تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۵۹   

تفسیر سورة (الفاتحة)


بعد أن وضعنا الأسس والقواعد الأساسیّة لفهم وتدبّر القرآن الکریم، والآداب المتّبعة عند قراءة وتلاوة وتدریس وتفسیر القرآن الکریم، نقف عند قوله سبحانه وتعالى: ﴿بَلْ هُوَ آیَاتٌ بَیِّنَاتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾]العنکبوت: من الآیة 49[، فلماذا خصّ الله سبحانه وتعالى ﴿الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾؟ لأنّ أهل العلم وحدهم المخوّلون بتفسیر القرآن الکریم، وقد حذّر النّبیّ علیه الصّلاة والسّلام ممّن یقول فی القرآن الکریم برأیه.
ودیننا دین العلم، فبدأ الإسلام بقوله سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ﴾ ]العلق: من الآیة 1[، وأمر بالإیمان بقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾]محمّد: من الآیة 19[، ویتوصّل إلى الإیمان بالقراءة والعلم، ولا یکون بالقهر والإجبار، ولا بالإکراه والتّرهیب، وإنّما بالعلم.
وأوّل سورة فی ترتیب المصحف الشّریف هی سورة (الفاتحة)، ولیست ﴿اقْرَأْ﴾ ، وترتیب المصحف توقیفیّ إلهیّ من الله سبحانه وتعالى عن طریق جبریل u.
وهذا القرآن هو کلام الله سبحانه وتعالى المنزّل على عبده محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم وهو کلام معجز فی تلاوته ورسمه ونظمه وترتیبه.
وترتیب الآیات فی القرآن الکریم لها علاقة بالقائل، والقائل جلّ شأنه هو الله سبحانه وتعالى، «… وفَضلُ کَلامِ اللهِ على سائرِ الکَلامِ کفَضلِ الله على خَلقِه»([1])، ولذلک قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَیْتَهُ


(([1] سنن التّرمذیّ: کتاب فضائل القرآن، باب رقم (25)، الحدیث رقم (2926).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست