تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۹   


لاتناله الأوهام فتقدره، ولا تتوهمه الفطن فتصوره، ولا تدركه الحواس فتحسّه، ولا تلمسه الأيدي فتمسه. لايتغير بحال، ولايتبدل بالأحوال، ولا تبليه الليالي والأيام، ولايغيره الضياء والظلام، ولا يوصف بشيء من الأجزاء، ولا بالجوارح والأعضاء، ولا بعرض من الأعراض، ولا بالغيرية والأبعاض، ولا يقال له حد ولا نهاية، ولا انقطاع ولا غاية، ولا أن الأشياء تحويه، فتقله أو تهویه، أو أن شيئا يحمله فيميله أو يعدله، ليس في الأشياء بوالج، ولا عنها بخارج.
يخبر لا بلسان ولهوات، ويسمع لا بخروق وأدوات، يقول ولايلفظ، ويحفظ ولایتحفظ، ويريد ولا يضمر. يحب ويرضی من غير رقة، ويبغض ويغضب من غير مشقة، يقول لمن أراد کونه: كن فيكون. لا بصوت يقرع، ولا بنداء يسمع، وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه.
ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا، ولو كان قدیما لكان إلهاً ثانياً، لا يقال: كان بعد أن لم يكن فتجري عليه الصفات المحدثات، ولا يكون بينها وبينه فصل، ولا له عليها فضل، فيستوي الصانع والمصنوع، ويتكافأ المبتدئ والبديع...» إلى آخر الخطبة .(1)
5وعن الإمام السجاد علیه السلام في الصحيفة السجادية: دعاؤه في التوحيد: «إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة جلالك، فجهلوك وقدروك بالتقدير على غير ما أنت به، شبهوك وأنا برئ يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شيء إلهي ولم يدركوك، وظاهر ما بهم من نعمة دليلهم عليك لو عرفوك، وفي خلقك يا إلهي مندوحة عن أن ينالوك، بل ساووك بخلقك، فمن ثم لم يعرفوك، واتخذوا بعض آیاتك رباً، فبذلك وصفوك، فتعاليت يا إلهي عما به المشبهون نعتوك» . (2)
ويقول الصدوق في معرض سرد عقيدة الإمامية: «اعلم أن اعتقادنا في التوحيد


١. نهج البلاغة ۲: ۱۱۹ - 126، خطبة رقم ۱۸6.
٢. الصحيفة السجادية: ۲۲-۲۳


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست