تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: تاریخ مدینة دمشق - المجلد ۱    المؤلف: ابی القاسم علی بن الحسن ابن عساکر    الجزء: ۱    الصفحة: ٦   

وقد استخرنا الله علام الغیوب فشرح صدرنا للتصدی للعمل الضخم فتوکلنا على الله لانجاز هذا التاریخ العظیم ووضعه بین أیدی الناس هنیئا سلسا
فتتبعنا مخطوطاته شرقا وغربا فأتینا بها جاهدین
وکان مما أثار حماسنا أنه أثناء المؤتمر الذی عقد فی دمشق بمناسبة مرور 900 سنة على وفاة مصنفه الحافظ المحدث الثقة ابن عساکر ومن المناقشات التی دارت فی المؤتمر لمسنا أنه لا أحد مهیؤ لانجاز هذا المشروع الکبیر الذی بدأه المجمع العلی العربی بدمشق منذ أربعین عاما ولم ینجزه لاسباب شتى
ومصنف الکتاب الحافظ ابن عساکر سلیل أسرة عربیة اشتهرت بالعلم والفقه والحدیث والقضاء والفتیا
ولد هذا العالم الجلیل فی دمشق سنة (499) هـ وشب ونما فی مناخها الصافی وترعرع فی أحضان مدارسها وحلقات الاقراء والحدیث الحافلة التی کانت تعقد فی مسجد بنی أمیة وفی منارات أخرى للعلم والحدیث والفقه کالمدرسة الغزالیة [1] التی کان یتردد علیها ویأخذ عن أرباب العلم الذین کانوا یدرسون فیها فکان لکل ذلک أثر کبیر فی توجهه نحو العلم ونبوغه فیه
ولکن بعد وفاة أبیه وفی سنة (520) عقد العزم على الرحلة إلى طلب العلم وشأنه فی ذلک شأن کل العلماء الذین نبغوا وارتقوا مدارج العلم والمعرفة
فاتجه نحو العراق أولا ففیها من العلماء من یرحل إلیه وعاد إلى دمشق بعد سنة قاصدا الحج وفی مکة والمدینة ومنیه سمع ممن لقی من العلماء وحدث بمکة
ثم عاد من مکة میمما شطر العراق ثانیة فأقام فی العراق خمس سنین فی بغداد وسائر مدن العراق وکانت حافلة بشیوخ العلم کالموصل والرحبة والجزیرة وماردین والکوفة متنقلا بینها شمالا وجنوبا
وقد استمع إلى کبار المحدثین (ذکرهم فی معجم شیوخه)
وینهی رحلته العلمیة هذه ویعود إلى بغداد ومنها إلى دمشق بعد أن استنفد ما عند علماء بغداد وشیوخها وضمنه صدره وصحائفه
وفی دمشق أخذ یستعد لرحلة جدیدة فی طلب الحدیث ولکن هذه المرة إلى ما وراء بغداد إلى خراسان ففیها من مراکز الحدیث والمحدثین ما یشد إلیه الرحال أیضا وکان ذلک سنة (529 هـ)


[1] وهی روایة الشیخ نصر المقدسی أصلا وصارت تعرف فیما بعد بالغزالیة نسبة إلى الامام الغزالی
(طبقات السبکی 112 ج 3)
فی ذکره أکثر مما أغفلت ولیس یخلو من فائدة من الفوائد المستفادة وذکر حکایة [1] من الحکایات المستحسنة المستجادة لما جمعه من الأخبار الجامعة وانطوى علیه من الآثار اللامعة وحواه من الأذکار النافعة وتضمنه من الأشعار الرائعة مما یرغب فی حسنة الراغب ویستفید لعزته وجودته الطالب والله سبحانه وتعالى ییسر جمعه على من جمعه وینفع به من رواه ومن سمعه إنه جدیر بإجابتی قدیر على تحقیق رجائی وهو ولی کل خیر ودافع کل سوء وضیر والهادی فی القول لصوابه ولا حول ولا قوة إلا به


[1] عن المجلدة الأولى وتهذیب ابن عساکر وبالأصل " الحکایة "


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست