تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ٣٣   


تسألني؟» فقلت: جعلت فداك ! زعم هشام بن سالم أن الله عز وجل صورة، وأن آدم خلق على مثال الرب، فيصف هذا ويصف هذا - أومأت إلى جانبي و شعر رأسي - وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم أن الله شيء لا كالأشياء، وأن الأشياء بائنة منه، وأنه بائن على من الأشياء، وزعما أن إثبات الشيء أن يقال: جسم، فهو جسم لا كالأجسام، شيء لا كالأشياء، ثابت موجود غیر مفقود ولا معدوم، خارج عن الحدین: حد الإبطال، وحد التشبيه، فبأي القولين أقول؟ قال: فقال لي: «أراد هذا الإثبات، وهذا شبه ربه تعالی بمخلوق، تعالى الله الذي ليس له شبه ولا مثل ولا عدل ولا نظير، ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه». قال: فقلت: يعطی الزكاة من خالف هشاماً في التوحيد؟ فقال برأسه: لا.
16 قال الزمخشري: «الشي أعم العام لوقوعه على كل ما يصح أن يعلم ويخبر عنه فيقع على القديم والجوهر والعرض والمحال والمستقيم، ولذلك صح أن يقال في الله عز وجل شیء لا كالأشياء، كأنك قلت: معلوم لا كسائر المعلومات، ولا يصح: جسم لا كالأجسام، وأراد (أي شي أكبر شهادة) فوضع شيئا مکان (شهيد) ليبالغ في التعميم» . (2)
17 وجاء تفسير النسفي: (قل أي شيء أكبر شهادة) أي شيء مبتدأ، وأكبر خبره، وشهادة تمييز. و«أي» كلمة يراد بها بعض ما تضاف إليه، فإذا كانت استفهاماً كان جوابها مسمی باسم ما أضيفت إليه، وقوله (قل الله) جواب (أي الله أكبر شهادة) فالله مبتدأ والخبر محذوف، فيكون دليلا على أنه يجوز إطلاق اسم الشيء على الله تعالى، وهذا لأن الشيء اسم للموجود ولا يطلق على المعدوم، والله تعالی موجود 16


1. بحار الأنوار ۳: ۳۰۵
2. تفسير البحر المحيط94:4.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست