تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۵٠   

رابعاً: الآثار الاقتصادیة


وهی خلاصة کلّ تلک الآثار السابقة, وإعادةٌ لإنتاجها مادیّاً, فلا شکّ بأن الخوف والانزواء یمنعان من المغامرة والاستثمار, وتحدّ منه أیضاً ضآلة الإبداع والإنتاج العلمی, ویؤثر فیه سلباً تسطیح الفکر, کما یمنع الانقسام الاجتماعی وضعف الوثوق من ضمّ الجهد إلى الجهد, والقدرة إلى القدرة للقیام بعمل کبیر له أثره على مستوى الأمة.
إن الشعور بعدم الأمن والأمان الناجمین عن عدم الاستقرار والخوف یضعفان المبادرة الفردیة, وتتضاءل معهما فرص العمل التشارکی لفقدان الثقة بین الناس, فیضعف النشاط الاقتصادی عموماً لابتنائه على الاستقرار والحریة.

5. موازنة واختیار
إن جمیع الآثار المتقدّمة للتقیّة - خلا حفظ النفس - یمکن عدّها آثاراً سلبیة, تتسلل إلى حیاة الناس بمرور الزمان, وتتدخّل فی صیاغة أفکارهم وسلوکهم لتصبح طریقتهم فی الحیاة والتفکیر, وإلا فأی أحد یحبّ أن یعیش حیاة العزلة والإنکفاء على الذات, دون أن تجد عواطفه وآراؤه مجالاً أوسع من نفسه, فتبقى حبیسةً فی داخله, ویضطرّ إلى حیاة الکتمان والتخفیّ, لیصبح رهین المحدودیة فی کل شیء, فتضیق علیه الحیاة على رحبها, ولکنه یجد نفسه مجبوراً على القبول ببعض ما تقدّم أو بجمیعه حفاظاً على نفسه أو ما یقوم مقامها, فالنفس الإنسانیة أقدس شیء فی الدنیا, وقد جعل الخالق حفظها أول مقاصد شریعته.
ویصوّر ما تقدّم مدى فداحة ظلم الإنسان للإنسان, عندما لا یکتفی الظالم بسلب ممتلکات الناس والسیطرة على حرکاتهم وسکناتهم وإسکات




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست