|
اسم الکتاب: الخلاف - المجلد ۱
المؤلف: الشیخ الطوسي
الجزء: ۱
الصفحة: ۱٠
هجرته: و فی خضم الأحداث المؤلمة آثر الشیخ الطوسی الهجرة إلى النجف الأشرف حیث مرقد سید الابطال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام)، لیبقى بعیدا عن المعمعات الطائفیة، و لیتفرغ للتألیف و التصنیف، یسامر القماطر و المحابر، و یکد فی حصر آراء الأکابر و تقیید شواردهم. و أمه الفضلاء للاغتراف من معینة الذی لا ینضب، و التطلع على درایته الصائبة، و قریحته الثاقبة، و همته العالیة، فوضع بذلک اللبنة الاولى لأکبر جامعة علمیة إسلامیة فی النجف الأشرف، و شید أرکانها، فأصبحت ربوع وادی الغری تشع بمظاهر الجلال و الکمال، صانها الله من طوارق الحدثان. مکانته العلمیة: سرى ذکره یطوی المفاوز و الحزوم عبر حقب الزمن. فلا تجد صقعا الا و فیه عبقة فواحة من فضله، و ألق من نبله. و ان الیراع لعاجز عن وصفه، و الإطراء علیه، و مهما أراد الإنسان الغور و الغوص فی عظمة هذه الشخصیة الفذة، کلما ازداد تعجبا من مواطن عبقریته، و نبوغه الفکری الخلاق، راعى تلعات العلم و المعرفة و جمع أشتات الفنون، و کفاه مدحا أن یلقب (بشیخ الطائفة). یقول البحاثة الکبیر و المتتبع الخبیر الشیخ آقا بزرک الطهرانی ((قدس سره)) فی مقدمته على التبیان فی تفسیر القرآن: «مضت على علماء الشیعة سنون متطاولة، و أجیال متعاقبة، و لم یکن من الهین على أحد منهم أن یعدو نظریات شیخ الطائفة فی الفتاوى، و کانوا یعدون أحادیثه أصلا مسلما و یکتفون بها، و یعدون التألیف فی قبالها و إصدار الفتوى |
|