تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱    المؤلف: الشيخ الطبرسي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠۷   

(1) - فجر حاتم على البدل من الهاء فی جوده (و ثانیها) أن یکون بدلا من الذین (و ثالثها) أن یکون صفة للذین و إن کان أصل غیر أن یکون صفة للنکرة تقول مررت برجل غیرک کأنک قلت مررت برجل آخر أو برجل لیس بک قال الزجاج و إنما جاز ذلک لأن الذین هاهنا لیس بمقصود قصدهم فهو بمنزلة قولک إنی لأمر بالرجل مثلک فأکرمه و قال علی بن عیسى الرمانی إنما جاز أن یکون نعتا للذین لأن الذین بصلتها لیست بالمعرفة الموقتة کالأعلام نحو زید و عمرو و إنما هی کالنکرات إذا عرفت نحو الرجل و الفرس فلما کانت الذین کذلک کانت صفتها کذلک أیضا کما یقال لا أجلس إلا إلى العالم غیر الجاهل و لو کانت بمنزلة الإعلام لما جاز کما لم یجز مررت بزید غیر الظریف بالجر على الصفة و قال أبو بکر السراج و الذی عندی أن غیر فی هذا الموضع مع ما أضیف إلیه معرفة لأن حکم کل مضاف إلى معرفة أن یکون معرفة و إنما تنکرت غیر و مثل مع إضافتهما إلى المعارف من أجل معناهما و ذلک أنک إذا قلت رأیت غیرک فکل شی‌ء ترى سوى المخاطب فهو غیره و کذلک إذا قلت رأیت مثلک فما هو مثله لا یحصى فأما إذا کان شیئا معرفة له ضد واحد و أردت إثباته و نفی ضده فعلم ذلک السامع فوصفته بغیر و أضفت غیر إلى ضده فهو معرفة و ذلک نحو قولک علیک بالحرکة غیر السکون فغیر السکون معرفة و هی الحرکة فکأنک کررت الحرکة تأکیدا فکذلک قوله تعالى: «اَلَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ اَلْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ» فغیر المغضوب هم الذین أنعم الله علیهم فمتى کانت غیر بهذه الصفة فهی معرفة و کذلک إذا عرف إنسان بأنه مثلک فی ضرب من الضروب فقیل فیه قد جاء مثلک کان معرفة إذا أردت المعروف بشبهک قال و من جعل غیر بدلا استغنى عن هذا الاحتجاج لأن النکرة قد تبدل من المعرفة و فی نصب غیر ثلاثة أوجه أیضا (أحدها) أن یکون نصبا على الحال من المضمر فی علیهم و العامل فی الحال أنعمت فکأنه قال صراط الذین أنعمت علیهم لا مغضوبا علیهم (و ثانیها) أن یکون نصبا على الاستثناء المنقطع لأن المغضوب علیهم من غیر جنس المنعم علیهم (و ثالثها) أن یکون نصبا على أعنی کأنه قال أعنی غیر المغضوب علیهم و لم یجز أن یقال غیر المغضوبین علیهم لأن الضمیر قد جمع فی علیهم فاستغنى عن أن یجمع المغضوب و هذا حکم کل ما تعدى بحرف جر تقول رأیت القوم غیر المذهوب بهم استغنیت بالضمیر المجرور فی بهم عن جمع المذهوب و أما لا من قوله «وَ لاَ اَلضََّالِّینَ» فذهب البصریون إلى أنها زائدة لتوکید النفی و ذهب الکوفیون إلى أنها بمعنى غیر و وجه قول البصریین أنک إذا قلت ما قام زید و عمرو احتمل أن ترید ما قاما معا و لکن قام کل واحد منهما بانفراده فإذا قلت ما قام زید و لا عمرو زال الاحتمال و غیر متضمن معنى‌


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست