۲٠۲۲/٠۷/٠٤ ۱۱:٤۵:٠٠
خطبة صلاة الجمعة1 ذي الحجة1443 لحجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ حميد صفار الهرندي


                                 

 

                               بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 1 ذي الحجة 1443ه:

الخطبة الأولى

مما كنا نتحدث عنه في نمط الحياة وفقاً للرؤية الاسلامية وصلنا إلى أنه كيف يتم الاحسان إلى بني البشر من غير المسلمين، من الموحدين يعتقدون بكتاب من كتب الله تعالى من اليهود والنصارى والمجوس وما إلى ذلك من أصحاب الأديان السماوية، وذكرنا أمثلة على المعاملة الانسانية مع أهل الكتاب.

السادس من هذه الأمثلة هو الإحسان برفيق السفر من أهل الكتاب، فإذا رافقك شخص من أهل الكتاب في سفر  عليك أن تعامله معاملة جيدة مناسبة لإنسان، ولو أنه ليس مؤمناً متديناً بالدين الإسلامي.

عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) عن آبائه أن أمير المؤمنين (عليه السلام) «إن أمير المؤمنين (عليه السلام) صاحب رجلاً ذمياً، فقال له الذمي: أين تريد يا عبد الله؟ فقال: أريد الكوفة. فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال الذمي: ألست زعمت أنك تريد الكوفة؟ فقال له: بلى. فقال الذمي: فقد تركت الطريق. فقال له: قد علمت. قال: فلم عدلت معي وقد علمت ذلك؟ فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا (صلى الله عليه وآله).فقال له الذمي: هكذا قال؟ قال: نعم. قال الذمي: لا جرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، فأنا أُشهِدُك أني على دينك، ورجع الذمي مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما عرفه أسلم" (الكافي، ج2، ص670).

هكذا تصرف إنساني يجعل ذمياً يعتقد بالإسلام ويعتنقه، كما أن التصرف الخاطئ وغير الملائم للقيم الإسلامية قد يجعل المسلم يخرج من الدين إذا كان ضعيف الإيمان إذا رأى تصرفاً خاطئاً من الذي يدعي الإيمان، هذا يؤثر عليه سلبياً كما علمنا أهل البيت (عليهم السلام).

وكم لهذه الحادثة من مثيل من تصرفات أهل البيت (عليهم السلام) جعل الناس يصبحون مسلمين مؤمنين، وهكذا يعلّمُ أهل البيت (عليهم السلام) بعملهم كما قالوا "كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم" (الكافي، ج2، ص64)، هكذا كان أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) ويجب على أتباعهم أن يكونوا هكذا.

وهناك مثال آخر على المعاملة الانسانية مع أهل الكتاب، هو جواز مراجعة الطبيب من أهل الكتاب، وتعرفون أن الطبيب الذي عاين الإمام علي عليه السلام عندما ضُرب كان طبيباً يهودياً ولم يكن مسلماً، فهذا لا بأس به إذا كان الطبيب خبيراً في هذا المجال.

"عن أبي جعفر الباقر (عليه الصلاة والسلام) ... عن الرجل يداويه النصراني واليهودي ويتخذ له الأدوية، فقال الامام (عليه السلام) لا بأس بذلك إنما الشفاء بيد الله تعالى" (طب الأئمة، ص63)، نعم الشفاء بيد الله تعالى ولكن التداوي يكون بأسباب، وقد يكون السبب طبيباً مسلماً أو غير مسلم.

ومن الأمثلة التي أريد ذكرها من المعاملة الانسانية لأهل الكتاب هو مراعاة حقوق الذمي في أحاديث أهل البيت، ومنها ما ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام)، وتعرفون هذه الرسالة وربما قرأتموها كاملة، فإن لم تكونوا قرأتم أوصيكم بأن تقرؤوا هذه الرسالة القيمة، التي تذكر كل من له حق عليك من الأب والأم والجار وما إلى ذلك من المعلم والمتعلم وما شابه ذلك.

يقول الإمام (عليه السلام) في فقرة من هذه الرسالة: "وحق أهل الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل منهم، ولا تظلمهم ما وفوا لله عز وجل بعهده" (مكارم الأخلاق للطبرسي، ج1، ص424)، فما دام هؤلاء لم يخالفوا عهدهم فلتكن على عهدك مع الله تعالى بأن لا تظلمهم، وتراعي حقوقهم.

وأما المثال التاسع من المعاملة الانسانية مع أهل الكتاب فهو تذكُّرُ جزاءِ ظلم أهل الذمة، يقول الإمام زين العابدين عليه الصلاة والسلام في رسالة الحقوق: "وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك وبينهم من معاملة، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حائل؛ فإنه بلغنا أنه قال: من ظلم مُعاهَداً كنتُ خصمَهُ، فاتّقِ الله ولا حول وقوة إلا بالله" (تحف العقول، ص272).

المعاهد يعني الذمي الذي على عهد مع الحكم الإسلامي، كما لو دفع ضريبة خاصة لأهل الذمة، وعاهد النبي ألا يخالف قوانين الحكومة الاسلامية، فما دام يفي بهذا العهد فالحكم الإسلامي يراعي حقه.

وأما المثال الأخير العاشر من الأمثلة حول المعاملة الإنسانية لأهل الكتاب فهو الدفاع عن أهل الذمة، وهنا لا يكتفي بالقول: لا تظلمهم؛ بل يقول دافع عن حقهم، وقد سمعتم كثيراً تلك القصة في نهج البلاغة وقرأتم كلام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) حين هجم جلاوزة معاوية على بلدة من البلاد التي كانت تحت حكم الإمام عليه الصلاة والسلام، وسلبوا بعض النساء الذميات والمسلمات، فيقول الإمام عليه السلام: "  وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالْأُخْرَى المُعَاهَدَة، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا[يعني الخلخال من رجلها] وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا  وَرِعَاثَهَا [يعني أقراطها]، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالْاسْتِرْجَاعِ وَالْاسْتِرْحَام، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ [جرح]،  وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً" (نهج البلاغة، الخطبة 27).

هذا ما قاله الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنسبة لسلب خلخال من رِجْلَي ذميّة يهودية أو نصرانية، ويقول الإمام إذا مات مسلم من هذا الأمر كان جديراً أن يموت ولا يلام لذلك.

هذه تعليمات ديننا الحنيف، وبالطبع فإن الذي قلناه هو بالنسبة للذمي الذي يراعي قوانين أهل الذمة ولا يجرم في حق الدولة الاسلامية في البلد الاسلامي، أما الذي يتجسس على المسلمين فلا يكون محترماً، والذي يحتل بيوتهم لا يكون محترماً، والذي يقتل الأبرياء منهم لا يكون محترماً، كما رأيتم ما فعله النبي (صلى الله عليه وآله) بالنسبة للجريمة التي ارتكبها بعض يهود بني النضير في حق امرأة مسلمة أهانوها، فقد هجم عليهم وطردهم من المدينة.

الخطبة الثانية

 وأما اليوم الأول من شهر ذي الحجة فقد ثبت الهلال فيكون هذا اليوم هو الأول لذي الحجة، في إيران وفي العراق ولعلهُ لدى بعض أتباع أهل البيت لم يثبت، كما أعلن في السعودية واتبعهم بعض المسلمين، وأظن بما أنه مستحيل أن يروا الهلال إذ لم يرهُ أحد مساء الأربعاء ولو بالتلسكوب، فواضح أنه اتباعٌ لغيرهم وليس من باب التحري والتيقن بأنه قد ثبت لهم الهلال. على كل حال فالذي يثبت لنا أن في البارحة قد ثبتت رؤيا الهلال واليوم هو الأول من ذي الحجة.

قد يقول بعضٌ: لماذا تقرأ الروايات، وبعض الأحيان بتفاصيلها؟ أنا أريد أن أجعلكم في أجواء ما حدث في مثل هذا اليوم، والمسلم المؤمن التابع لأهل البيت (عليهم السلام) يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، فكيف نفرح لفرحهم؟

كما أنهم بعضاً يقولون: ما ترك لنا بنو أمية عيداً، بما ارتكبوا بحق أهل البيت (عليهم السلام)، ولكننا نرى من سيرة أهل البيت بعد جرائم بني أمية وبني العباس أنهم في مواسم الأعياد – كما في عيد الغدير - كانوا يفرحون، وهذه الروايات تدل على هذا، ومن يقول غير هذا فهو يقول شيئاً من عند نفسه ويريد أن يحمل هذا على الدين. فعلى المؤمن أن يكون فرحاً.

في مثل هذا اليوم كانت ذكرى زواج النورين؛ فاطمة الزهراء سلام الله عليها وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، واليوم نجعل هذه الخطبة كاحتفال فيه لون من صبغة الفرح مشهودة إن شاء الله بأن أقرأ لكم هذه الأحاديث.

أتى أمير المؤمنين عليه السلام الرسول (صلى الله عليه وآله) فطلب يد ابنته فاطمة، فقال له النبي بأن رجالاً قد أقدموا على خطبتها، كما أخبره عن الكراهة التي شاهدها في وجه فاطمة عند اطلاعها بطلبهم، ثم طرح عليها الخطبة التي قدمها ابن عمه أمير المؤمنين قائلاً لها: إن علي ابن أبي طالب من قد عرفتِ قرابته وفضله وإسلامه، وإني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه، فسكتت فاطمة ولم تولّ وجهها، كما لم يرَ رسول الله فيها كراهة، فقام وهو يقول الله أكبر، سكوتها إقرارها، فأتاه جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد، زوّجْها علي بن أبي طالب، فإن الله قد رضيها له ورضيه لها.

وفي رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: فبينما صليت يوم الجمعة صلاة الفجر سمعت حفيف الملائكة وإذا بحبيبي جبرائيل ومعه سبعون صفاً من الملائكة متوّجين مقرطين مدملجين، فقلتم ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرائيل؟ فقال يا محمد إن الله تعالى اطّلع على الأرض اطّلاعة فاختار منها من الرجال عليّاً ومن النساء فاطمة فزوّج فاطمة من علي، فرفعت فاطمة عليها السلام رأسها وتبسّمت وقالت رضيت بما رضي الله ورسوله.

 قال أنس بن مالك أقبل عليٌ فتبسم النبي ثم قال: يا علي إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة فقد زوجكما على أربعمائة مثقال فضّة إن رضيت، فقال عليٌ عليه السلام: قد رضيت يا رسول الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير الطيب. قال أنس: فوالله لقد خرج منهما الكثير الطيب.

وهذا معنى قوله تعالى Pإنّ شانئك هو الأبترO، وقد بحثتُ في كثير من النقاط في العالم فما وجدتُ من نسل أولئك الذين نصبوا العداء لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ولكن في شمال افريقيا وجنوبها وشرقها وغربها، وفي شرق آسيا وجدت سادة من أبناء أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) هكذا كانت ثمار زواج علي من فاطمة سلام الله تعالى عليهما.

ويروي المفضّل عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: "لولا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفوٌ في وجه الأرض آدم فمن دونه" (مناقب آل أبي طالب، ج2، ص29).

وقد أراد النبي لهذه الخطبة أن يراها ويشهدها المسلمون بأجمعهم. فلذلك روي عن أم سلمة وسلمان الفارسي وجابر: لمّا أراد رسول الله أن يزوّج فاطمة عليّاً عليهما السلام قال له: اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثرك ومزوّجك بحضرة النّاس وذاكر من فضلك ما تقرّ به عينك، قال علي عليه السلام: فوالله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله، وإنّ وجهه يتهلّل فرحاً وسروراً. فقال (صلى الله عليه وآله) أين بلال؟ فأجابه مسرعاً لبّيك وسعديك يا رسول الله، ثم قال أين المقداد؟ فأجاب لبيك يا رسول الله، ثم قال أين سلمان؟ فأجاب لبيك يا رسول الله، ثم قال أين أبو ذر؟ فأجاب لبّيك يا رسول الله، فلما مثلوا بين يديه قال: انطلقوا بأجمعكم فكونوا في جنبات المدينة واجمعوا المهاجرين والأنصار والمسلمين، فانطلقوا لأمر رسول الله وأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجلس على أعلى درجة منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه ... أن قال: وإنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي علي بن أبي طالب، والله عز وجل قد زوّجه بها في السماء بشهادة الملائكة وأمرني أن أزوّجه في الأرض وأشهدكم على ذلك، ثم جلس رسول الله ثم قال: قم يا علي فاخطب لنفسك ...فقال... فإن النكاح مما أمر الله تعالى به وأذن فيه ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه وهذا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) رسول الله زوجني ابنته فاطمة على صداق أربع مئة درهم، وقد رضيت بذلك فاسألوه واشهدوا، فقال المسلمون زوّجته يا رسول الله ؟ قال: نعم، قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما.

وكيف جهّز الإمام النبي (صلى الله عليه وآله) لزفاف فاطمة؟ روي عن الإمام الصادق عليه السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام جاء بالدراهم، من أين حصل على هذه الدراهم؟ باع درعه وجاء بها جميعاً إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وسكبها في حجر رسول الله فقبض رسول الله منها قبضة وكانت ثلاثة وستين أو ستة وستين وكانت ثمن درع الإمام عليه السلام، فأعطى أم أيمن لمتاع البيت، وأسماء بنت عميس للطيب، وأم سلمة للطعام، وأنفذ معهن عماراً وأبا بكر وبلالاً ليبتاعوا ما يصلح للبيت من باقي الأثاث. ثم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قام حتى وقف على النساء فقال: إني قد زوّجت ابنتي على ابن عمي، وقد علمتنّ منزلتها مني، وإني دافعها إليه الآن إن شاء الله، فدونكنّ ابنتكنّ (كأنّ النبي أمر أن تفرح النساء) فقام النساء فغلّفنها من طيبهن وحليهِنّ، ثم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل فلمّا رأينه النساء ذهبن وبينهن وبين النبي (صلى الله عليه وآله) سترة، وتخلّفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): على رسلك من أنت؟ قالت: أنا أسماء أحرس ابنتك فاطمة، إن الفتاة ليلة بنيانها لابد لها من امرأة تكون قريباً منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئاً أفضت بذلك إليها.   فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك من الشيطان الرجيم.

لما زفت فاطمة عليها السلام إلى عليه السلام كبر رسول الله، وكان بلال بين يديه فكبر، فقال يا رسول الله كبرت فكبرت، فقال رسول الله ما كبرت أنا حتى كبر جبرائيل عليه السلام.

قال ابن شهراشوب: أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بنات عبدالمطلب ونساء المهاجرين أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن، يرجزن ويكبرن ويحمدن، ولا يقُلن ما لا يرضى الله... قال جابر: فأركبها على ناقته - وفي رواية على بغلته الشهباء-  وأخذ سلمان زمامها وحولها سبعون حوراء من الجنة والنبي وحمزة وعقيل بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب يمشون خلفها مشهرين سيوفهم، ونساء النبي قدامها يرجزن. وهذه كلها دروس لنا؛ فإذا تريد أن تقيم احتفالاً عليك أن تقتدي بما فعل النبي (صلى الله عليه وآله).

ومن جميل بعض إنشاءات نساء النبي (صلى الله عليه وآله) ما أنشأته أم سلمة: سرن بعون الله جاراتي واشكرنه في كل حالات، واذكرن ما أنعم رب العلا من كشف مكروه وآفات، فقد هدانا بعد كفر وقد أنعشنا رب السماوات، سرن مع خير نساء الورى تفدى بعمات وخالات، يا بنت من فضله ذو العلا بالوحي منه و الرسالات.

 وقالت حفصة: فاطمة خير نساء البشر، ومن لها وجه كوجه القمر، فضّلكِ الله على كل الورى بفضل من خص بآية الزمر، زوّجك الله فتىً فاضلاً أعني عليّاً خير من في الحضر، فسرن جاراتي بها إنها كريمة بنت عظيم الخطر.