تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٣٠۹   

أولاً: العلاقة بین التقیّة والإکراه


التقیّة والإکراه أمران مترابطان یدلّ أحدهما على الآخر, فقد استخدم بعض الفقهاء لفظ التقیّة للدلالة على ما یصدر عن المکلَّف من قولٍ أو فعلٍ مخالف لإرادته واختیاره, أو لِما یجب علیه الالتزام به من أحکام دینه, واستخدم بعضهم الآخر لفظ الإکراه, على أن لفظ التقیّة هو الأکثر شیوعاً فی فقه الشیعة الإمامیة, ولفظ الإکراه هو الأکثر شیوعاً فی فقه المذاهب الأخرى, وتشبه العلاقة بینهما علاقة السبب بالمسبِّب, وقد ورد کلاهما فی القرآن الکریم:. قال تعالى: ﴿... إِلاَّ مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ ...(106)﴾ [النحل], وقال: ﴿... إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ...(28)﴾ [آل عمران]., والسُنَّة الشریفة:. أخرج الطیالسی فی مسنده عن جابر, قال: قال رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) : ما وقى به المؤمن عرضه فهو صدقة. [مسند أبی داود الطیالسی (م. س): ج5، ص153], وأخرج البخاری فی صحیحه عن النبی ({صلی الله علیه و آله}) أنه قال: أی عائشة, إن شرَّ الناسِ منزلةً عند الله مَنْ تَرَکَه أو وَدَعَه الناس اتِّقَاءَ فُحْشِه. [صحیح البخاری (م. س): ج4, کتاب الأدب, باب المداراة مع الناس, ص70], وأخرج ابن ماجة فی سُننه عن أبی ذر الغفاری, عن رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) أنه قال: إن الله تعالى تجاوز عن أمتی الخطأ والنسیان, وما استُکْرِهوا علیه [سنن ابن ماجة (م. س): ج1, ص659].وأخرج الکلینی فی أصول الکافی, عن أبی جعفر ({علیه السلام}) قال: التَّقِیَّةُ فی کُلِّ ضَرورةٍ وصاحِبُها أَعْلَمٌ بها حین تَنْزِلُ به. [أصول الکافی (م. س): ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب التقیة، ص217، الحدیث1]..

ثانیاً: تعریف الإکراه


1. الإکراه لغةً
قال ابن فارس: الکاف والراء والهاء أصل صحیح واحد یدلّ على خلاف الرضا والمحبة, یقال: کرهت الشیء أکرَهُهُ کَرهاً, والکُرْه الاسم,




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست