تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۵٠   

والمذاهب فی نهایة القرن الأول الهجری على خلفیات تلک الأحداث، وقد رافقت ذلک حملات إعلامیة قویة ملیئة بالدسائس والتشویهات وقلب الحقائق، مارسها من کان بیده القوة والسلطان، وحرض علیها ألسنته وأقلامه من شعرائه وفقهائه ومؤیدیه، ولم یکن لشیعة أهل البیت ({علیهم السلام})فی تلک الأیام حول ولا قوة، بل کانوا مقهورین مضطهدین متخفین لا یمارسون من الدفاع والرد إلا النزر الیسیر.
واستمرت الحال على هذا المنوال فی معظم فترات التاریخ, فشحنت الکتب وملئت النفوس وکثرت الأقوال بالطعن علیهم, والشتم لهم، وإخراجهم عن حظیرة الإسلام، وکمل هذا المشوار الطویل بما تبثّه فی العصر الحدیث بعض الحکومات الإسلامیة وبعض الحکومات الاستعماریّة عبر فضائیات مخصصة للتحریض والفتنة الطائفیة, مما یشحن النفوس بالبغضاء والکراهیة لشیعة أهل البیت, وما تنشره من کتب مدسوسة فی حقهم، ومنعها من نشر وتداول کتبهم، حتى لا یکاد یسمع بها بعض الکبار من علماء إخوانهم، فضلاً عن العوام، فتمت حلقة الظلم وأحکم إغلاقها, وحتى نکون موضوعیین لا ننسى أیضاً دَوْرَ الذین أغوتهم العصبیة من عوام شیعة أهل البیت ({علیهم السلام}), وبعض من یفتقدون الوعی والرأی السدید من وعَّاظهم وخطبائهم, وبعض ما یمارسونه من ردة الفعل تجاه ما حدث من مأساة لأهل البیت ({علیهم السلام}), مما لا یزید الطین إلا بلّة, والموقف إلا سوءاً, ومما یختصر مصابهم بأعمال وأقوال وتحلیلات لا تساعد علیها الأدلّة الشرعیة, وتصادم حقیقة عظمتهم, وطبیعة منهجهم ({علیهم السلام}), ویظنّ معه الإنسان أنه قد أدَّى واجبه تجاههم, وقام بحق ولایتهم, مع أنه لم یزد الناس إلا نفوراً وبعداً عن منهجهم وعن التعرف على حقیقتهم.
إن الدعوة إلى الوحدة فی ظل هذه الحال لابدّ وأن تکون إما صرخة فی واد لا أثر لها، وإمَّا وحدة کاذبة نفاقیة، هدنة على دخن, وجماعة على أقذاء:. وذلک قوله ({صلی الله علیه و آله}) حین قال له حذیفة بن الیمان، وقد ذکر الفتن: أفبعد هذا الشر خیر یا رسول الله؟, قال: هدنة على دخن, وجماعة على أقذاء, والهدنة: السکون، والدخن: الحقد، ومعنى هدنة على دخن: سکون على حقد، وفی القاموس: هدنة على دخن: سکون لغلبة لا لصلح, وهذه یکون الحقد دفیناً فیها, والأقذاء: جمع قذى, وهو ما یقع فی العین فیقذیها، وفی الشراب فیفسده ... وأصل أقذاء: أقذای، وقعت الیاء بعد ألف أفعال فقلبت همزة, وقوله ({صلی الله علیه و آله}) : جماعة على أقذاء: فکأنه شبَّه الاجتماع على فساد الغیوب وتغلل القلوب, بالعین المغمضة على الداء, المغمضة على الأقذاء, فالظاهر سلیم, والباطن سقیم. [الشریف الرضی, محمد بن حسین, المجازات: تصحیح مهدی هوشمند, ط1, مؤسسة دار الحدیث الثقافیة, قم, إیران, 1422ق, 1380ش, ص235].,




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست