تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٣٠۱   

تمهید


دلّت الآیات والروایات الواردة فی کتب أهل السُنَّة على جواز التقیّة, وربطته تارةً بالإکراه التام الذی یخشى فیه على النفس أو ما یقوم مقامها, وتارةً بما هو دون ذلک, کضرب السوط أو السوطین کما فی روایة ابن مسعود, وبما یعمّ سائر التصرفات المعتبرة فی أقسام التقیّة, کإظهار الموافقة فی القول وفی الفعل, أو کتمان الحق, أو مداراة الخلق, فکان لابدّ أن یؤخذ ذلک کلّه بعین الاعتبار, وأن یظهر فی فتاوى الفقهاء.
وثمّة أمران عند أهل السُنَّة یقفان فی وجه التوسّع فی بحوثها ونشر أحکامها:
الأول: کونها مما یستخدم عندهم مثاراً للتشنیع على غیرهم, فحال ذلک دون إظهارها إظهاراً صریحاً فی کتبهم وبحوثهم, ولم یفردوا لها فی الأعمّ الأغلب کتاباً فقهیاً أو بحثاً خاصاً, وإنما على الباحث العودة إلى کتب التفسیر والحدیث لیعثر فیها على موارد متفرقة توصله إلى بغیته, وأن یستقرئ فتاوى الفقهاء فی الکتب المختلفة, وینتزع من شتات متفرقاتها صوراً للتقیّة عندهم, یحدد على أساسها معالم مفهومها.
الثانی: کونهم یمثلون غالبیّة الأمة الإسلامیة, مع کون السلطة الزمنیة والدینیة بیدهم, فلم یکونوا مضطرین إلى مراعاة أحد أو الخشیة منه, خلا حالات شخصیة عندما یواجه أحدهم طغیان بعض الحکام, ولفترات زمنیة محدودة وقصیرة نسبیاً, وبنحوٍ عام یمکن القول: إنهم لم تضطرهم الظروف إلى متابعة أحد فی حکم فقهی أو مسألة عقدیة, عدا یتیمة خلق القرآن أیام المأمون والمعتصم العباسیین, لذا من الطبیعی أن لا نجد عندهم توسّعاً فی بحث التقیّة, وفی الحدیث عن آثارها کما هو الحال عن الشیعة الإمامیة, الذین عانوا




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست