقول في كتابه الكريم  P أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ O

نحن مشكلتنا أيها الأعزة هي هذا الضعف بالإيمان، الذي لا يصل الاعتقاد فيه إلى عالم الغيب كالاعتقاد بعالم الشهود، نحن نعتقد ونتيقَّن ما حصل بأيدين، ما نراه بأعينن، أما ما ادّخره الله تعالى للمؤمنين من عظيم الأجر والثواب ومن علاقة الآخرة بالدنيا فهذا عمليا هو غائب عنا لا نلتفت إليه ولا نعتني به كثيرا، ولذلك نمر بهذه الحالات. أما الذي يعتقد بربه يكون على يقين في كتابه موقن بكلماته موقن بتحقق وعده لا يصل به الحال إلى هذه الحالة، فلذلك أيها الأعزة نحن مطالبون في الواقع أن نعيد النظر في إيماننا في يقيننا بطبيعة الفكر الديني الذي نحمله والذي نتلقاه أحياناً من بعض أساتذتنا. بعض الناس يقولون الآن أين صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ألسنا نعتقد أنه حي بيننا؟ ألا ينظر إلى مأساتنا؟ ألا يعلم الفجيعة التي ألحقت بنا؟ والأذى الذي أوذيناه أين هو؟ أين عنايته ورعايته ولطفه بالمؤمنين وعلاقته العالمين؟ لتكون لنا النجاة بذلك من هذه المحنة، بعض الناس بدأوا يشككون حتى في أمورهم العقدية، هذا شبيه بقول المنافقين والذين في قلوبهم مرض، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا، لذلك أيها الأعزة الامتحان الرباني الذي يقرره هو الله عز وجل، والذي يدير حركته هو الله عز وجل، ونحن في الآية الثانية التي تليت عليكم جاء فيها P حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ O

 الرسول كان يقول يا رب أين نصرك الذي وعدت؟ من الشدة التي أصابت المؤمنين، فأنتم أيها الأعزة عليكم أن تكونوا ثقة بنصر الله ألا إن نصر الله قريب.

الله عز وجل يقول في كتابه الكريم P كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِO  ويقول في كتابه الكريم  Pإِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِO  هذه وعود ربانية أيها الإخوة. المهم فيها أن نكون من الصابرين، وأن نكون من المؤمنين وأن نكون على يقين من وعد الله عز وجل، P إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ. O ما قال بأن لهم الأرض، قال بأن لهم الجنة، لأن الجنة هي الحياة الدائم هذه الحياة التي نعيشها هي متاع الغرور كما عبّر عنها القرآن الكريم، لذلك نحن في الواقع بحاجة إلى مراجعة لإيماننا لقرآننا لمفاهيمنا حتى نتبين الطريق الصحيح من الطريق الخاطئ والموقف الصحيح من الموقف الخاطئ.

 أيها الأعزة ان هذه الأمة الإسلامية تعاني من أربعة نقاط حاليا:

 الأولى هي استلاب القيم والمفاهيم والدين والأخلاق، وهذا ما  تعيشه مجتمعات الأمة الإسلامية، كانت هنالك تركيز على عنصر بالتشكيك العقدي وبالدعوة إلى الفساد وتسويل الفساد وتسهيل الفساد وتقديم وسائل الفساد عبر منصات التواصل الاجتماعي، هذا أمر نعاني منه في بيوتنا وفي شوارعنا وفي مدارسنا وفي جامعاتنا وفي وسائل إعلامنا في كل جهات حياتنا نستنشقه مع الهواء ونشربه مع الماء، هذا يتطلب منا حذرا ودقة وشدة في ملاحظة أنفسنا ومراقبة أبنائنا وتغذيتهم بالقيم الدينية والأخلاقية والتعرف على مشكلاتهم علاجا صحيحا حقيقيا.

والنقطة الثانية التي نعاني منها هي الفرقة: الفرقة داخل الطيف الواحد والفرقة بين الأطياف،  المذاهب الإسلامية هي في نهاية المطاف وجهات نظر، طريقة فهم لبعض النصوص التي لها علاقة بشؤون العقيدة، التي لها علاقة بالفروع، لأنه لا يمكن أن نتهم كل المسلمين في العالم الاسلامي بأنه يتعمد الخروج عن النص، هنالك مشكلة من ألف وأربعمائة عام حصلت وأثرت أثرها ليس فقط على تقسيم العالم الإسلامي إنما على طريقة الفهم وطريقة الاتباع في العالم الإسلامي، لذلك من هذه الجهة علينا أن يلتفت بعضنا إلى بعض على أننا جميعاً إخوة في دين واحد هو دين الإسلام، وأن علينا جميعا أن يحترم بعضنا بعضا على هذا الأساس وأن علينا جميعا أن نتحسس الخطر المحدق بنا جميعا، الذي لن يوفر فريقاً ويهدم فريقاً آخر، كل المسلمين في خطر على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، المشكلة هي في ثأر أولئك المشركين من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن المسلمين.

 نتنياهو اللعين قال علناً أن خيبر لن تعودـ، لن تتكرر مرة ثانية، هو لا يتحدث بالنسبة إلينا نحن كأتباع لعلي عليه السلام، هو يتحدث بالنظر إلى جميع المسلمين، لن تكون هنالك هزيمة نكراء لليهود مرة أخرى في نظره، والله سبحانه وتعالى غالب على أمره ليتبِّروا ما علوا تكبيرا، فمن هذه الجهة  الذي يرى أنه هو وجملة إخوانه محاط بخطر واحد عليه أن يكون مع إخوانه صفا واحدا. إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا  كأنهم بنيان مرصوص ما قال كأنهم كتل متفرقة، كأنهم بنيان يعني كأنهم شيء واحد، فهذه الفرقة هي المرض الثاني.

المرض الثالث هو قلة الوعي والخضوع للشائعة  وهذا أيضا مرض فتاك، نحن الآن بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي يفبرك خبر كاذب، يأتي إلى صفحتك، أنت تقرأه، تعممه على الصفحات التي ترتبط بها، يعني أنت تنشر الكذب وأنت لا تدري، وأنت تنشر الخطأ والخطر وأنت لا تدري، لذلك هذه من الأمور التي علينا أن ننتبه إليها أيها الأعزاء تشخيص الموقف ينبغي أن يكون على أساس مفهوم ثابت أن اسرائيل وأمريكا لا تريد للإسلام ولا للمسلمين أن تقوم لهم قائمة في أي زاوية من زوايا الأرض وينبغي أن تكون قائمة على أساس أن الديانة اليهودية التلموذية تنظر إلى جميع الناس على أنهم خدم وعبيد لليهود وأنه لحاكم اليهود أن يقتلهم إنما رويدا رويدا حتى لا يكثر على اليهود وحش البرية. هذا نص توراتي تلموذي أيها الاعزة، بزعمهم قال ربهم لملكهم لا تقتلهم جميعا، اقتلهم رويدا رويدا حتى لا يكثر عليك وحش البرية، وحتى يأتي إليك ملوكهم طائعين خاضعين، تعبير عن الناس بالوحوش حتى لا يكثر عليك وحش البرية، يعني إذا أنت أردت أن تعادي جميع الناس سوف يتحدوا عليك وسوف يتكاثرون ويكثرون أمامك لذلك رويدا رويدا لأن لا تكثر عليك تلك الوحوش. هذا دين سماوي؟ هذا دين شيطاني، فيه عداوة للإنسان وللإنسانية، وهو الآن مسيطر على العالم كما تعرفون، لذلك لا بد أيها الأعزة من أن يكون عندنا  بالرؤية بالقرار، هؤلاء لا يصح أن يهادنوا ولا يصح أن يستكان إليهم، هؤلاء معركتنا معهم معركة مستمرة حتى يأتي الله بنصره، ونحن كمسلمين لا نبالي إذا جاء لنا النصر أو جاءتنا الشهادة، في كلا الأمرين هنالك فوز عظيم، لذلك من هذه الناحية لا ينبغي أن أحدا يقنط وييأس ويخنع ويتراجع ويفكر بالمسالمة مع أولئك الصهاينة.

أيها الأعزة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بيَّن طريقه بالحياة وطريقته في فهم الدين وتحديد المواقف قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، فأنتم أصحاب البصائر،  أتباع عبيد الله بن زياد لما بدأ أفراد جيش عمر بن سعد يخرجون للمبارزة أمام أصحاب الإمام الحسين عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام وبدأ أصحاب الحسين عليه السلام يقتلون أولئك المنافقين بالعشرات التفت عمر بن سعد إلى جيشه وقال لهم لو بقيتم تخرجون إليهم فرادى لقتلوكم عن آخركم، أنتم تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر، هذا المهم أهل البصائر، لأن هؤلاء على يقين من دينهم وعقيدتهم وصحة موقفهم، ونحن أيها الأعزة إن شاء الله أهل البصائر ونحن  فرسان الجهاد، وسنستمر بموقفنا وجهادنا حتى يأتي الله بنصره إن شاء الله.

الخطبة الثانية:

من الأمور التي أحب أن أذكر بها أنه كما تعرفون ولله الحمد قد تم ملء كل الفراغات في جبهة المقاومة من جهة القرار السياسي ومن جهة القرار الجهادي، فالخسارة  التي منينا بها أعان الله عز وجل المؤمنين في المقاومة الإسلامية في حزب الله على سدّ تلك الثغرات بقادة آخرين ليستوي الأمر وليمكن اتخاذ القرار ولتستمر المعركة ومقابلة العدو.

 هنالك حرب جديدة تسوّق الآن عبر التشكيك بقدرات القادة الجدد، نحن لا شك ولا ريب، قلوبنا نفوسنا أرواحنا معلّقة بسماحة الأمين العام السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، ومن الصعوبة بمكان أن يملأ ذلك الشعور الجامح القوي أي أحد آخر يأتي بعده إلى حين،  الحرب التي الآن تشن علينا هي بالتشكيك بقادة المقاومة الجدد، أنه هنالك مقايسة بين فلان وفلان، فلان ليس مثل فلان، من قال أن الثاني يجب أن يكون مثل الأول، هذا أول شيء، نحن أئمتنا عليهم أفضل الصلاة والسلام نعتقد أنهم جميعا هم نفس واحدة وأن أولهم محمد وأوسطهم محمد وآخرهم محمد، من منكم يستطيع أن يوازن بين الحسن والحسين عليهما السلام، بطبيعة الحال نحن متعلقون بالحسين عليه السلام ونظلم الإمام الحسن عليه السلام، نحن الإمام الحسين عليه السلام نذكره إذا شربنا وإذا سافرنا وعند أمواتنا، نزوره في ليلة القدر، نزوره في يوم عرفة، كلما جاءت مناسبة دينية ذكرى للإمام الحسين عليه السلام، الإمام الحسن أين هو؟ لم لا نذكره في المناسبة؟ أليس إماما معصوما كالإمام الحسين عليه السلام؟ السبب هو التعلق بالإمام الحسين عليه السلام من خلال فاجعة كربلاء، من خلال الصورة التي حصلت والقضية التي حملها الإمام الحسين عليه السلام حسب ظروف زمنه بحيث اضطر أن يدفع بنفسه وبأهل بيته وبالخلص من أصحابه في معركة يعلم أنه يستشهد فيها معهم جميعا وتسبى نساؤه فيها وأولاده فيها، وبقي مستمرا فيها إلى آخر نقطة لأنه يريد أن ينتصر الإسلام وأن يحفظ الدين، بقية أئمتنا عليهم أفضل الصلاة والسلام لم يتعرضوا إلى ما يشبه هذا الامتحان، سجنوا قتلوا دس لهم السم، لكن لم يتعرضوا مع شيعتهم إلى مثل هذا الامتحان، لذلك تنشأ هنا علاقة عاطفية بطبيعة الحال بين شدة الامتحان والصبر على البلاء الذي مثلته كربلاء.

 نحن في الواقع عندما نتذكر سماحة الأمين العام السيد حسن رضوان الله تعالى نتذكر ما يقارب الأربعة عقود ما يقارب الأربعين عاما من الجهاد، نتذكر الانجازات التي تحققت في عهده، تحرير الجنوب ،انتصار عام ألفين وستة، البناء القوي لحزب الله، إعادة إعمار لبنان بعد عام ألفين وستة، نتذكر الكثير من المواقف ومن الانتصارات التي تحققت على عهده، نتذكر جاذبيته الشخصية طريقة حديثه تحريك يده وإصبعه، كل له طريقاً في الحديث وله طريقة في الكلام، لا يمكن أن نطالب أحداً أن يكون مثل الأول أو مثل الآخر، أن يقلده بنفس الطريقة وأن تكون له ذات الجاذبية.

نحن ما نريده في الواقع هو الجدية والحزم في الموقف، نحن مع الأخ الكريم سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ  قاسم نلمس فيه قائداً محنكاً جازماً حازماً مجاهداً هو كان في خدمة المقاومة الإسلامية وكان رفيقاً لسماحة الأمين العام ونائباً له كل تلك المدة الماضية، فلذلك لا ينصح أن يشكك أحد، والقادة المجاهدون أيضا هم مدارس جهادية، المدرسة الجهادية لها تلاميذتها وطلابها لا تقتصر على شخص قائدها، لذلك نحن نرى في القادة الجدد الذين جاؤوا نرى فيهم عماد مغنية ونرى الحاج محسن ونرى فيهم الحاج ابراهيم عقيل ونرى فيهم كل القادة الذين استشهدوا،  هؤلاء أبناء أولئك وتلاميذ أولئك ومن مدرسة أولك، عندهم كل القدرة وكل الإمكانيات والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت في السابق ولا تزال في الحاضر وستبقى في المستقبل أيضا إلى جانب المقاومة الإسلامية في خندق واحد، بل علينا أن نعرف أن المقاومة الإسلامية هي ابنة الثورة الإسلامية المباركة، هذا الأمر لم يأتي من فراغ ونحن الآن في هذا الزمن  برعاية أبوية كريمة من سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، وتأييداً عظيماً من الجمهورية الإسلامية  وشراكة في المعركة، ونرى أيضا إلى جانب ذلك رعاية أبوية كريمة من سماحة الإمام السيستاني أيضا في النجف ونحن لا بد أن نكون واثقين كل الثقة بأن العاقبة والنصر ستكون للمؤمنين، لا ينبغي أن نجعل شائعة هنا وشائعة هناك، تزلزل موقفنا أو تبعدنا عن جهادنا أيها الأعزاء. والحمد لله رب العالمين.