تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠٠   

(1) - الخلق یضطرون إلى الإقرار و التسلیم و أما الدنیا فلیست کذلک فقد یحکم فیها ملوک و رؤساء و لیست هذه الإضافة مثل قوله تعالى‌ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ اَلسََّاعَةِ لأن الساعة مفعول بها على الحقیقة و لیست مفعولا بها على السعة لأن الظرف إذا جعل مفعولا على السعة فمعناه معنى الظرف و لو کانت الساعة ظرفا لکان المعنى یعلم فی الساعة و ذلک لا یجوز لأنه تعالى یعلم فی کل وقت و المعنى أنه یعلم الساعة أی یعرفها.

المعنى‌

أنه سبحانه لما بین ملکه فی الدنیا بقوله «رَبِّ اَلْعََالَمِینَ» بین أیضا ملکه فی الآخرة بقوله «مََالِکِ یَوْمِ اَلدِّینِ» و أراد بالیوم الوقت و قیل أراد به امتداد الضیاء إلى أن یفرغ من القضاء و یستقر أهل کل دار فیها و قال أبو علی الجبائی أراد به یوم الجزاء على الدین و قال محمد بن کعب أراد یوم لا ینفع إلا الدین و إنما خص یوم القیامة بذکر الملک فیه تعظیما لشأنه و تفخیما لأمره کما قال رب العرش و هذه الآیة دالة على إثبات المعاد و على الترغیب و الترهیب لأن المکلف إذا تصور ذلک لا بد أن یرجو و یخاف.

اللغة

العبادة فی اللغة هی الذلة یقال طریق معبد أی مذلل بکثرة الوطء قال طرفة :

تباری عتاقا ناجیات و أتبعت # وظیفا وظیفا فوق مور معبد

و بعیر معبد إذا کان مطلیا بالقطران و سمی العبد عبدا لذلته و انقیاده لمولاه و الاستعانة طلب المعونة یقال استعنته و استعنت به .

الإعراب‌

قال أبو إسحاق إبراهیم بن السری الزجاج موضع «إِیََّاکَ» نصب بوقوع الفعل علیه و موضع الکاف فی إیاک خفض بإضافة إیا إلیها و إیا اسم للضمیر المنصوب إلا أنه ظاهر یضاف إلى سائر المضمرات نحو قولک إیاک ضربت و إیاه ضربت و إیای حدثت و لو قلت إیا زید حدثت کان قبیحا لأنه خص به المضمر و قد روى الخلیل عن العرب إذا بلغ الرجل الستین فإیاه و إیا الشواب و هذا کلام الزجاج و رد علیه الشیخ أبو علی الفارسی فقال إن إیا لیس بظاهر بل هو مضمر یدل على ذلک تغیر ذاته و امتناع ثباته فی حال الرفع و الجر و لیس کذلک الاسم الظاهر أ لا ترى أنه یعتقب علیه الحرکات فی آخره و یحکم له بها فی موضعه من غیر تغیر نفسه فمخالفته للمظهر فیما وصفناه یدل على أنه مضمر لیس‌


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست