تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۵۱   

ألسنتهم, وإنما یساهم أیضاً بصیاغة عقولهم وأفکارهم, لیستمرئوا ظلمه ویفکّروا کما یرید, ویفعلوا الذی یرید, وهذا أخطر نتائج المداومة على التقیّة.
إن صیاغة الرضا بالمحدودیة فی نفس الإنسان بحاجة إلى زمن یترسّخ فیه, لأنه على خلاف طبعه, وکذلک إذا ما ترسّخ فإنه أیضاً بحاجة إلى زمنٍ طویل لیزول.
یُظهر ما تقدّم مدى الحاجة إلى المصلحین, والعلماء الربّانیین الذین یلتزمون مقولته ({صلی الله علیه و آله}) : إذا ظهرت البدع فی أمتی فلیُظهر العالِم علمه, فمن لم یفعل فعلیه لعنة الله:. الکافی (مصدر سابق): ج1, باب البدع والرأی والمقائیس, ص54, ح2., فیعلّمون الناس کیف یوقدون شمعة الأمل فی نفوسهم, وکیف یسعون نحو أهدافهم, وأن الإنسان الحقیقی یملک ما هو أسمى من قوت یومه, وأن علیه أن یخلع رداء التقیّة بالسعی إلى تغییر الظروف التی جعلتها له رداءً ودثاراً, فالتقیّة لیست استسلاماً, ولیست مجرد مهادنة, إنما هی حفظ للنفس الإنسانیّة التی یجب أن تبقى متوثبة لنیل حقوقها فی الوقت المناسب, وهو ما یفسّر حرمة التقیّة فی غیر الضرورة, وحرمة التقیّة على المعصوم, وعلى العالِم إذا کانت تؤدّی إلى محو صورة الحق وضیاعه على الناس, وکذلک حرمة التقیّة التی تتسبب بإراقة دم إنسان.






«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست