تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء - المجلد ۱    المؤلف: الفیض الکاشانی    الجزء: ۱    الصفحة: ۵٠   

و المنسوخ، و العامّ و الخاصّ، و غیر ذلک إنّما یعرف من العلم المسمّى بأصول الفقه فلیس کذلک بل الحقّ أنّ الواجب فی کلا العلمین أن یؤخذ من أهله و لیس أهله إلّا الّذین أوصى النبیّ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم بالتمسّک بهم بعده بقوله: «إنّی تارک فیکم الثقلین إن تمسّکتم بهما لن تضلّوا بعدی: کتاب اللّه و عترتی أهل بیتی، و إنّهما لن یفترقا حتّى یردا علیّ الحوض‌ [1]» و معنى عدم الافتراق أنّ علم القرآن عندهم فمن تمسّک بهم تمسّک بهما و هم أولو الأمر الّذین قال اللّه فیهم: «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‌ أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‌ [2]» و قال سبحانه فیهم: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ‌ [3]» و منشأ هذا الخطأ و الاشتباه[1]أنّه لمّا غلب على أراذل العرب و منافقیهم حبّ الرئاسة، و اشتعل فی نفوسهم نائرة الحسد و النفاسة، و نبذوا ما أوصاهم به رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- فی یوم الغدیر و غیره- وراء ظهورهم، و خذلوا وصیّه ثمّ الأوصیاء من بعد وصیّه، الّذین کانوا هم أزمّة الحقّ، و ألسنة الصدق، و شجرة النبوّة، و موضع الرسالة، و مختلف الملائکة، و مهبط الوحی، و معدن العلم، و منار الهدى، و الحجج على أهل الدّنیا، و خزائن أسرار الوحی و التنزیل، و معادن جواهر العلم و التأویل، الأمناء على الحقائق، و الخلفاء على الخلائق، اولی الأمر الّذین أمروا بطاعتهم، و أولی الأرحام الّذین أمروا بصلتهم، و ذوی القربى الّذین أمروا بمودّتهم، و أهل الذکر الّذین أمروا بمسألتهم، و الموالی الّذین أمروا بمولاتهم و متابعتهم، و أهل البیت الّذین أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهیرا، و الراسخین فی العلم الّذین عندهم علم القرآن کلّه تأویلا و تفسیرا، أحد السببین اللّذین من تعلّق بهما فازت قداحه، و ثانی الثقلین اللّذین من تمسّک بهما أسفر عن حمد السّرى صباحه[2]الّذین مثلهم کمثل سفینة نوح من رکبها نجى، و من تخلّف عنه غرق، الّذین إذا نطقوا


[1] أی الذی وقع فی کلام أبی حامد و أضرابه.

[2] ... اللیل و فی المثل المعروف «عند الصباح یحمد القوم السری».


[1] أخرجه أحمد فی مسنده ج 3 ص 14 و 17 و 26 و 59 من حدیث أبی سعید الخدری و ج 4 ص 367 و 371 و ج 5 ص 182 و 189 بأدنى تغییر فی الألفاظ

[2] النساء: 83.

[3] النساء: 59.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست