تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٤۹   

بین الأمة بمجموعها, وبین أعدائها, کان النصر حلیف الأمة, وکلما کان خطّ المواجهة فی داخل الأمة وبین أبنائها, کانت الهزائم والانتکاسات من نصیبها, لذا ألیس من السفه والتفاهة أن نساعد الکفر العالمی على أنفسنا ؟، وأن نعمل على إشاعة الأباطیل لنفرق شملنا بأیدینا بعد أن نهانا الله عز وجل عن ذلک، فقال عزَّ مِنْ قائل: ﴿ وَ لاَ تَکُونُوا کَالَّتِی نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْکَاثاً ... (92)﴾ [النحل], وقال: ﴿ وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُکُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ‌ (46) ﴾ [الأنفال].
ألم یقل ربّنا فی کتابه الکریم: ﴿ قُلْ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى کَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَیْنَنَا وَ بَیْنَکُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَ لاَ نُشْرِکَ بِهِ شَیْئاً ... (64)﴾ [آل عمران], معتبراً بأن هنالک کلمة مشترکة یجتمع علیها المسلمون وأهل الکتاب ترفع الخصومة بینهم، فکیف ینبغی أن تکون الحال بین المسلمین، وبینهم کل کلمات ربّهم ونبیّهم ({صلی الله علیه و آله}) وکعبتهم وأرکان دینهم وکل ذلک واحد بینهم سواء.
ولقائل أن یقول: کیف یمکن الجمع بین الدعوة إلى الوحدة الإسلامیة والاستناد إلى نواحی الاتفاق، والنهی عن المخاصمة والنزاع، وبین البحث والتنقیب فی أحداث التاریخ، فإن هذا سیؤدی إلى البحث فیما شجر بین المسلمین بعد وفاة رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) ، وکذلک إلى البحث فی العقائد والآراء والمبانی الفقهیة التی تتصل بذلک, وهل ینسجم هذا مع الدعوة إلى الوحدة ؟.
والجواب هو نعم بالتأکید, فإن الفرقة الحاصلة بین المسلمین لم تحصل هذه الساعة، ودون أیة أسباب، فإن عمرها قریب من عمر الإسلام وجذورها تمتد إلى سقیفة بنی ساعدة، والخلاف الذی حصل فیها على خلافة رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) , مروراً بالفتنة ومقتل عثمان ومن ثم خلافة الإمام علی ({علیه السلام}) ، وما حصل فیها وبعدها من حروب بین المسلمین، ثم تعمقت توالیها الفکریة مع تأسیس الفرق




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست