تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٤۷   

أولاهما: کتمان بعض العلوم والآراء وعدم الإفصاح عنها فتغیب بموت أهلها.
وثانیهما: عدم الحوار بین المتخالفین, فیبقى کلٌّ قابضاً على رأیه ظانّاً به الصحة, بینما تکون الحقیقة غیر ذلک کلّه, والذی یحجبها عن الظهور غلالة رقیقة سرعان ما تتمزق بالحوار لو یدور, ویظهر لکلِّ طرفٍ خلل مقولته فیصلحها.
ولقد نقلت سابقاً:. راجع مبحث: نماذج من تقیّة الصحابة والتابعین وتابعیهم, من هذا الکتاب. أقوال بعض صحابة رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) وکذلک بعض التابعین وتابعی التابعین عن عدم جرأتهم على التصریح بما تلقّوه من علوم من رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) , أو ما وصلوا إلیه من الآراء بالاستنباط لخشیتهم من السلاطین أحیاناً, ومن العامّة أخرى, ولیس هذا منحصراً فی العلوم الدینیة بل حتى فی العلوم الکونیّة, فإن إحراق الکنیسة لغالیلیو قد أثّر فی غیره من العلماء, فلم یقدروا على التصریح بما یخالف آراء الکنیسة حتى ذهبت قوتها وضعف نفوذها فصرّحوا بما یرون واستفاد الناس من علومهم, وکذلک هی الحال عموماً فی البلدان المؤدلجة بإیدیولوجیا تحدّ من حریّة الفکر وتؤطّره بإطارها الخاصّ, مما یعیق حرکة الفکر وازدهار العلوم.
إن سیطرة القهر والاضطهاد لفترة طویلة واضطرار الناس للعمل بالتقیّة له آثار سیئة أیضاً تظهر فی سیطرة الفکر التبریری ومحدودیة الاطلاع على آراء الآخرین, وهما أمران یتکاملان, فإن الفکر التبریری یمنع الإنسان من محاکمة الأمور والتعمّق فی تحلیلها, ووضع النقاط على الحروف فی تفسیر حوادثها, فنحن أمّة قد اعتدنا الکتابة بلا نقط لِنَقْرأ کیفما اتفق, ولو رجعنا إلى کثیر من نصوص المؤرّخین وعلماء رجال الحدیث وأصحاب السِّیَر لوجدنا الفکر




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست