تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۸   


۳ : سئل أمير المؤمنين علیه السلام عن التوحيد والعدل، فقال علیه السلام : «التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه» .
4 ومن خطبة له علیه السلام في التوحيد حيث تجمع من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة أخرى قال: «... ما وحده من كیّفه، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا إياه عنی من شبهه، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه، كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول، فاعل لا باضطراب آلة، مقدر لا بجول فكرة، غني لا باستفادة، لا تصحبه الأوقات ولاترفده الأدوات سبق، الأوقات کونه، والعدم وجوده والابتداء أزله.
بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرین له، ضاد النور بالظلمة، والوضوح بالبهمة، والجمود بالبلل، والحرور بالصرد . مؤلف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرب بین متباعداتها، مفرق بين متدانياتها لا يشمل بحد، ولا يحسب بعد، وإنما تحدّ الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها، منعتها منذ القدمية، وحمتها قد الأزلية. وجنبتها لولا التكملة. بها تجلی صانعها للعقول، وبها امتنع عن نظر العيون.
لا يجري عليه السكون والحركة، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، ويعود فيه ما هو أبداه، ويحدث فيه ما هو أحدثه. إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه، ولكان له وراء إذ وجد له أمام، والتمس التمام إذ لزمه النقصان، وإذاً لقامت آية المصنوع فيه، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلول عليه.
وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره الذي لا يحول ولا يزول، ولا يجوز عليه الأفول، ولم يلد فيكون مولودأ، ولم يولد فيصير محدوداً، جل عن اتخاذ الأبناء، وطهر عن ملامسة النساء.


1 - نهج البلاغة : ۱۰۸، خطبة رقم 470
٢. الصرد، محرّكاً: البرد، أصلها فارسية.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست