تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠۱   

(1) - بمظهر قال و حکى السراج عن المبرد عن أبی الحسن الأخفش أنه اسم مفرد مضمر یتغیر آخره کما تتغیر أواخر المضمرات لاختلاف أعداد المضمرین و الکاف فی إیاک کالتی فی ذلک و هی دالة على الخطاب فقط مجردة عن کونها علامة للمضمر فلا محل لها من الإعراب و أقول و هکذا الحکم فی إیای و إیانا و إیاه و إیاها فی أنها حروف تلحق إیا فالیاء فی إیای دلیل على التکلم و الهاء فی إیاه تدل على الغیبة لا على نفس الغائب و یجری التأکید على إیا منصوبا تقول إیاک نفسک رأیت و إیاه نفسه ضربت و إیاهم کلهم عنیت فاعرفه و لا یجیز أبو الحسن إیاک و إیا زید و یستقل روایتهم عن العرب إذا بلغ الرجل الستین فإیاه و إیا الشواب و یحمله على الشذوذ لأن الغرض فی الإضافة التخصیص و المضمر على نهایة التخصیص فلا وجه إذا لإضافته و الأصل فی نستعین نستعون لأنه من المعونة و العون لکن الواو قلبت یاء لثقل الکسرة علیها فنقلت کسرتها إلى العین قبلها فتصیر الیاء ساکنة لأن هذا من الإعلال الذی یتبع بعضه بعضا نحو أعان یعین و قام یقوم و فی شرحه کلام و ربما یأتی مشروحا فیما بعد إن شاء الله و قوله نعبد و نستعین مرفوع لوقوعه موقعا یصلح للاسم أ لا ترى أنک لو قلت أنا عابدک و أنا مستعینک لقام مقامه و هذا المعنى عمل فیه الرفع و أما الإعراب فی الفعل المضارع فلمضارعته الاسم لأن الأصل فی الفعل البناء و إنما یعرب منه ما شابه الأسماء و هو ما لحقت أوله زیادة من هذه الزیادات الأربع التی هی الهمزة و النون و التاء و الیاء.

ـ

المعنى‌

قوله تعالى: «إِیََّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیََّاکَ نَسْتَعِینُ» أدل على الاختصاص من أن نقول نعبدک و نستعینک لأن معناه نعبدک و لا نعبد سواک و نستعینک و لا نستعین غیرک کما إذا قال الرجل إیاک أعنی فمعناه لا أعنی غیرک و یکون أبلغ من أن یقول أعنیک و العبادة ضرب من الشکر و غایة فیه لأنها الخضوع بأعلى مراتب الخضوع‌مع التعظیم بأعلى مراتب التعظیم و لا یستحق إلا بأصول النعم التی هی خلق الحیاة و القدرة و الشهوة و لا یقدر علیه غیر الله تعالى فلذلک اختص سبحانه بأن یعبد و لا یستحق بعضنا على بعض العبادة کما یستحق بعضنا على بعض الشکر و تحسن الطاعة لغیر الله تعالى و لا تحسن العبادة لغیره و قول من قال أن العبادة هی الطاعة للمعبود یفسد بأن الطاعة موافقة الأمر و قد یکون موافقا لأمره و لا یکون عابدا له أ لا ترى أن الابن یوافق أمر الأب و لا یکون عابدا له و کذلک العبد یطیع مولاه و لا یکون عابدا له بطاعته إیاه و الکفار یعبدون الأصنام و لا یکونون مطیعین لهم إذ لا یتصور من جهتهم الأمر و معنى قوله «إِیََّاکَ نَسْتَعِینُ» إیاک نستوفق و نطلب المعونة على عبادتک و على أمورنا کلها و التوفیق هو أن یجمع بین جمیع الأسباب التی یحتاج إلیها فی‌


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست